الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتائج الانتخابات الأمريكية وتبعات فوز جو بايدن على الأسواق المالية العالمية

نشر بتاريخ: 10/11/2020 ( آخر تحديث: 10/11/2020 الساعة: 16:55 )
نتائج الانتخابات الأمريكية وتبعات فوز جو بايدن على الأسواق المالية العالمية

رام الله- معا- أعلنت الكثير من الوسائل الإعلام فوز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية حيث سيصبح الرئيس رقم ٤٦ للولايات المتحدة، بعد معركة انتخابية حامية استمرت لعدة أيام، وبدوره فإن الرئيس الحالي دونالد ترامب شكك في نزاهة الانتخابات ونتائجها وقال بأنه سيباشر بإجراءات قضائية في الأسبوع المقبل.

وعلى الرغم من نجاح فإن الديمقراطيين فإنهم لم يحققوا الأرقام التي كانوا يرغبون في تحقيقها، حيث حصل الجمهوريون على أغلبية في مجلس الشيوخ، وكانت الأرقام التي حصل عليها بايدن أقل من المتوقع، رغم إنفاق مليار دولار أمريكي على حملته وفق بعض التقديرات، وإن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ يعني أن رئاسة بايدن ستكون مقيدة، وفي كل الأحوال فإن النتيجة ستؤثر على الأسواق المالية وعلى طريقة تداول الأصول المالية المختلفة.

كيف ستنعكس نتائج الانتخابات على الأسواق الأمريكية والعالمية

من المرجح أن تظهر العديد من الأسواق العالمية ارتياحاً لفوز بادين في الانتخابات، وذلك لأنه من المتوقع ألا يضغط بايدن بنفس الطريقة على الحلفاء مثل الأوروبيين كما فعل دونالدترامب ليزيد مساهمات الدول لحلف الناتو، وكذلك لا يتوقع أن يتبع جو بايدن سياسة حرب تجارية كالتي اتبعها ترامب، ولهذا فإنه من المتوقع أن ترتفع الأسهم الأوروبية بشكل رئيسي، ومنا الأسهم الألمانية والفرنسية والاسبانية وغيرها، أما الأسهم الأمريكية فمن المتوقع أن ترتفع للعام القادم ومن ثم تعود للهبوط.

ولكن بالنسبة للأسواق الأمريكية يتوقع بعض المحللين ألا تكون رئاسته إيجابية بشكل كبير حيث من المتوقع أن يستمر الدولار الأمريكي بالضعف خاصة على الأمد الطويل، ولكن قد لا يحدث هذا الضعف بشكل مباشر عند افتتاح الأسواق بعد عطلة نهاية الأسبوع، حيث من المتوقع أن التفاؤل ان يكون هو العامل المسيطر في الأسواق.

وبالنسبة لأسواق الأسهم فمن المتوقع أن تستمر الأسهم بالصعود وربما تصل إلى مستويات غير مسبوقة، لكن مع هذا فإن الارتفاع قد يكون عبارة عن فقاعة وقد تنفجر في أي لحظة، فليس من المستغرب أن تحصل أزمة مالية مشابهة لما حصل في نهاية عهد جورج بوش الابن.

بغض النظر عن الفائز في نتيجة الانتخابات الرئيسية الأمريكية، فإن الاقتصاد الأمريكي يعاني من اختلالات توازن يجب علاجها، وأهمها الدين العام الأمريكي الذي يكبر باستمرار وكذلك العجز التجاري حيث أن الولايات المتحدة تستورد أكثر مما تصدر، ويشكل الدين العام والعجز التجاري اثنين من أكبر التحديات التي تواجه الإدارة الجديدة.

التحليل الفني لمؤشر ستاندرد أند بورز والتوقعات المستقبلية

مؤشر ستاندرد أند بورز إلى أعلى مستوياته في فترة رئاسة ترامب، حيث اقترب من مستوى ٣٦٠٠ نقطة، وعلى الرغم من التحركات العرضية في الفترة الأخيرة فإن تجاوز مستوى ٣٦٠٠ نقطة قد يعني المزيد من الصعود أمام المؤشر، أما مستوى الدعم هو ٣٢٠٠ تقريباً وإن حدوث هبوط لأدنى من هذا المستوى فإن هذا ينذر بمزيد من الضعف.

والمؤشر يتحرك في اتجاه صاعد منذ عشر سنوات هذا إذا ما تم استثناء فترة أزمة كورونا التي هبط المؤشر خلالها وعاد بعدها للصعود، وقد يستمر هذا الاتجاه نتيجة الزخم الموجود ونتيجة انخفاض قيمة الدولار، لكن ليس هناك من ضمان أن هذه ليست فقاعة قد تنفجر في أي لحظة.

أدت ازمة فيروس كورونا إلى زيادة الانفاق التحفيزي على الاقتصاد حيث انفقت الحكومة تريليونات الدولارات لتحفيز الاقتصاد، وهي مبالغ قد تؤدي للتضخم، لولا أن الدولار الأمريكي هو عملة احتياط عالمية، ولهذا فإنه ليس من المستغرب وجود فقاعات في بعض القطاعات.

