بيت لحم- تقرير معا- بدأت بعض الدول في تلقي مئات الالاف من لقاحات كورونا خلال الأيام الأخيرة، مع بدء عدد من الشركات انتاج وتوزيع هذه اللقاحات التي تجاوزت نسبة نجاحها 90%، وفق التقارير الصادرة مؤخراً، وتقول منظمة الصحة العالمية ان الوصول الى لقاحات لفيروس كورونا لا يعني انتهاء الجائحة التي من المتوقع أن تستمر خلال الأشهر القادمة قبل بدء السيطرة عليها تدريجياً، وخاصة أن كمية اللقاحات لن تكفي إلا لجزء صغير من سكان العالم خلال المرحلة الاولى من الإنتاج.
ومع بدء انتاج اللقاحات وتوزيعها حذرت منظمات دولية من مغبة استحواذ الدول الغنية على نسبة كبيرة من الجرعات المتوقع إنتاجها من لقاحات فيروس كورونا، قائلة إن ذلك سيحرم مَن يعيشون في البلدان الفقيرة من فرصة الحصول عليها، وقال التحالف الشعبي للقاحات، الذي يضم منظمات من بينها العفو الدولية وأوكسفام، إن ما يقرب من 70 دولة، من ذوات الدخل المنخفض، ستكون قادرة فقط على تطعيم شخص واحد من بين كل 10 أشخاص، ويأتي هذا التحذير على الرغم من تعهد الشركة المصنعة للقاح أكسفورد-أسترازينيكا بتوفير 64٪ من جرعاتها لمواطني الدول النامية.
وفي فلسطين ينقسم المواطنين بين مؤيد ومعارض لتلقي اللقاح حال وصوله، وخاصة مع انتشار الكثير من الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة، والتي ارتفعت معها مخاوف المواطنين من تلقي اللقاح، ورغم ذلك هناك من ينتظر اللقاح لتلقيه بشكل فوري حال وصوله.
ويقول شوقي جرادات أن فلسطين كغيرها من الدول التي تصنف تحت سلم الدول النامية، ولن يصلها اللقاح حتى زمن غير قريب، كما ولن يكون هناك توزيع عادل على مستوى العالم، فالدول العظمى صنعت عقاقيرها بنفسها ومن لم تصنعه حجزت كميات وافرة منه ونحن العرب ادرنا ظهورنا في انتظار الحقنة على حد وصفه.
من جانبها تقول أم ادهم انها سترفض هي وعائلتها تلقي اللقاح عند وصوله، موضحتاً أنها ليست فأر تجارب، وان الجسم لا يوفر مناعة ضد المرض ويمكن أن يصاب الانسان مرة أخرى، كما أن أي علاج يحتاج إلى عشرات السنين من التجارب لضمان الترخيص فكيف نضمن سلامة لقاح لم يجرب سوى بضعة أشهر، وتشاطرها الرأي أسماء ذياب التي قالت أننا نرفض أن نكون شعب حقل التجارب.
ويقول جمال ثوابته، أن اللقاح يحتاج إلى ثلاجات بمواصفات خاصة، ويجب توفيرها قبل توفير اللقاح، ويضيف أنه سيبقى ملتزما بارتداء الكمامة والتباعد، ولن يتلقى اللقاح غير الآمن على المدى البعيد، ولن يساعد عصابة الفايروس على تسويق منتجهم على حد وصفه.
ويقول محمد الرفيع انه لن يقبل تلقي اللقاح، لان مراحل اختباراته لم تنتهي حتى الان، ويضيف انه لا يثق بالمواد الموجودة مع ايمان الكثير ان هناك شيء من المؤامرة، بالإضافة إلى عدم وجود الخبراء في فلسطين، ولا الاجهزة المختصة للتأكد من صلاحيته، ويقترح أن يبدأ اللقاح على كبار وقيادات ووزراء البلد قبل الشعب،| ويؤده في ذلك حكيم دغلس الذي قال ان اللقاح يجب ان يبدأ على الشخصيات العامة ثم الشعب .
ويقول رامي عرفات أنه يرفض تلقي اللقاح هذه الفترةـ، لان المرحلة الرابعة من التجارب الواسعة النطاق لم تتم. و بالتالي كل من يتلقى اللقاح خلال الستة شهور القادمة يعتبر متبرع للتجربة على نفسه.
وتعارض سارة وراسنة الحديث السابق، وتقول أن الشركات العالمية والمسؤولة عن انتاج اللقاح هي التي انتجت لقاحات الاوبئة السابقة، وجعلت العالم خالي من الكثير من الامراض الفتاكة والقابلة للانتشار، وتضيف أن هذه الشركات لديها مواصفات ومعايير ولا تطلق لقاح الى السوق قبل اجراء التجارب الكافية.
ويقول فهمي ديريه، ان يثق بوزارة الصحة الفلسطينية، وفي حال أوصت الوزارة بتلقي اللقاح فانه سيأخذه هو وعائلته، ولن يتأخر عن تلقي اللقاح حال توفره في فلسطين.
ويقول محمد خليفة، انه سيتلقى اللقاح الذي وصفه بالممتاز ، ولا يهمه وفاة عدة اشخاص أثناء التجارب الأخيرة، اما مهند السيد فيقول انه من المنطقي ان تكون اللقاحات إلزامية اذا ثبت انها آمنة وفعالة وذلك للوصول الى مناعة القطيع التي حسب مؤشر التقديرات العالمية تحتاج الى ٨٠٪ من سكان العالم ان يأخذوا اللقاح حتى نستطيع الحد من انتشاره .