واشنطن- معا- لعبت المؤسسات الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية دورا رئيسيا وبارزا في ترجيح كفة مرشح الحزب الديمقراطي جوزيف بايدن للفوز برئاسة الولايات المتحدة الاميركية خلال الانتخابات التي جرت في الثالث من الشهر الجاري واعلنت نتيجتها امس.
وقادت المؤسسات الفلسطينية والناشطين الفلسطينيين حملات تسجيل ناخبين وتشجيع على التصويت ضمن تحالفات مع مؤسسات الجالية الاسلامية تركزت تحديدا في الولايات المتأرجحة وخاصة في ولايات ميتشيغان، ويسكونسن، فلوريدا، تكساس وبنسلفانيا.
وتكشف حقيقة تقارب ارقام المتنافسين في الولايات المتأرجحة ان اصوات الجاليات الاسلامية والعربية والفلسطينية لعبت دورا حاسما في ترجيح كفة بايدن في ظل استطلاعات رأي تؤكد ان نحو سبعين بالمائة من اصوات المسلمين صبت لصالح بايدن بينهم نحو ٨٠ الف اميركي من اصل عربي صوتوا لصالحه في ولاية ميتشيجان ضمن حملة تسجيل وتصويت لعبت المؤسسات والناشطين الفلسطينيين دورا حاسما فيها.
وقال استطلاع راي صدر امس عن مجلس العلاقات الاميركية مع المسلمين ان الانتخابات الحالية سجلت ارقاما قياسية في تصويت المسلمين في الانتخابات الاميركية وان نسبة ٦٩ بالمائة منها ذهب لصالح الحزب الديمقراطي.
وكشف الاستطلاع الذي شمل عينة عشوائية عددها ٨٤٤ مستطلعا ان نحو ٨٤ بالمائة من المستطلعين شاركو بالتصويت بينما امتنع ١١ بالمائة عن الاجابة وقال خمسة بالمائة انهم لم يصوتوا.
وقال ٦٩ انهم انتخبوا بايدن بينما صوت لترامب نسبة ١٧ بالمائة من المستطلعين.
واشار بيان صدر عن المؤسسة الى ان نحو مليون مسلم صوتوا في الانتخابات الاميركية وهي نسبة غير مسبوقة.
وكشف استطلاع اخر اصدره المركز العربي في ولاية ديترويت ان نحو سبعين الفا من الاصوات العربية صبت لصالح بايدن في ولاية ميتشيغن ولعبت الدور الحاسم في فوزه باصوات هذه الولاية الحاسمة.
وكانت نائبة بايدن السيدة كمالا هاريس قد ادلت قبل الانتخابات بيوم بتصريحات لصحف محلية ناطقة بالعربية في ولاية ميتشيغان قالت فيها ان ادارتها ان نجحت ستسأنف العلاقة الدبلوماسبة والمساعدات الاقتصادية للفلسطينيين في مسعى منها لتحشبد الاصوات العربية والفلسطينية التي تشكل نسبة ٦ بالمائة من سكان الولاية لصالح الحزب الديمقراطي.
ونفذت في ولاية ميتشغن عدة حملات للتسجيل والتصويت في الانتخابات شاركت بها وقادتها مؤسسات وناشطون فلسطينيون وعرب.
وعملت المؤسسات الفلسطينية على حملات مشابهة في ولايات تكساس، فلوريدا وويسكونسن شملت تسجيل الناخبين وحملات اتصال هاتفي ليس فقط لدعم التصويت للحزب الديمقراطي ولكن ايضا للدعم التصويتي والمالي لحملات مترشحين لمواقع مختلفة ضمن الكونغرس والبرلمانات المحلية ممن يدعمون حقوق الشعب الفلسطيني.
وقد حققت بعض هذه الحملات التي دعمتها المؤسسات الاسلامية والفلسطينية تحديدا نجاحات بفوز عدد من المرشحين المسلمين والفلسطينيين لمواقع تشريعية مختلفة.
وشهدت الانتخابات الحالية للكونغرس الفدرالي تزايدا في عدد النواب المؤيدين للحقوق الفلسطينية ولاتخاذ اجراءات حكومية اميركية لعقاب الحكومة الاسرائيلية على انتهاكات حقوق الانسان في فلسطين بينهم السيدة رشيدة طليب، الهان عمر، كوري بوش، الكساندريا كورتز، ايانا بريسلي، مونديرا جونز، جمال بومان وماري نيومان.
