الكاتب: نبيل عمرو
في حوار دار بيني وبين احد أصدقائي القدامى، طرح فكرة أن فتح أي السلطة إذا ما ارادت الفوز في الانتخابات القادمة فأمامها خياران.. الأول أن تشارك حماس في قائمة ائتلافية تضم أيضا باقي الفصائل، والثاني... أن تقوم بعملية اصلاح واسعة النطاق تنهي كل المظاهر السلبية في السلطة.
في رأيي ان الخيار الأول لابد وان يحمل شبهة التحايل وليس الوحدة، فمن يثق بوحدة انتخابية تكتيكية بعد التنكيل طويل الأمد بالوحدة الوطنية "الاستراتيجية".
اما الخيار الثاني الذي يعني تجميل الصورة قبل اشهر قليلة من الانتخابات فهذه عملية تشبه تزيين وجه قليل الجمال بمساحيق والوان ما تلبث ان تزول في اليوم التالي ليعود الوجه الى حالته القديمة، ودعونا نفترض ان القائمين على السلطة أخذوا بهذا الرأي قبل الانتخابات بأشهر قليلة فذلك يعني ان إمكانيات السلطة الكبيرة تحولت الى مجرد دعاية انتخابية لمصلحة فصيل او قائمة وهذا امر ليس أخلاقيا ولا وطنيا ولا ديمقراطيا فالسلطة للجميع ودافع الضريبة شريك تلقائي فيها ولا يجوز والحالة هذه تجيير قدراتها الهائلة كالتوظيف والانفاق على الحملة وغير ذلك لاستقطاب أصوات لمصلحة قائمة معينة حتى لو كانت تحمل عنوان قائمة الوحدة الوطنية.
اننا حين خضنا ككتاب واعلاميين وسياسيين معركة حتمية اجراء الانتخابات العامة لم نفعل ذلك من اجل استنساخ ما هو قائم والذي هو مجمع مثالب يعرفها الجميع وانما من اجل تجسيد الإرادة الحرة للمواطنين الفلسطينيين ومشاركتهم في صنع قراراتهم ومصائرهم، ومن اجل ذلك فلا مناص من تحييد إمكانيات السلطة عن المعركة الانتخابية.
نعرف ان ذلك يبدو مثاليا وربما يكون صعب التطبيق الا انه ضرورة اذا ما اردنا بلوغ نتيجة موضوعية لانتخابات حقيقة .
ان صدور قرارات لمجرد تحسين الصورة الانتخابية هو نوع صارخ من الخداع فمن حق الفلسطيني ان يتسائل لماذا لا تظهر الإصلاحات الا في زمن الانتخابات،
تساؤل كهذا قد يحول الأمور الى عكسها ويقدم الإصلاحات المتأخرة جدا كما لو انها المساحيق التي توضع على الوجه كي تزول في اليوم التالي،
إصلاحات الحملة الانتخابية مطعون فيها وغير مجدية اما إصلاحات المؤسسة المنتخبة التي نتوخاها فهي صاحبة المصداقية والنزاهة والجدوى، مسموح للسلطة ان تتدخل فقط لانفاذ القوانين والضوابط التي تتعلق بالانتخابات وتضمن ان تكون حرة نزيهة بما في ذلك عملية التمويل والاستفادة من المنابر الحكومية بصورة عادلة ومنصفة لجميع القوائم بصرف النظر عن اتجاهاتها اما ما هو غير ذلك فهو مجرد تجميل ساذج ينبغي ان لا يمر على المواطنين أصحاب المصلحة في انتخابات تجسد ارادتهم.