التأكيد على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وتعزيز المجتمع المدني والصمود لمواجهة التحديات
غزة- معا- أكد مسؤولون وممثلون عن منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة وناشطون وخبراء على أهمية وضرورة انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز دور المجتمع المدني وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات والأوضاع الصعبة وجائحة كورونا.
وطالب المشاركون في المؤتمر السنوي "حالة المجتمع المدني الفلسطيني.. عام 2020 "، الذي تنظمه شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية هذا العام تحت عنوان: "منظمات المجتمع المدني.. صمود وتحديات"، ضمن مشروع "تعزيز الديمقراطية وبناء قدرات المنظمات الأهلية الفلسطينية"، بالشراكة مع المساعدات الشعبية الفلسطينية NPA، بانهاء الانقسام والوقوف صفا واحدا في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وشددوا على أهمية دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، خصوصا في القدس والأغوار وقطاع غزة والمناطق المهددة بالمصادرة، والكفاح المجتمعي لتعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان، بخاصة المرأة، والانتخابات وغيرها.
وفي كلمته الترحيبية قال مدير الشبكة أمجد الشوا إن المؤتمر يُعقد للمرة السابعة على التوالي في ظل ظروف صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني تتمثل في تصاعد العدوان وتشديد الحصار وتراجع التمويل بالإضافة إلى انتشار جائحة كورونا.
وأشاد الشوا بالدور المهم الذي لعبته وتلعبه منظمات المجتمع المدني في ظل جائحة كورونا، والتي تواصل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده على الرغم من أنها تمر بمرحلة هي الأسوأ في تاريخها.
ولفت الشوا إلى أن المؤتمر سيعقد على ثلاثة جلسات على مدار ثلاثة أيام، نظرا للإجراءات والتدابير الضرورية في ظل الجائحة.
وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر اعتبر نائب رئيس مجلس إدارة الشبكة م.تيسير محيسن أن حالة المجتمع المدني تشهد تدهورا غير مسبوق في ظل عجز التمويل واستمرار جائحة كورونا.
واستعرض عددا من التحديات والصعوبات التي تواجهها المنظمات الأهلية، وفي مقدمها الاحتلال والحصار، وحملات التحريض الإسرائيلية ضدها، وتراجع التمويل، وشروط سياسية تحاول بعض الجهات فرضها من دون جدوى، وتأثير الكوارث في المنطقة، والواقع الصعب للقطاع الخاص.
من جانبه، أشاد مدير مكتب المساعدات الشعبية النرويجية أسامة دامو بالشراكة مع شبكة المنظمات الاهلية، مشيراً الى التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على المنظمات الأهلية والمجتمع الفلسطيني في شكل عام.
ولفت دامو الى أن التواصل بين الناس استمر على رغم الصعوبات والتحديات والكمامات، مشيرا الى ان الجائحة رفعت معدلات البطالة الى مستويات قياسية على مستوى العالم.
وقال دامو إن الجائحة اثبتت أن فلسطين بحاجة إلى مجتمع مدني قوي يقف في صف واحد مع المؤسسات الحكومية وغيرها للوصول بالمجتمع الفلسطيني الى بر الأمان.
وأضاف دامو أن وصول الجائحة الى فلسطين شكّل فرصة للجميع للتأكيد على أن جهة بعينها لا تستطيع مواجهتها، وأن الوعي الجمعي واجراءات الوقاية هو اللقاح الوحيد في ظل غياب اللقاحات الطبية.
وخلال الجلسة الأولى، التي أدارتها أمال صيام مدير مركز شؤون المرأة، استعرض كل من تيسير محيسن نائب رئيس مجلس ادارة الشبكة ورقة عمل "منظمات المجتمع الدولي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية"، والدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، من مدينة رام الله عبر برنامج زووم ورقة حول التحديات التي تواجه المجتمع المدني.
وأشار محيسن في ورقته الى التحولات السياسية في العالم، وأبرزها استمرار موجة الشعبوية اليمينة والقومية معتبرا أن أثر هذه التحولات في فلسطين يرتبط بمدى ما تشكله من فرص أو تهديدات لدولة الاحتلال واستمرارها في انتهاك حقوق شعبنا وتغولها على منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الأهلية وحركة المقاطعة العالمية.
وأشار الى أن من الظواهر التي تشهدها المنطقة، في أعقاب تعثر مسيرة التحول الديمقراطي، ما بات يعرف بالهرولة العربية نحو إسرائيل والتطبيع معها أو جهود بناء حلف عربي- إسرائيلي في مواجهة إيران.
