الكاتب: جميل السلحوت
عن دار إيلياء للنّشر والتذوزيع في أبوديس-القدس، صدرت خلال هذا الأسبوع قصّة الأطفال"بوبي وبوسي" للأديبة المقدسيّة ديمة جمعة السّمان.
وحسب معلوماتي المتواضعة فإنّ هذه القصّة هي الإصدار الأوّل الموجّه للأطفال الذي تنشره الأديبة السّمان، التي عرفناها كروائيّة. وبالتّأكيد ستتبعها قصص أخرى للأطفال وروايات للفتيات والفتيان.
سيلاحظ قارئ القصّة أنّ الكتابة لجأت فيها للكتابة عن عالم الحيوان، وهذا ما يلفت انتباه الأطفال ويجذبهم لقراءتها، خصوصا وأنّها اعتمدت على الخيال.
فـ "بوبي" اسم لكلب تمتلكه الطفلة بيان، و"بوسي" قطّة يمتلكها الطّفل هاني.
واختيار الأديبة السّمّان للقطّة والكلب لم يكن صدفة أو عفويّا، فمن المعروف أنّ هناك عداءً فطريّا بين الكلاب والقطط بسبب سوء الفهم بين النّوعين، والنّاتج عن حركة فُطرا عليها، فمن عادة الكلاب أن تهزّ أذيالها -جمع ذيل- عندما تفرح، بينما عادة القطط أن تهزّ أذيالها عندما تغضب، وعندما يرى الكلب قطّا يفرح لذلك فيهزّ ذيله، وكذلك القطّ يفرح برؤية الكلب، وعندما يهزّ الكلب ذيله فرحا برؤيته للقط، فإنّ القطّ يموء غاضبا ظنّا منه أنّ الكلب سيهاجمه، وهنا تقع المشكلة.
ولإزالة سوء الفهم هذا بين القطّة "بوسي" والكلب "بوبي" فقد أبدعت لنا الكاتبة قصّة خرافيّة جميلة ومسليّة، وذلك عندما ذهبت بيان وكلبها "بوبي" وهاني وقطّته "بوسي" للإستجمام على شاطئ البحر، وأوشكت بيان على الغرق، فانتبه لها الكلب "بوبي" ولفت انتباه صاحبه هاني لذلك، فقفز إلى البحر وأنقذها، وهذا أثار إعجاب "بوسي وبوبي" فبدأت الألفة بينهما رغم مخاوفهما. وعندما تكرّرت رحلة الإستجمام مرّة أخرى، وقدّمت بيان وهاني وجبة طعام لكلّ من "بوبي وبوسي" في مطعم للكلاب، ثمّ ذهبوا جميعهم إلى مطعم للبشر حيث تناول هاني وبيان وجبة طعامهما، ازداد التّعارف بين "بوسي وبوبي" انتهت مخاوف كلّ منهما من الآخر، وصار كلّ منهما يألف الآخر.
الهدف: تهدف القصّة إلى تعليم الأطفال المحبّة والتّسامح مع الآخرين بغضّ النّظر عن أعراقهم وأصولهم، وأن لا يكون هناك عداء مبنيّ على المظاهر بعيدا عن الحقائق، وأنّ الإنسان بالتّجربة يعرف عدوّه من صديقه.
الأسلوب واللغة: لجأت الكاتبة إلى أسلوب السّرد الإنسيابي، والخيال الذي يتقبّله الأطفال، خصوصا وأنّه مشبع بعنصر التّشويق، واللغة الفصحى بكلمات سهلة ومناسبة للأطفال.
الرّسومات والتّصميم والإخراج جيدة وتناسب النّص.