غزة- معا- دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر إلى بناء جبهة وطنية عريضة ذات أبعاد شعبية لمواجهة الضم والعدوان الاسرائيلي والتنسيق الأمني ومشاريع التصفية، وبناء الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة الوطنية بعيداً عن نهج الهيمنة والتفرد والإقصاء، أو المراهنة على بناء أية أوهام على بايدن زعيم ذلك الحزب الديمقراطي الذي أشعل الحرائق في المنطقة العربية.
وقال مزهر خلال كلمة له في لقاء وطني عُقد صباح اليوم في مدينة غزة لمناقشة تطورات المشهد الفلسطيني أن هذه اللحظات الخطيرة والحرجة تتطلب من الجميع العمل بكل الطاقات للتصدي للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومخططات التصفية والتطبيع من جهة، ومواجهة نهج التسوية المدمر الذي ما زال يراهن على الغوص أكثر في اتفاقيات أوسلو، ومفاوضات التسوية.
وأكد مزهر في كلمته بأن حالة الاستلاب والاختطاف الممنهجة لمؤسساتنا الوطنية تجري على قدمٍ وساق، كان آخرها الانقلاب الجديد على قرارات الاجماع الوطني عبر الإعلان عن العودة إلى الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني والتنسيق الأمني، ما شَكلّ ضربة كبيرة لجهود المصالحة الوطنية ولحالة الاجماع الرافضة للتسوية والمفاوضات مع الكيان.
وشدد على أن أولى أولوياتنا اليوم هو المباشرة فوراً بإعادة بناء المؤسسة الفلسطينية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ديمقراطية تضمن شمولية وعدالة التمثيل الفلسطيني في كل مكان، وهو ما يتطلب اجراء انتخابات شاملة ومتزامنة تعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس تشاركية.
وقال مزهر " نعيش اليوم لحظات دقيقة وحساسة من تاريخ قضيتنا وشعبنا، في ظل العدوان الصهيوني الشامل على شعبنا، والمتغيرات على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي التي تتسارع وتيرتها باتجاه محاولة إحكام الطوق على شعبنا عبر إدخال المزيد من الأنظمة الرجعية العربية في بيت الطاعة للعدو الأمريكي والصهيوني من خلال تسريع وتيرة التطبيع، لتتزامن مع المخططات التصفوية التي تستهدف قضيتنا وأرضنا".
ودعا لضرورة التمسك بالوحدة باعتبارها خياراً استراتيجياً لا بديل عنه وبتنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامين، طريقاً للمصالحة ووثيقة الوفاق الوطنية مرجعية وطنية لإدارة الصراع مع العدو الصهيوني.
وطالب بالبدء فوراً بعقد اجتماع عاجل للأمناء العامين بالقاهرة من أجل استكمال الحوار الوطني، لإنهاء الانقسام والاتفاق على استراتيجية وطنية ناظمة للعلاقات الفلسطينية الفلسطينية، ولطبيعة مواجهتنا مع العدو الصهيوني، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية الشاملة وفق ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الأمناء العامين في رام الله – بيروت، وصولاً لإطلاق انتفاضة شعبية وعصيان مدني يرفع من كلفة الاحتلال.
وشدد على ضرورة تضافر الجهود الوطنية والشعبية من أجل مواجهة جائحة كورونا ووقف انتشارها الكبير وهذا يستوجب وضع خطة وطنية شاملة لإدارة الأزمة ووقف مفاعيلها السلبية على شعبنا.
وفي ختام كلمته، جدد تأكيد الجبهة بأن التحديات الخطيرة بحاجة إلى تضافر وطني وشعبي حقيقي، لإلزام قيادة السلطة للتحلل من اتفاقيات أوسلو والالتزام بتطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني بإلغاء اتفاقيات أوسلو والتزاماتها الأمنية والاقتصادية وصولاً لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة، كخطوة ضرورية لبناء المؤسسات الوطنية القادرة على قيادة شعبنا، ومعالجة كافة الإشكاليات السياسية والمعيشية الاقتصادية.