وما يرفع احتمال وجود فقاعات هو ارتفاع مستويات ديون الشركات في الولايات المتحدة مما يعني ارتفاع مستوى المخاطرة وارتفاع احتمال حدوث الإفلاس لدى العديد من الشركات.

وتحدث بايدن سابقاً عن أنه يريد أن يفرض ضرائب على الأثرياء ولا يتوقع أن يكون محابياً للشركات كما كان ترامب، وهذا قد يضعف النمو الاقتصادي خاصة في وقت تحتاج فيه الشركات للتعافي من آثار الكورونا.

التحليل الفني لمؤشر الدولار الأمريكي والتطلعات المستقبلية

وصل مؤشر الدولار الأمريكي في الأسابيع القليلة الماضية إلى مستوى ٩٢ نقطة بعد أن هبط من مستوى أعلى من ١٠٠ نقطة، وبالنظر إلى نمط تحركات الدولار في السنوات الماضية فإنه يبدو أن أمامه المزيد من الهبوط، حيث تظهر ثلاث قمم واضحة لم يستطع مؤشر الدولار أن يتابع الصعود بعد الوصول إليها، وحالياً فإن هبوط المؤشر لأدنى من مستوى 91.6 نقطة ينذر بمزيد من الهبوط، قد يستمر إلى مستوى ٨٩ نقطة.

وفي حال هبط مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى من مستوى ٨٨ نقطة فإن هذا يعني أن المؤشر أمامه مساحة مفتوحة للهبوط إلى أدنى من ٨٠ نقطة.

وبالنسبة لزوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي EUR/USD فعلى الأغلب أنه سيضعف مؤقتا لقوة الدولار لكن ليس بشكل كبير.

وعلى الرغم من إمكانية صعود الدولار مؤقتاً مع أخبار فوز بايدن فإن الأفق بعيدة الأمد ليست مبشرة جداً بالنسبة للدولار الأمريكي، خاصة إذا ضعفت مكانته كعملة احتياط عالمية.

تحليل مؤشر الداكس الألماني:

يتحرك مؤشر داكس الألماني في اتجاه صاعد منذ أكثر من عشر سنوات، ولكن مثل الكثير من الأصول المالية والمؤشرات الأخرى هبط المؤشر في بداية العام الحالي مع أزمة كورونا ومن ثم تعافى مع انتهاء الموجة الأولى من الوباء، والرسم البياني يظهر أن المؤشر لم يحقق صعوداً كبيراً في الأسابيع القليلة الماضية على الرغم من كثرة المحاولات، حيث أن هناك منطقة مقاومة قوية عند مستويات ١٣٦٠٠ و١٣٧٠٠ نقطة، حيث تجد ثلاث قمم عند هذه المستويات.

تبقى مستويات القمة هذه قوية جداً وفعالة طالما أن المؤشر يتداول تحتها، ولا يتوقع أن يحقق المؤشر صعوداً كبيراً في الفترة الحالية نظراً لإجراءات الحجر نتيجة عودة أعداد الإصابات للارتفاع من جديد، واذا ارتفع المؤشر فإن ذلك قد يكون مدفوعاً بالتفاؤل من فوز بايدن.

وبالنسبة لمستويات الدعم فهناك مستوى دعم عند ١١٤٥٠ نقطة وإن الهبوط لأدنى من هذا المستوى يعني أن المجال مفتوح للهبوط إلى القيعان السابقة مثل مستوى ٨٢٥٠ نقطة تقريباً.

تحليل مؤشر التذبذب (فيكس) ودلالاته

يعتبر مؤشر الفيكس أو مؤشر التقلب من أهم المؤشرات في الأسواق العالمية والتي تعكس مستوى ثقة المستثمرين أو خوفهم بشكل غير مباشر، ويعكس المباشر التقلب في السوق وتحديد في مؤشر ستاندرد أند بورز لكن له دلالات بالنسبة للأسواق العالمية بشكل عام.

ومن أهم ما يظهره مؤشر الفيكس هو شمعة حمراء طويلة في الأسبوع الماضي، وهذه الشمعة ظهرت مع زيادة اليقة بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة وهذا يعني أن المستثمرين يتوقعون أن تجلب فترة بايدن الرئاسية فترة استقرارا معها، وهذا يشير أيضاً إلى إمكانية أن تستمر الأسهم في الصعود، لا سيما الأسهم الامريكية.

الملخص:

إن السنة الحالية هي سنة التغيرات الكبيرة وسنة جلبت معها الكثير من الأزمات والتحديات، وآخر تغيير حتى الآن هو فوز جو بايدن الذي من شأنه أن يؤثر على العالم بأسره وليس فقط على الولايات المتحدة لوحدها، إلا أن التحديات التي تواجه الرئيس الجديد كبيرة جداً وليس من المضمون أن يستطيع أن يجد حلولاً عالية الكفاءة لها، ومع احتمال ارتفاع أسعار الأسهم في السنة الأولى من فترة رئاسته فإن هذا الارتفاع قد لا يستمر على الأمد الطويل، وستعكس الأسواق أداء بايدن بعد فترة من الآن وليس بشكل مباشر.