الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

هنية يحذر من محاولات خلق حكومات موازية ويؤكد ان حكومته لن تتجاوز المدة القانونية

نشر بتاريخ: 05/03/2006 ( آخر تحديث: 05/03/2006 الساعة: 22:17 )
غزة- معا-استمع رئيس الوزراء المكلف إسماعيل هنية اليوم الى وجهات نظر العديد من المثقفين والتي حملت في طياتها نصائح وإرشادات لحركة حماس.

جاء ذلك خلال لقاء عقده اليوم في فندق الجراند بلاس على شاطيء مدينة غزة مع الكتاب والمثقفين الفلسطينيين ضمن جولته الخاصة بتوضيح برنامج ورؤية الحكومة الفلسطينية الجديدة، والاستفادة من آراء وانتقادات أصحاب الفكر من الكتاب والمثقفين الفلسطينيين.

وقال هنية" ان حماس تتعمد الغموض في الطرح السياسي واضاف " نحن لدينا برنامج ونعرف ما الذي نريده بدقة وقد يبدو ان الغياب المقصود في الوضوح اننا في مأزق ولكن نحن نسمي هذا بالغموض البناء متسائلا لماذا نجيز هذا الغموض للآخر ونسميه حنكة سياسية واذا تعلق الامر بحماس يسمى غياب وضوح مؤكدا ان حماس لن تنثر مواقفها على الطاولة وفي الاعلام وستدير الوضع السياسي بما يتطلب وستعطي الموقف والمعلومة في الوقت المناسب الذي تختاره هي وليس وفقا لأي ضغوط من أي جهة.

وشدد ان حماس لن تتنازل عن ثوابتها الاستراتيجية وان بدا بعض التقارب بين خطابها وخطاب الاخرين على الساحة الفلسطينية" الا انها ستظل على مواقفها الثابتة من قضايا الحقوق الوطنية ورفض الاعتراف بشرعية الاحتلال ولن نبيع الحقوق الفلسطينية"

واضاف " نحن نتحرك وسط بيئة معادية عنوانها الاحتلال وبعض الدول المساندة له كالولايات المتحدة الامريكية ونعلم ان هناك محاولات احتواء سياسي لنا أو تدجين المقاومة وجلبنا الى مربعهم وندرك انهم يريدون حشرنا في زاوية خيارين اما الاستجابة لشروطهم او مواجهة حرب كونية تقودها امريكا ولكن لدينا الخيار الثالث هو الصمود في وجه الضغوط وعدم الدخول في حرب مع العالم واشتقاق لحالة استيعاب للحظة الصدمة وعرض خياراتنا في الوقت والظرف المناسب الذي نحدده نحن."

وتطرق رئيس الحكومة المكلف الى الوضع الفلسطيني الداخلي وقال " ندرك جيدا ان هناك محاولات لخلق حكومات موازية ومحاولات لسحب صلاحيات الحكومة واغراق المؤسسة ولكن نتعامل مع هذه الاشياء بصدر رحب وعدم ارباك للحالة الفلسطينية ونتحدث عن الشراكة السياسية لاننا لا يمكن ان نتناقض مع انفسنا، ولو رفضت بعض القوى فهذا شأنها ولدينا القدرة على تشكيل حكومة وخياراتنا في هذا المجال كبيرة وسيرى شعبنا الحكومة قبل نهاية المدة القانونية في الثلاث اسابيع الاولى.

وعن استفسار احد المثقفين لرئيس الوزراء عدم رده على خطاب الرئيس محمود عباس بتشكيل الحكومة قال :"البعض يريد ان يجعل من هذه النقطة خلافا معمقا يصل إلى حد الصدام بيننا وبين الرئيس ابو مازن ونحن نقول نريد ان نجد صيغة تفاهم بين البرنامجين ومن خلال تجربتنا مع الأخ أبو مازن في الفترات السابقة وجدنا أن برنامج الاخ أبو مازن يمكن أن يبنى عليه مؤكدا على ان خطاب الرئيس أثناء تنصيب المجلس التشريعي الجديد احتوى على مساحة واسعة من التفاهم والتوافق خاصة فيما يتعلق بإصلاح الوضع الداخلي الفلسطيني.

