سلفيت- معا- لم تترك الحاجة نايفة الديك (61 عاما) وزوجها الحاج أنور الديك (69 عاما)، أرضها التي ورثتها عن أهلها المحاطة بثلاث مستوطنات، والمحاذية لمدارس مستوطنة "عيلي زهاف" المقامة على اراضي مواطنين بلدتي كفر الديك وديربلوط غرب سلفيت.
فيقضيان معظم وقتهما غير آبهين لممارسات وتهديد الاحتلال من ناحية، وللظروف الجوية بجميع فصوله من ناحيةأخرى،
وبكلمات متقطعة وهي تقوم ببناء سنسلة حجرية، قالت الحاجة نايفة لـ معا: "هذه أرضنا ولن نتركها لهم، حتى لو كلفتنا أرواحنا".
وتواصل، "نأتي الى ارضنا بشكل يومي أنا وزوجي من ساعات الصباح الاولى ونتركها لساعات المساء، نقوم بالعمل بها واستصلاحها، وزراعتها من أجل الحفاظ عليها من المستوطنين، والذين يحاولن الاستيلاء عليها بحراسة الجيش، كونها محاذية لمستوطنة علي زهاف، حيث قام مستوطنيها ببناء المدارس بمحاذاتها".
وتضيف بحسرة، "في هذه المنطقة والتي تعرف بخلة أبو مظهر غربي بلدة كفر الديك، يحيطها ثلاث مستوطنات، علي زهاف المحاذية للارض، يقابلها مستوطنة بدوئيل وعلى الجهة يقلبها مستوطنة لشيم، حيث صادر الاحتلال لعائلتي ما يقارب 25 دونم لصالح هذه المستوطنات، ومنذ سنوات نعيش بصراع مع الاحتلال للحفاظ على ما تبقى من المساحة والتي تقدر ب 12 دونما، فقاموا بإقتلاع لعشرات اشجار الزيتون المعمرة، وتخريب لمعالم الارض، وتخريب لادوات المياه، وبالرغم من كل هذا صمدنا لوحدنا، وجلسنا امام جرافات الاحتلال لمنعها من اعمال التجريف، ولم نترك لهم مجال بالعمل، بالرغم من تهديدات الجيش والمجندات بإعتقالي، ولم نأبه لشي، وقمنا برفع قضية لدى المحاكم الاسرائيلية".
وتتابع، "نسير الى أرضنا نصف المسافة على أقدامنا، الى أن تتيسر لنا سيارة، ونجلب المياه "بقناني وجلان" لري المزروعات، من أجل الحفاظ عليها وعدم إعطاء الاحتلال حجه بأنها املاك دولة، وقمنا بوضع شيك وبوابة حديدية حول الارض لحمايتها من عربدة المستوطنين، اعمل انا وزوجي المريض لساعات طويلة، حيث أقوم ببناء السناسل الحجرية، وزراعة الارض ببعض المزروعات، حتى أنها أصبحت متعلقة بروحي انا وزوجي، وأهم شي بحياتا".
وتواصل نايفة حديثها "أناشد جميع المسؤولين والمؤسسات للوقوف معنا ومساندتنا، لتعزيز صمودنا من خلال توفير خزان للمياه، أو مساعدتنا في حفر بئر، او بناء غرفة صغيرة لنبقى بأرضنا لانها تعتبر شوكة بحلق الاستيطان".