بيت لحم - معا - قالت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) إن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب تجاهل اعتبارات الإخلال بالأمن والاستقرار إقليميا ودوليا في سبيل تحقيق إستراتيجيته لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول العالم العربي.
وأكدت الصحيفة -في مقال لهيئتها التحريرية- أن قضية السلام مع إسرائيل هي بالفعل جديرة بالاهتمام لكن فوائد أي خطوات تطبيع ستكون محدودة للغاية طالما فشلت تل أبيب في التوصل إلى حل للصراع مع جيرانها المباشرين، الفلسطينيين.
وتضيف أنه بالرغم من كون الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينظران لصفقات التطبيع مع الدول العربية على أنها بديل لحل حقيقي ونهائي مع الفلسطينيين، فإن الأمر في الواقع ليس كذلك، وسيكون مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية في خطر دائم ما دام الفلسطينيون يرزحون تحت الاحتلال.
واعتبرت الصحيفة الأميركية أن "الخدمات المتهورة" التي قدمها ترامب وإدارته للدول العربية من أجل إتمام هذه الصفقات ستضع الرئيس المنتخب جو بايدن أمام خيارات صعبة، حيث سيكون راغبا في الحفاظ على المكاسب الدبلوماسية التي حققها الإسرائيليون -والتي تصب أيضا في مصلحة العرب الموقعين على اتفاقات سلام- مع علمه أنها تمت من خلال "دفع رشى" ومنح تنازلات ومزايا سياسية سيئة من حيث المبدأ.
ففي اتفاق التطبيع الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي بين المغرب وإسرائيل، منح الرئيس ترامب للرباط اعترافا أميركيا سعت إليه منذ عقود بمنطقة الصحراء الغربية، كما وافق على بيع المغرب أسلحة بقيمة مليار دولار شملت طائرات مسيرة متطورة.
في المقابل، وافقت الرباط على إعادة فتح مكاتب الاتصال التي أنشئت لأول مرة مع إسرائيل في عام 1994 ثم أغلقت لاحقا، والتزمت بـ "استئناف العلاقات الدبلوماسية في أسرع وقت ممكن" مع تل أبيب، وهو أمر اعتبر "فوزا" آخر لإسرائيل -وإن كان متواضعا- وعده الرئيس ترامب "اختراقا هائلا" إضافيا بفضل وساطاته في منطقة الشرق الأوسط.
أما السودان الذي أعلن تطبيعا "جزئيا" لعلاقاته مع إسرائيل في مقابل رفع اسمه من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، فتهدد حكومته بالانسحاب من الصفقة إذا لم يمنحها الكونغرس حصانة من الدعاوى القضائية الناشئة عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
في حين فشل الكونغرس الأسبوع الماضي في منع صفقة ضخمة لبيع أسلحة إلى الإمارات التي تمت مكافأتها على الاعتراف بإسرائيل بطائرات "إف-35" (F-35) الشبح وكذلك طائرات دون طيار وذخائر متطورة.
وقد مضت صفقة البيع البالغ قيمتها 23 مليار دولار قدما على الرغم من أن الإمارات تستخدم قوتها الجوية لدعم المتمردين الذين يقاتلون الحكومة الليبية المعترف بها دوليا في طرابلس، واتهامها -رفقة السعودية- بارتكاب جرائم حرب في اليمن.