جنين- معا- استعرضت ندوة حوارية الهزات الارتدادية لجائحة "كورونا" على المنتج الوطني، وناقشت أهمية تنفيذ مبادرات محلية لدعم المشاريع متناهية الصغر، وبذل مجهود إعلامي توعوي لتعزيز الوعي بتبني السلع الوطنية.
وحث المشاركون في نقاش نظمته الإغاثة الزراعية ووزارة الإعلام، بالشراكة مع الغرفة التجارية، ضمن برنامج (استدامة، وعدالة، وتكافؤ، واستهلاك محلي، واستهلاك فلسطيني)، على تخصيص عام 2021 لإسناد المنتج الوطني.
ودعا ممثلو مؤسسات وجمعيات إلى ضرورة توفير بيانات دقيقة عن الخسائر التي تكبدها المنتج الوطني منذ مطلع العام الحالي، والإعلان عن خطوات ملموسة لمنع انهيار صغار المنتجين، ودعم المزارعين والمشاريع متناهية الصغر.
وسرد مدير وزارة الإعلام في جنين، عبد الباسط خلف أرقامًا ومعطيات حول تأثير الجائحة على الاقتصاد الفلسطيني على المستويين الكلي والجزئي، وسط توقعات للجهاز المركزي للإحصاء بانخفاض النائتج المحلي الإجمالي بـ 13,5 % بسبب تاثر الطلب والعرض، فيما يقدر معهد أبحاث السياسات الاقتصادية (ماس) حدوث انخفاض أكبر في الناتج المحلي الإجمالي بخسائر قد تصل 35 %.
وأشار إلى اهمية الإعلام التنموي في مواكبة التداعيات التي تعصف بالاقصاد والصحة والتعليم وسائر مناحي الحياة، منذ ظهور الفايروس المستجد.
وأوضح منسق (الإغاثة الزراعية) محمد جرادات أن الجائحة عصفت بالقطاع الزراعي، وأظهرت التداعيات السلبية بوضوح على التموز والزيت والعنب، جراء وقف التصدير إلى الخارج، وأزمة الرواتب، وضعف القدرة الشرائية.
وأكد أن الحوارات التخصصية انطلقت قبل الجائحة، وناقشت 9 قضايا زراعية وتنموية، وستواصل جمع الشركاء في منبر دوري يخرج بنتائج عملية وإجراءات مساندة.
وقدم نائب رئيس الغرفة التجارية مصطفى قنيري، وعضو الغرفة ثائر عباهرة عرضًا لتداعيات الجائحة على المنتج الوطني، وتضرر أسواق المدينة بفعل تراجع وصول المتسوقين من الداخل، وتوقف المعارض الداخلية والخارجية، التي كانت توفر فرصة لتسويق المنتج الوطني والتعريف به.
وأكدا أن تجاوز تداعيات "كورونا" يتطلب جهودًا جماعية، وانحيازًا للمنتج الوطني، وإسناد المتضررين من الجائحة.
وبيّن ممثل وزارة الاقتصاد الوطني فايز العارضة أن الفايروس أثر على المنتجات الوطنية، وأدى إلى تضرر الكثير من المنشآت، فيما انعكست الجائحة على موسم الزيت الذي تدنى ستعره بشكل كبير، بالرغم من شح الإنتاج هذا الموسم. وأوضح أن الحالة الراهنة تستدعي تدخلات إعلامية وتوعوية لتعزيز تبني المنتج الوطني، ومقاطعة السلع المنافسه لة.
وجدد رئيس جمعية حماية المستهلك علي أبو بكر الدعوة إلى وضع "رزنامة زراعية" تحمي السلع الزراعية وتخطط لهذا القطاع الهام. وذكر أن الجائحة التي أوقفت استيراد الكمامات والمعقمات، رافقها ظهور 33 مصنعًا محليًا، وتحول الكثير من مشاغل الخياطة لإنتاج الكمامات.
وقال إن "حماية المستهلك" نفذت قبل الجائحة جولات للتعريف بالمنتج الوطني وأهمية دعمه، ووضعت خطة للوصول إلى مدارس المحافظة الـ 391، كما دعمت مزارعي البطيخ في الأغوار بيوم تسويقي في جنين.
وأوضحتعضو الجمعية ميسون داوود ضرورة مراقبة الأسواق وضبطها، بخاصة لمنع ترويج منتجات زراعية تالفة ورديئة، وتغيير ثقافة التسويق الراهنة عبر تصنيف وتدريج السلع الزراعية، وإعادة النظر في أسعار السلع المحلية التي تنافسها منتجات أجنبية بثمن أقل.
وقالت سوسن صوافطة من شركة الثمار المتخصصة في الصناعات الزراعية إن المشاريع متناهية الصغر تضررت كثيرًا من الجائحة، إذ أن اعتمادها المباشر على المعارض، والتسويق المباشر للمستهلك، وهو ما تعثر بفعل الإغلاقات المتكررة، وضعف القوة الشرائية، وارتفاع مدخلات الإنتاج.
ودعت إلى دعم المشاريع متناهية الصغر، التي ترتبط بالأرض وبمنتجاتها، خشية انهيارها، عبر تنظيم أيام تسويقية، وتخصيص زوايا في أسواق جنين لعرض المنتجات المحلية.
واستعرض رئيس جمعية كفردان للزراعة والري محمد مرعي آثار الجائحة على القطاع الزراعي، وتضرر التصدير، وضعف القوة الشرائية في السواق المحلية، ومنافسة السلع الإسرائيلية الرديئة والرخيصة للمنتج المحلي.
وأوضح عضو بلدية جنين معمر جرار أهمية الالتفاف حول المنتج المحلي ومقاطعة ما ينافسه. وأكد دعم المجلس لمزاعين في مرج ابن عامر في مشروع تنقية المياه العادمة، وأعلن استعاد البلدية لإسناد كل الخطوات التوعوية بالمنتج الوطني، وتنظيم حملات ترويجه في أسواق المدينة.
وقال مدير إذاعة ناس طارق سويطات إن الإعلام شريك في صناعة الوعي بالمنتج الوطني، لكن على المنتجين مسؤولية الاهتمام بسلعهم وطريقة عرضها كي يتبناها المستهلكون. ودعا إلى توفير بينات حديثة حول السلع الوطنية، وحمايتها من التزوير، واعتماد علامة تجارية.
وقالت ممثلة شركة (هكذا للدعاية والإعلان) سعاد الرمحي الشريكة مع (الإغاثة الزراعية) في حملة دعم المنتج الوطني إن على المنتجين دخول سوق المنافسة بتغيير طريقة التعبئة والتغليف، ووضع ملصق تعريفي بها، والتوقف عن العشوائية في التسويق، التي تمس بثقة المستهلكين.