رام الله- معا- قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى ان تصاعد سياسة الاعتقال الإداري التعسفية وامعَّان الاحتلال في اصدار قرارات التجديد بحق الأسرى الفلسطينيين دفع العشرات منهم الى خوض اضرابات مفتوحه عن الطعام لوقف استنزاف اعمارهم دون تهمه خلف القضبان.
وأكد الباحث رياض الأشقر مدير المركز ان (23) اسيراً خاضوا إضرابات فردية عن الطعام لفترات مختلفة احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، خلال العام 2020 تراوحت مدتها ما بين أسبوعين الى 4 شهور، خاض أطولها الأسير "ماهر الأخرس" من جنين والذي وصل إضرابه لمدة 104 يوماً متتالية.
وأشار الاشقر الى أنه رغم خطورة الإضراب عن الطعام على صحة وحياة الأسرى، الا أنهم يضطرون الى خوض الإضرابات ليس حباً في الجوع أو المعاناة انما دفاعاً عن أنفسهم و رفضا لسياسة الاعتقال الإداري الذي تفرضها مخابرات الاحتلال لمجرد الاشتباه، وتستنزف أعمارهم دون أي تهمة، ودون سقف محدد، فهو وسيلة لتحقيق هدف وليس غاية بحد ذاتها.
وبين الأشقر أن عدد من الأسرى اضطروا الى خوض الإضراب المفتوح عن الطعام بعد تحويلهم الى الاعتقال الإداري عقب انتهاء محكومياتهم الفعلية في سجون الاحتلال، وهو سلوك دأب الاحتلال على استخدامه منذ سنوات ضد الأسرى بحجة ان اطلاق سراحهم يشكل خطر على الاحتلال حسب ادعاء المخابرات .
وكشف الأشقر عن أبرز الأسرى الذين خاضوا إضرابات عن الطعام تجاوزت العشرين يوماً وفى مقدمتهم الأسير "ماهر عبد اللطيف الأخرس" 49 عاماً، والذى خاض اضراب عن الطعام لمدة 104 يوماً احتجاجاً على اعتقاله الإداري التعسفي وانتصر في نهاية المطاف رغم كل الضغوطات التي مورست بحقه ومحاولات الاحتلال الالتفاف على اضرابه، ووصول حالته الصحية الى حد الخطورة القصوى في مستشفى كابلان بالداخل المحتل .
وقد علق إضرابه بعد وعد بإطلاق سراحه بعد ان انتهاء مدة اعتقاله الإداري البالغة 4 شهور، دون التجديد له وهو ما جرى بالفعل حيث تحرر الأسير الأخرس بعد ان انتصر في معركة الكرامة .
فيما خاض الأسير "عبد الرحمن شعيبات" من بيت ساحور، إضراب استمر 33 يوماً قبل ان يعلقه في سجن مستشفى الرملة باتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري، وخاض الأسير "عدي شحادة" (24 عاماً) من بيت لحم اضراب لمدة (30) يوماً، وعلق إضرابه باتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري، و كذلك الأسير "فادي إبراهيم غنيمات" (40 عاماً)، من الخليل، خاض إضراب استمر بعد (29) يوماً بعد نكث بوعده وسحب قرار الجوهري، وعلق إضرابه باتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري.
بينما الأسير "سامي محمد جنازرة" (48 عاما) ، من مدينة الخليل، خاض إضراب عن الطعام لمدة 23 يوماً ، وعلق إضرابه بعد التوصل لاتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري، والأسير" محمد وحيد وهدان" من رام الله، اعتقل خاض اضراب لمدة 23 يوماً، والأسير الناشط الحقوقي ضد الاستيطان محمد الزغير (33 عامًا) خاض اضراب لمدة 20 يومًا بعد قرارٍ يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري ، وإصدار قرار جوهري يقضى بعدم التجديد له لمرة أخرى.
بينما الأسير "جبريل محمد الزبيدي" (34 عاماً)، في مخيم جنين، بدأ اضرابه في ديسمبر من العام الماضي ، وأوقفه في يناير خلال العام الجاري ، بعد 26 يوماً ، باتفاق يقضى بعدم التجديد له مرة اخرى.
واعتبر الأشقر الاضراب عن الطعام شكل من أشكال النضال السلمي التي يلجأ من خلالها الاسرى للتعبير عن رفضهم لسياسة الاحتلال التعسفية بحقهم، وتجديد اعتقالهم دون تهمه ولفترات مفتوحه، وهو حق شرَّعه القانون الدولي للتعبير عن الرأي، وفرض على الدولة الحاجزة احترام هذا الحق وعدم المساس به بل يتوجب عليها النظر باهتمام للمطالب التي ينادي بها الأسير المضرب والعمل علي تلبيتها.