وعلى مستوى برلمانات الولايات المحلية تم انتخاب عدد من الاميركيين من ذوي الاصول الفلسطينية بينهم ايمان جودة في ولاية كولورادو، اثينا سليمان في ولاية اريزونا، فادي قدورة ولاية انديانا وابراهيم سميرة من ولاية فرجينيا.
وعلى مستوى المسلمين المؤيدين للحق الفلسطيني فممن نجحوا على مستوى البرلمانات المحلية للولايات كلا من: هودن حسن ومحمد نور وفازا بمقعدين في مجلس النواب المحلي لولاية مينسوتا وعمر فاتح وفاز بمقعد سيناتور محلي عن ذات الولاية.
واكد الدكتور سنان شقديح وهو من الناشطين السياسيين الرئيسيين لدعم حملة انتخاب بايدن بين الجاليات الاسلامية ان الاصوات الاسلامية والعربية والفلسطينية لعبت دورا حاسما في ترجيح كفة انتخاب بايدن رئيسا للولايات المتحدة الاميركية.
وقال: فعليا اصوات المسلمين كانت بيضة الميزان لصالح بايدن ولو صبت لصالح ترامب لبقي هو رئيسا.
واكد ان المؤسسات والناشطين الفلسطينيين لعبوا دورا قائدا رئيسيا في توجيه اصوات المسلمين والاقليات لدعم الحزب الديمقراطي خاصة وان الجالية الفلسطينية هي الوحيدة التي توحدت خلف شعار اسقاط ترامب بخلاف المؤسسات العربية الاخرى التي انقسمت اصواتها بين دونالد ترامب وبايدن وفقا للمواقف السياسية لهذه المؤسسات من انظمة الحكم فيها.
وقال شقديح استطيع ان اؤكد ان الجالية الفلسطينية لم تشارك فقط بالاصوات لكن تبرعت وساهمت بحملات دعم مالي لدعم بايدن ومرشحين للكونغرس والبرلمانات المحلية يؤيدون الحقوق الفلسطينية بعضهم نجح وحصل على مقاعد واخرين فشلوا.
واشار شقديح الى الدور الريادي والمبادر للمؤسسات والناشطين الفلسطينيين لدعم اسقاط الرئيس الحالي وانتخاب بايدن وقال ان ادارة حملة بايدن اعترفت بهذا الدور والتقت عدة مرات مع المؤسسات الفلسطينية على مستوى كبار مستشاري العلاقات الخارجية لبايدن وخلال هذه القاءات المتعددة طرحت المؤسسات الفلسطينية مطالبها المتعلقة بالحقوق الفلسطينية.
واكد شقديح ان جلوس معظم المؤسسات الفلسطينية على طاولة حملة بايدن فرض حوارا مفتوحا وعدوا انه سيتواصل واننا سنكون شركاء عبر وعد بتعيين فلسطينيين اميركيين في الادارة وضمن مواقع مشرفة على ملف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.
وقال ان دور المؤسسات الفلسطينية يفرض على الادارة المقبلة تبني مواقف افضل من سابقتها تجاه الحقوق الفلسطينية وتجاه الجالية الإسلامية في أمريكا عبر التوقف عن استهداف الناشطين المسلمين بسبب معتقداتهم أو أنشطتهم وخاصة فعاليات حركة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها التي يحميها الدستور والقانون.
وقال ان بايدن تعهد بوقف السياسات القائمة على الاسلاموفوبيا التي استهدفت العرب والمسلمين في أمريكا وبضمنها حضر قدوم مسلمين وعرب من دول محددة الى الولايات المتحدة وقال انه سيتخذ قرارا بوقف هذا القرار في يوم حكمه الاول.
واضاف: فرضنا وجودنا على طاولة حملة بايدن من خلال قوتنا في الشارع وتحالفاتنا مع الاقليات الاخرى وهي القوة التي سنستخدمها ان لم تلتزم ادارة بايدن بما تعهدت به وسنقف قبل الانتخابات المقبلة لتقييم فاعلية مشاركتنا ضمن التحالف الذي قاد لصعود بايدن الى سدة الحكم.