را مالله- معا- استهل الكاتب العُماني "صادق بن محمد بن سعيد اللواتي "إصداره الجديد" قصة فلسطين بافتتاحية مؤثرة نقتطف منها مايلي : " إلى كل من استشهد أو جُرح أو سُجن أو عُذّب أو هُجّر لقضية العرب والمسلمين الأولى والمحقة وكل عائلة فلسطينية قدمت فلذات كبدها شهداء ودُمر بيتها، وأيضاً إلى كل متقاعس عن حق الشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد ، وكل مُطبِّع يتهافت على تطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية والسياحية مع العدو الغاصب لأرضنا في فلسطين، أهدي هذا الكتاب.
كونوا على ثقة أن فلسطين من البحر إلى النهر لابد أن تعود إلى أصحابها، فهذه سُنًّةُ الحياة، وإن غدا لناظره قريب . والسلام على الشعب الفلسطيني الأبي، على ميتهم وحيهم ومن سيولد".
والكتيب من القطع المتوسط، يوجز تاريخ فلسطين والقضية الفلسطينية ، ويُقدم للقارئ إطلالة واضحة وسهلة الاستساغة ، تخلصه من تعقيدات وتشعبات الموضوع الكثيرة ، وتطبع في ذهنه ووعيه ، أهم ما يجب أن يعرفه عن فلسطين عبر التاريخ ، وفي الأيام العصيبة الراهنة ، بعددٍ معقولٍ من الصفحات التي لا تتطلب قراءتُها كبير عناءٍ وجُهد.
وتأتي أهمية الكتيب ، ومعناه الرمزي الكبير، فضلاً عن أهميته العلمية والأدبية ، من هوية الكاتب ومن موطنه وبلده العريق، ومن الرسالة المُطمئنة التي حملها للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية ، أن قضية فلسطين بخير ، وأنها محفوظة في النفوس وفي القلوب ، حتى في أصعب الأوقات وأشدها حلكة.
ويشتمل الكتاب إضافة للمقدمة على استعراضٍ موجز لتاريخ فلسطين منذ أن حكمها العرب ما قبل عهد النبي إبراهيم عليه السلام ..ثم هجرة بني إسرائيل من مصر إلى فلسطين في عهد النبي موسى .. ثم ما تعرضت له البلاد من غزو وتدمير .. مرورا بالعهود التي تعاقبت حتى بروز النوايا الخبيثة والمشاريع الاستعمارية في اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور وصك الانتداب الى أن حدثت النكبة وما تلاها ..
والكُتيب سلس بمحتواه ، وكافٍ للقارئ، ،يصلح كمرجعٍ وكمنشورٍخفيف ، يسهل إهداؤه وتناقله ، للتعريف بتاريخ فلسطين وقضيتها ، ونشر الوعي حولها في زمنٍ كثر فيه التلفيق و التزوير وقلب الحقائق.
وكان قد صدر للكاتب عدد من الأعمال الأخرى مثل : " هل قرأت التوراة والإنجيل ؟ " و " اللغة هي الهوية " و " عُمان ما قبل 1970 " و " The Truth and the falsehood "و " Knowledge of Islam made easy".
يبقى، مع خالص التقدير والمحبة والامتنان للكاتب أن نقتطف من كلمته الأخيرة في نهاية الكُتيب :
" أتيحت الفرصة لأحد الزملاء لقراءة مسودة الكتاب ، فنظر الي بشكل مفاجئ ، ثم قال : تُريد أن تُقتل ؟
سألته ما الذي يقصد بذلك ، فقال : اليهود أصبحوا من جيراننا ، سيكون من السهل جداً على الموساد أن يصل الى دارك ليطلق النار عليك ، لقد قتلوا العديد من الكُتًّاب العرب الذين كتبوا كُتباً ضدهم ، هل نسيت الباحثة الكويتية سلوى حبيب التي كنت أنت معجباً بها وبكتبها التي كشفت الكثير من مخططات الصهاينة في العالم العربي وأفريقيا وألفت عدة كتب عن تاريخ اليهود وآل روتشيلد واغتيلت مذبوحة في شقتها ؟ أجبته : نعم أذكرها ولا يمكن لي أن أنساها وأنسى صراحتها وحبها لفلسطين ، لقد استشهدت لقضية فلسطين ، طيب الله ثراها. بشهادتها ساهمت دولة الكويت بدمها وروحها بالقضية الفلسطينية .إن الاستشهاد على أيدي اليهود هو أحلى من العسل. دعهم يأتون ، أنا في انتظارهم ، وعندما يتحقق لهم ذلك ، أرجو أن يُسجل التاريخ اسمي في قائمة شهداء فلسطين حتى يعلم العالم بشكل عام والعرب بشكل خاص أن العُمانيين يقفون ويدعمون القضية الفلسطينية والتطبيع مع الكيان الغاصب لأرض كنعان ليس من أدبياتهم ".