بيت لحم- معا- احتضنت بيت لحم أعمال المؤتمر الفلسطيني الحادي عشر للتوعية والتعليم البيئي، الذي كُرس لنقاش التداعيات البيئية والصحية لجائحة (كوفيد 19)، وعقد تحت رعاية رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة المطران سني إبراهيم عازر، وسط إجراءات وقائية مشددة وجاهيًا، وبمشاركة دولية واسعة عبر تقنية ZOOM.
وقال عازر: ونحن على أبواب عيد الميلاد المجيد، كنا نأمل أن نحتفل فيها ببيت لحم عاصمة للثقافة العربية 2020 إلا أن الفايروس المستجد غير كل شيء، وعطل كل الخطط، لكنه لم يغير من عزيمتنا على العمل وحبنا لمدينة المهد ولكل مدن الوطن، التي تعاني جائحتي الكورنا والاحتلال البغيض.
وأطلق المطران مبادرة لغرس شجرة أصيلة عن روح كل عزيز خسرناه في الفايروس؛ تخلد ذكراه وتحمل اسمه، وتضرب جذورها في الأرض، وتنتصر أغصانها على الوباء، وتذكرنا بأهمية حماية بيئتنا.
وقالت وزيرة الصحة، د. مي الكيلة إن الوزارة تابعت ملف صحة البيئة مع الأجهزة الشريكة، وحرصت على تعقيم المياه والأماكن العامة، وإعطاء الإرشادات الصحية.
وأكدت أن الاحتلال يواصل انتهاك البيئة الفلسطينية، ويتنكر لكل القرارات الدولية التي تتيح لشعبنا حق الاستفادة من موارده الطبيعية. وأشارت إلى أن مؤتمر مركز التعليم البيئي العاشر أعلن القدس عاصمة للبيئة العربية، ولكن القدس لم تكن العام الماضي عاصمة البيئة العربية، بل عاصمة البيئة العالمية. وحيت الطواقم الصحية والأمنية والإعلامية التي عملت خلال الجائحة.
فيما استعاد المتحدث الرسمي باسم الحكومة إبراهيم ملحم، تجربة بيت لحم، التي شكلت نموذجًا استضافت المصابين في أفخم فنادقها، سبق كل الدول التي كانت بين خياري تسطيح منحى الإصابات أو "مناعة القطيع" التي لا تنسجم مع الأخلاق.
وأشاد بثلاثي الصحة والأمن والإعلام الذي جابه الجائحة باقتدار، استعرض مرتكزات الإيجاز اليومي كقصة نجاح ارتكزت على الشفافية والحرية والوضوح وتجفيف منبع الشائعات ، وهي النهج الي تعتمدة حكومة د. محمد اشتية.
وأشار رئيس سلطة جودة البيئة، جميل المطور إلى التعامل مع الاحتياجات التي فرضتها الجائحة، وفي مقدمتها الوصول لإدارة بيئة صحية وسليمة النفايات الطبية الناتجة عن الفايروس المستجد، وإعداد بروتوكلات خاصة للتعامل معها.
وأوضح أن سياسة الإغلاق أدت إلى مضاعفة الضغط على البيئة الطبيعية، إذ نفذت 450 جولة تفتيش مع الشرطة ولجان السلامة العامة في المحافظات، وتعاملت من أكثر من 180 قضية اعتداء على البيئة، وتهريب للنفايات الخطرة.
وأكد المطور إصدار 60 موافقة بيئية لمشاريع وأبراج بث خليوي خلال الجائحة، ودراسة 120 طلب تصاريح استيراد مواد كيماوية، وتحديث إستراتيجية البيئة عبر القطاعية 2021-2023، وبدأت بتحديث الإستراتجية الوطنية للتوعية البيئية، وتنفيذ برنامج الوعي البيئي، الهادف إلى تحسين القدرات لإدارة المصادر الطبيعية
وأوضح محافظ بيت لحم، اللواء كامل حميد أن الرئيس محمود عباس كان أول من يعلن حالة الطوارئ في العالم لمواجهة الفايروس، فيما شكلت بيت لحم حالة لإدارة الجائحة نجحت في السيطرة عليها، وحافظت خلال شهرين على صفر إصابات، ولم تنشر الجائحة خارجها، وكانت الأساس للبروتوكول الصحي في الوطن، وتلقت إشادات بتجربتها من الوفدين الصيني والروسي، في وقت انهارت دول عالمية بفعل الجائحة.