ومضى يقول :" لم أشأ إثارة نقطة الخلاف في البند الذي يتضمن الاعتراف بإسرائيل لان الحكومة المقبلة هي التي سترد من خلال عرضها وبرنامجها على المجلس التشريعي ،وإذا لم يوافق عليها التشريعي فسنعيد صياغتها مرة أخرى.

وشدد هنية ان العلاقة مع الرئيس محمود عباس ستكون علاقة تعايش وليس علاقة تباين او صدام وقال " نحن حريصون على العلاقة الطيبة مع الرئيس وان نعالج كل القضايا بالتفاهم والحوار مشيرا الى انه اطلع الرئيس على نتائج جولة الحركة للدول العربية وبدوره بادر بالاتصال بهنية قبل توجهه الى الجولة الخارجية ثم اتصل به هنية مجددا بعد اشكالية المجلس التشريعي الاخيرة في رام الله.

واضاف " لماذا الحديث عن اشكالية سياسية فلسطينية في حين ان الاشكالية الاساسية مع الاحتلال والكرة في ملعب الاحتلال وليس مطلوب من الشعب الفلسطيني ان يقدم مبادرة ولكن على الاحتلال ان يقدم عرضا ثم ندرسه نحن، مشيرا الى ان الرئيس الراحل ياسر عرفات وقع على الاتفاقات وطبق الالتزامات فيما لم يلتزم الاسرائيليون بشيء.

و في رده على رأي الكاتب عبد الله الحوراني بأن على حماس ألا تقع في مصيدة وضعتها لهم أمريكا وإسرائيل بوضعهم تحت الأمر الواقع كما حدث مع منظمة التحرير الفلسطينية ومساومتها دون الحصول على الحقوق المطلوبة مطالبها - حماس أن في إطار المعارضة التي تتحكم بالقرار لا أن تقع تحت الضغوط ، قال رئيس الوزراء :" حماس تملك رؤيا واضحة لما هي عليه الآن ومتمسكة بالثوابت الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ولن تتنازل أو تفرط في حق من حقوقه ،وأضاف :"سنواصل طريقنا نحو الإصلاح والبناء على الرغم من كل الصعاب التي سنواجهها.

كما حذر الحوراني في مداخلته حركة حماس ألا يغرنها استضافة بعض الدول لها لان هذه الاستضافة في رأيه مدخل من اجل الضغط على حماس للاعتراف بإسرائيل وتغيير مبادئها، وقد أوضح هنيه أن أي من الدول التي استضافت وفد الحركة لم تفرض شروط على حماس وفقط أبدت النصيحة والدعم للشعب الفلسطيني.

وقال " نحن لسنا في مأزق ولكن الاخرون هم الذين يتخبطون وظهرت عليهم علامات التشنج منذ لحظة اعلان النتائج ولكن حماس مقتنعة تمام الاقتناع بالخط الذي تسير عليه وتتبناه وتعرف قدراتها جيدا وتقدر الواقع المحيط بمنتهى الدقة وقادرة على قيادة الدفة الفلسطينية مستندة الى الحق الفلسطيني باعتباره مصدر القوة الاول ثم التفويض الشعبي الواسع الذي يعتبر مصدر القوة الثاني والارادة بتحقيق الانجاز.

كما وفي مداخلة أخرى للكاتب طلال الشريف قال :" أن الشعب الفلسطيني انتخبكم انتم وهو يعي لمن صوت ، مطالبا عدم إشراك حكومة حماس لأي ممن تلطخت يداه بالفساد في إشارة إلى رغبة الحركة في إشراك حركة فتح في الحكومة.حيث طمأن رئيس الوزراء المكلف أن الحكومة المقبلة ستكون على أساس من الكفاءة والمهنية في العمل ولن يشارك مطلقا احد تلطخت يداه بالفساد وقال :"سنعمل وفق منظومة مشتركة نتفق عليها مع جميع الفصائل مؤكدا على ان حماس لن تغادر مواقعها ولو عرض عليها مال الدنيا ،لكنها في ذات الوقت ستشتق من المعادلات ما يمكنها من تخطي العقبات .