وشدد على أن منظمات المجتمع المدني عانت قبل تفشي الوباء من تقليص الفضاء العام، وتراجع مصادر التمويل وزيادة حدة التنافس على مصادره، وزيادة الطلب على خدماتها في ظل حالات الطوارئ الطبيعة والنزاعات.
وقال إن مساهمة المجتمع المدني الفلسطيني في مواجهة الوباء تراوحت بين الاستجابة السريعة، وتبني استراتيجيات التعافي المعززة لمرونة الاقتصاد والمجتمع.
وأضاف أن المساهمات تضمنت التثقيف المجتمعي، ورصد الانتهاكات، والرعاية والحماية الاجتماعية، وتلبية حاجات الفئات الأكثر تضررا، ومكافحة الفساد ومساءلة الحكومة، وإنشاء صناديق طوارئ وطنية.
واعتبر محيسن أن ما ساعد على الاضطلاع بهذه الأنشطة والمهمات الميزات التي يتحلى بها من واقع تجربته العملية مثل القدرة على المشاركة، والوصول للفئات المتضررة، والشفافية.
بدوره، أشاد البرغوثي بالعمل البطولي لمنظمات المجتمع المدني الفلسطينية، بخاصة في قطاع غزة، مشيرا إلى أربع تحديات تواجهها مشيرا إن أول التحديات يتمثل في صفقة القرن الاسرائيية، التي صممها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحت غلاف ترمب، معتبرا أنه في حال عادت السلطة للمفاوضات مع إسرائيل ستجد الصفقة على الطاولة.
وأضاف البرغوثي أن الخطر قائم من خلال تحويل فكرة الدولة إلى معازل وكانتونات تحت إدارة وسيطرة برية وبحرية وجوية اسرائيلية، وتهويد القدس ونحو 62 في المئة من أراضي الضفة الغربية.
وشدد على أن الهدف من ذلك تكرار التطهير العرقي وتهجير الشعب الفلسطيني كما في عام 1948، ما يعني تكريس نظام الفصل العنصري الاسرائيلي.
وشدد على أن مقاومة التطهير العرقي والتهجير تتطلب تعزيز صمود الشعب الفلسطيني والتنمية في المناطق المهددة، وأن على الحكومة ومنظمات المجتمع المدني أن تلعب دورا كبيرا في تعزيز صمود هذه المناطق.
وأضاف أن التحدي الثاني يتمثل في تراجع الديمقراطية الفلسطينية، ما يعني أن على المجتمع المدني لعب دور كبير في مواجهة التعسف والاستبداد، وقمع حرية التعبير، والضغط من أجل تنظيم الانتخابات، وتحقيق الديمقراطية، وانهاء الانقسام.
وأوضح أن الانقسام يمثل تحديا ثالثا كبيرا ويشكل خطرا على الكل الفلسطيني، مطالبا المجتمع المدني بالكفاح الشعبي لانهائه، وتقديم النموذج في الوحدة بين الضفة وغزة.
وأشار الى أن التحدي الرابع يتمثل في النضال من أجل القضايا الاجتماعية والتنظيم المدني وسن قوانين مثل حماية الأسرة والمرأة والأشخاص ذوي الاعاقة، والتأمين الصحي الشامل لكل المواطنين، وقانون الضمان الاجتماعي الذي تم اغتياله.
وعقب على الورقتين الدكتور مخيمر أبو سعدة استاذ العلوم السياسية كان العام الحالي عاماً استثنائيا فيه الكثير من أحداث وتحولات إقليمية ودولية سيكون لها أبعد الأثر على نمط الحياة فوق سطح الأرض ومستقبلها، والنظام الدولي والعلاقات بين الدول والأمم، وأيضا على طبيعة المجتمعات المدنية وأدوارها المتجددة.
وشدد على اهمية دور منظمات المجتمع المدني في النضال الوطني وحماية الهوية الوطنية وتعزيز صمود ابناء شعبنا مطالبا بتوفير بيئة ممكنة لمنظمات المجتمع المدني
وشدد على اهمية العمل تجاه انجاز المصالحة الوطنية وتحقيق الانتخابات العامة بشقيها الرئاسي والتشريعي وضمان دوريتها.
ثم بعد ذلك تم فتح باب النقاش والمداخلات، التي شدد خلالها المتحدثون على وقف الانتهاكات في حق المنظمات الأهلية، وعدم ابقائها تحت التهديد، وتعزيز المساءلة المجتمعية.