غزة-معا -توقع الدكتور سمير أبو مدللة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن جولة المصالحة هذه المرة مختلفة عن جولات سابقة، كونها تأتي بعد اجتماع الأمناء العامين للفصائل برام الله وبيروت والذي لاقي ترحيبا كبيرا على طريق إنهاء الانقسام أو تشكيل القيادة الوطنية الموحدة أو الاتفاق على استراتيجية نضالية للتصدي لمخططات الاحتلال والتصدي للمخططات الامريكية.
وأضاف في تصريح خاص لمعا، " الكل يأمل أن تكون هذه الجولة، جولة مثمرة تُستكمل بالحوار الوطني الشامل بين كل الفصائل الفلسطينية، لأن الضمانة هي الحوار الوطني الشامل، وتطبيق كل الاتفاقيات التي تم الاتفاق عليها سابقا، والتي كانت بمشاركة كل القوى بعيدا عن الاتفاقيات الثنائية التي أثبتت فشلها".
وقال إن هذا الوقت أنسب توقيت لاستكمال الحوار الوطني، لأن هناك ثلاثة متغيرات الكل ينتظرها، أولا، انتقال الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية من الجمهوريين إلى الديمقراطيين والتحديات التي فرضها ترامب خلال سياسته الفترة الماضية المنحازة إلى الجانب الإسرائيلي، ثانيا، التطبيع العربي الإسرائيلي أيضا هذا تحدى كبير جدا وشكل طعنة للشعب الفلسطيني ولقواه الحية ولمؤسساته، ثالثا، ما جاء في اجتماع الأمناء العاميين للفصائل وما يعول عليه الشعب الفلسطيني بإنهاء الانقسام ووضع استراتيجية نضالية وإعادة تشكيل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وانتخابات للمجلس الوطني والتشريعي، إضافة إلى انتخابات الرئاسة.
وحول الرهان على نتائج الانتخابات الأمريكية، تابع أبو مدلله يجب ألا ننظر إلى الانتخابات الأمريكية والمتغيرات الإقليمية، الأساس لدينا هو الوضع الداخلي الفلسطيني والمراهنة يجب أن تكون على عوامل القوة الذاتية الفلسطينية، وبالتالي المصالحة هي استحقاق طال انتظاره، والكل ينتظرها من الشعب، مضيفا أن من عوامل الضعف خلال الفترة الماضية هي حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، وبالتالي بعيدا عن أي متغيرات يجب ألا نراهن إلا على الوضع الداخلي الفلسطيني وعلى القوى الحية الفلسطينية والمؤسسات الحية والاتحادات الشعبية وعلى أبناء الشعب الفلسطيني.
ونوه إلى أن ملفات المصالحة كثيرة جدا، الملف الأول كما نقول بإنهاء الانقسام، ثم الاتفاق على انتخابات رئاسية وانتخابات عامة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضع استراتيجية نضالية لمواجهة تحديات نتنياهو وما تركه من إرث ثقيل دونالد ترامب خلال فترة حكمه التي ضربت بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية بانحيازها الكامل للجانب الإسرائيلي وبالتالي المصالحة بكل الملفات المطروحة هي ضرورة وطنية ملحة خلال الفترة القادمة.
وشدد على أن القاهرة هي الحاضنة للقضية الفلسطينية منذ سنوات والراعية للحوار الوطني من خطواته الأولى وتحديدا منذ عام 2006 وشهدت القاهرة عدة اتفاقات بين القوى الفلسطينية لإنهاء الانقسام وبالتالي لا ملاذ إلا بالرجوع للقاهرة.