رشيد حمدان
السح الدح امبو
أغنية لن يفهم معنى كلماتها من لم يعش تلك الأيام، ولم يفهمها حتى من عاش تلك الأيام، كلمات رائعة، تبدو بلا معنى باستثناء كلمة امبو: فهي كلمة قبطية قديمة تعني الماء. وغالبا ما تقال للأطفال.
كلمات لأغنية صدحت مدوية بثمانينات القرن الماضي للفنان الشعبي المصري أحمد عدوية. كنت شابا يافعا آنذاك، وعندما سمعتها رددتها خلسة بيني وبين نفسي، خشية أن يسمعني أحد سواي، فوالدي من عشاق فيروز وحليم، ووالدتي من عشاق أغاني فريد الأطرش وأسمهان.
السح الدح امبو
التي رددتها على مدار سنوات، لم يصدقني الكثير أنها تحاكي واقعا قد نعيشه بعد حين...
أذكر أنني قلت لأصدقاء ما بعد الطفولة أنها رائعة، وأننا سنرددها بعد سنوات عدة، لم أكن أعلم ما الذي سيحدث ولكنني كنت أستشعر أن طريقينا ستكون السح الدح امبو.
وقتها لم نكن نعلم أن فايروس كورونا سيطور نفسه وسيصبح وباء يدعى كوفيد ١٩ سيهتك بالبشرية وأن الأسِّرة بالمشافي لن تكفي المصابين من البشر، وأن الناس ستضلل نفسها ما بين الشك واليقين، بوجود هذا الوباء. وأن الأمور ستموج بمد وجزر وستكون السح الدح امبو.
السح الدح امبو
كلمات لها معنى، فهي تعني أن الناس تريد أن تشرب الماء ولا تريد...
وأن الطفل يعلم من هو أبوه .. ولا يعلم .
وهنا استغرب المطرب الشعبي عندما رأى الطفل ملقى على الأرض، ويشبه أحد الجالسين بالحفل ولكن لا يشبه من تدعي أمه أنه أبوه، وليس هو الذي يجلس بجانبها .
حاول أن يلفت إنتباهها فطلب منها أن تسقي الطفل ماءً ( امبو ) ولكنها لم تفهم أو ادعت عدم الفهم ...
فطلب منها امام الحضور أن تعطي ( الواد لأبوه ) .