وبيّن المدير التنفيذي لمركز لتعليم البيئي، سيمون عوض أن المؤتمر، الذي ترعاه فضائية القدس التعليمية يشمل عرض 18 تجربة وورقة وطنية ودولية من فلسطين والسويد والهند واليابان، ويعقد بمشاركة افتراضية واسعة من مصر وتونس والأردن والسعودية والسويد والهند والفلبين وزيمباوي ولبنان وليبيا والجزائر والبحرين.
وأضاف إن المركز بدأ بالعمل منذ وقت مبكر في التعامل مع الجائحة، فنشر أوراق حقائق وومضات إعلامية إرشادية، وعمل في تطوير الحدائق المنزلية، والتوعية بالفايروس داخل المدارس، وأعاد إطلاق طيور إلى الطبيعة بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، ونفذ مبادرة المطران عازر، التي انبثقت عن المؤتمر العاشر"ساعة تطوع لأجل فلسطين" ضمت 61 حملة على امتداد 9 محافظات منها غزة المحاصرة، بإجراءات وقائية وتباعد.
وعرضت الجلسة الأولى، التي أدراها أستاذ الإعلام في الجامعة العربية الأمريكية سعيد أبو معلا، والخاصة بالوعي والممارسات الصحية والبيئية تجربة الإيجاز اليومي للمتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم، ونموذج وزارة الصحة في التعامل مع الجائحة قدمها الناطق باسم الوزارة، ومسؤول ملف كورونا في فلسطين كمال الشخرة. وشخصت مدير مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت، نبال ثوابتة الجائحة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وقدم هشام شناعة من جامعة فلسطين التقنية (خضوري) بحثًا حول جائحة كورونا وأثرها من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية على مصابيها من وجهة نظرهم.
أما الجلسة الثانية الخاصة بالإدارة البيئية، وأدراها مدير عام المصادر البيئية في سلطة جودة البيئة، عيسى عدوان، فسردت حالة الاعتداءات على البيئة في ظل الجائحة، قدمها المستشار القانوني لسلطة جودة البيئة، مراد مدني، وإجراءات الشرطة في مجال الأمن البيئي في ظل الجائحة كوفيد قدمها العقيد حسن الجمل مدير إدارة شرطة السياحة والآثار. وتتبع رئيس مجلس إدارة معهد السياسات العامة، محمد عودة الجهود الوطنية لمواجهة الوباء والحد من انتشاره. فيما حللت الخبيرة والمستشارة البيئية ريم مصلح تداعيات النفايات الطبية بعد كورونا.
وعالجت الجلسة الثالثة، التي أدارت دفتها الباحثة في معهد الأبحاث التطبيقية (أريج) جين هلال، العدالة البيئية والتغيير المناخي من خلال دراسة التصور والمواقف والسلوك فيما يتعلق بتغير المناخ، ومسح بين شباب فلسطين لمجموعة باحثين من فلسطين وهولندا وسلطة جودة البيئة قدمتها غدير عرفة. وقدم المهنسان علي وافي وسعد الدين زيادة ورقة حول ضرورة السيادة على الغذاء في غزة في ظل الجائحة، وعرض سامر أبو زر آثار التلوث البيئي على الصحة في غزة في ظل انتشار كوفيد 19، وهما ورقتان لشبكة المنظمات الأهلية البيئية. وقدم القس هنريك جراب، كبير مستشاري رعاية الإبداع والاستدامة والعدالة المناخية في السويد ورقة حول العدالة المناخية، أما راشيل لوس الممثل الإقليمي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسكرتاريا ACT في عمان فقدمت خطة عمل لتخفيف آثار التغير المناخي.
وتخصصت الجلسة الرابعة، وأدراها المحاضر بجامعة بيرزيت طالب الحارثي، بالتخطيط والتمويل البيئي والتجارب الدولية والإقليمية في التعامل مع الجائحة، فقدمت مديرة معهد الصحة العامة المنبثق عن منظمة الصحة العالمية رند سلمان تحليلاً حول الوضع الوبائي للجائحة. وعرضت شذا العزة من مركز لاجئ الزراعة في زمن كورنا: مخيم عايدة نموذجًا. أما أثر التخطيط والتمويل البيئي على ادارة المؤسسات المحلية والدولية في ظل جائحة فيروس كورونا، فقدمه عامر أبو هنطش، وعدنان أبو عصبة من الجامعة العربية المفتوحة وعرضت سانثي فاسانثا مالار، عضو OISCA، ومنظمة البيئة باليابان الصحة العامة والتوعية والممارسات البيئية، فيما تتبعت س. ديفيدسون سارجونام عضو لاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة الإدارة البيئية للجائحة.