القدس- معا- "بحرقة وألم صرخت والدة الشهيد المقدسي إياد الحلاق داخل مبنى المحكمة المركزية في القدس مُرددة "دم إياد راح هيك... مماطلة ووجع.. القاتل يجب أن يحاسب على الفور".
وقالت والدة الشهيد إياد الحلاق- بعد مرور حوالي نصف عام على استشهاد مريض التوحد الحلاق خلال توجهه الى مدرسته-: "نطالب بالكشف عن القتلة ومحاسبتهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة".
وعقدت المحكمة اليوم جلسة للنظر في الاستئناف المقدم من عائلة الشهيد إياد الحلاق على قرار محكمة الصلح القاضي بالتستر على هوية أفراد الشرطة الذين قتلوا الشهيد، وحول ذلك أوضح المحامي خالد زبارقة- من طاقم الدفاع- لوكالة معا :"بعد مداولات استمرت ساعة ونصف توصلنا إلى اتفاق مع النيابة العامة والمحكمة بموجبه أبطلت المحكمة المركزية قرار محكمة الصلح الذي صدر في شهر تموز الماضي بالتستر على قتلة الشهيد".
وأضاف المحامي زبارقة :"بموجب قرار المحكمة المركزية يتوجب على طاقم الدفاع خلال الفترة القادمة تقديم طلب جديد لمحكمة الصلح للكشف عن هوية القتلة."
وحول القرار قال المحامي زبارقة :"قرار المحكمة المركزية هو مهم..في السابق كانت الشرطة الاسرائيلية تضع حاجزاً، في حالات القتل المشابهة، لحماية أفراد الشرطة الذين قتلوا العرب، وبعد قرار اليوم لا يوجد هذا الحاجز، ففي ظروف وحالات معينة على المحكمة النظر بها وتقرر للوصول الى نتيجة ربما مغايرة للقرارات السابقة."
وأكد طاقم الدفاع المكون من المحامين خالد زبارقة ورمزي كتيلات وحمزة قطينة ومدحت ديبة أن الشهيد إياد الحلاق قتل بدون أي ذنب وبدم بادر، ولم يكن هناك أي سبب لقتله وسيقومون بملاحقة أفراد الشرطة حتى تقديمهم للمحاكمة "لمعاقبتهم حسب القانون".
وقالت والدة الشهيد إياد الحلاق :"أريد أن أرى قتلة ابني إياد لأسألهم )بأي ذنب قتلتكم إياد؟؟) لا ذنب له، فقط لأنه خاف ولم يفهم على الجنود، ابني مسالم"، متسائلة :"أنا إذا خفت يقتلوني؟."
وتزداد معاناة وألم عائلة الشهيد الحلاق عقب كل جلسة، حيث قالت الوالدة :"الجلسات مؤلمة والمعاناة تزداد يوم بعد الآخر مع المماطلة بمحاكمة القتلة، العائلة لا تعرف الليل من النهار، ونبقى على طوال الوقت بسيرة إياد ولماذا قتلوه."
وعادت والدة الشهيد بذكريات اليوم الأخير لأياد في المنزل وقالت :"كان إياد يستعد لعمل خارج مؤسسته "ألوين"، بعد أن أخذ دورات "طباخ"، وسألني ليلة استشهاده "الجمعة مساء" :"في أي مكان راح ترسلني المعلمة لأعمل".. ووعدته بأني سوف أسأل معلمته لكنه خرج ولم يعد."
كما تتذكر الأم الثكلى إياد ووصفت روحه الرقيقة الإنسانية متل النسمة، مضيفة :"كان سعيدا بعمله في مؤسسة "ألوين"، وجد نفسه فيها وتطورت مهاراته، وهذه المدرسة عند باب "الملك فيصل- أحد أبواب الأقصى-، وكان يواظب على الصلاة، وكان بانتظار أن يفتح الأقصى بعد إغلاقه بسبب كورونا ليصلي فيه، وقد وعدته أن نذهب سويا "حيث استشهد قبل يوم واحد من إعادة فتحه أمام المصلين بعد تعليق الدخول إليه حوالي 3 أشهر".
وارتقى الشهيد اياد الحلاق 30 عاماً، وهو في طريقه الى مدرسته في القدس القديمة، ولاحقوه جنود الاحتلال وقتلوه خلال محاولته لاختبأ بالقرب من مكان مخصص لجمع القمامة.