رام الله- معا- أنهى د. مازن خضور كتابه الأول "حرب سورية.. صراع التطرف و الإعلام" وفق مجموعة ابحاث أكاديمية استناداً لدراسات ميدانية.
جاء ذلك ضمن "252" صفحة، وواجه الكاتب تراكماتِ الحرب الكثيرة، انطلاقاً من دراسة بحثية جعلت من الكتاب مرجعاً يمكن وصفه بالمهم، على اعتبار أنها لا تشبهُ أخرى، اعتمدت في طرحِها نمطاً مختلفاً في القراءة و التحليل، ما يتيحُ أمام القارئ مروحةً أوسعَ لفهمِ سنيَّ الحرب السورية.
وواجه الدكتور خضور وهو الدارس لعلم النفس الإعلامي، تراكمات كبيرة، لتناقضاتٍ بُنيت من وجهات نظرٍ مختلفة وأخرى اعتمدت التحليل وفق روايات شهود، بطرحٍ أكاديمي، قدم ضمن "6" فصول موسعة إضاءة كافية، ترتقي وفق التصنيف العلمي لكي تكون بينة توثق دور "صراع التطرف و الإعلام" خلال "10" سنوات من نار الحرب في سورية فوق أرضها و داخل "شاشات التلفاز".
ولم يتهرب الكتاب من مواجهة "إرثِ" مصطلحاتٍ طائفية و أخرى قومية تراكمت خلال سنواتٍ، شرح فيها الكثيرون شكل "الأزمة السورية" ليقدم ضمن سردٍ مرن، دراسات اكادمية لمفاهيم الملصطلحات و التطرف و دور المحطات الفضائية في "الأزمة السورية" و كذلك دور الإعلام في إدارة الازمات، بالاعتماد على دراسات ميدانية خٌتم فيها الكاتب في فصلهِ السادس.
دون مواربة ناقش الكاتبُ وجهاتِ النظر عن بداية الاحداثِ في سورية، و انقسام التوصيفِ لها، بين "ازمة" و آخر بأنها "ثورة" ، اقترب منها حد المستطاع و ناقشَ ما أمكن من الحقائق، بلغة الباحثِ و الأكاديمي، درس خلالها التعاطي الإعلامي و طريقة نقل الخبر و تقديمه، و هو الإعلامي العارف بتفاصيل كثيرة، لكنه فضل تقديم طرحٍ وازنٍ، مبني على دراسةٍ ميدانية، و قراءة موسعة لعدد من التغطيات الإعلامية، بالإضافةِ إلى نشراتِ الأخبار و التي تناولت الشأن السوري خلال الصراع الدائر حينها.
إذن لم يغفل كتاب "حرب سورية.. صراع التطرف و الإعلام" واقعَ الضغوطاتِ التي فرضتها الأجندات المختلفة لأطراف إدارة النزاعِ في سورية، دونَ أن يتبنى إحداها أو يُغيبها، كلها ملفات قابلها "د.مازن خضور" بالدراسات الميدانية و القراءة العلمية و تقديم البينة و الوثيقة دون أن يتجاهل بعضها أو يؤجل أخرى.
هو كتاب بحثي اكادمي، ليسَ الوحيدَ في طرحهِ ملفاتِ "الحرب السورية" لكنهُ و بكل تأكيد، قدم صورةً غيرة نمطية، أفردت مساحةً مفتوحةً للغة العلمِ و المعرفة، في تقديمِ جانبٍ من جوانبِ "صراع التطرف و الإعلام" خلال السنواتِ الماضية .