الكاتب: السفير منجد صالح
هي جارته، وهو جارها، منذ عشرين عاما، منذ ولادتهما. كانا يلعبان بالتراب والحصى أطفالا في فناء بيتها، وكانا يلعبان "الغمّيضة" في حديقة بيته الخلفية.
خلسة عن عيون الأهل والجيران وأترابهما الصغار كان يضمّها ويُقبّلها، يلهو معها. "لعب عيال" ليس إلا.
وكبرا، أصبح ممنوعا عليهما "لعب العيال"، أضحى الشاب عزمي يرى الصبية هند عن بُعد، من وراء نسمة، من وراء غيمة، من وراء "حجاب"، فالعادات والتقاليد لا تسمح لهما باللقاء العلني و"اللهو واللعب" معا كما كانا يفعلان صغارا.
ربما ودّا لو أنّهما بقيا صغارا.
كل ما يستطيع عزمي فعله حتى يُطفأ نار شوقه وهيامه ب هند أن يتلصّص عليها ويُراقبها من بعيد، من أمام عتبة بيته وهي "تنشر الغسيل" على سطح بيتها، تُمطره ب" غنج ودلال" إشاراتها وحركاتها و"هزّات" الأكتاف والأرداف، حوريّة بحر تتلوّى من خلال تموّجات أشعة شمس الصباح.
فاكهة ناضجة تتدلّى من على فرع شجرة تفاح تعلو سطح بيتها المكوّن من طبقة واحدة، بناء قديم، حجارة جدرانه الخارجية "طُبزة" نافرة مفلطحة بلا انتظام ولا تناسق.
وأحيانا يُراقبها وهي "تتغنّدر" على بلكونة شرفة نومها، شعرها الطويل الفاحم المُتموّج مُنسدل على كتفيها، وقميص نومها أحمر، خطر، وعيونها برّاقة تخترق سهامها فحولته، فتصبّ الزيت على نار جُموحه ورغبته في صيدها وإقتناصها أرنبة بيضاء "يعتصرها" بين ذراعيه، تموء كهرّة في عزّ شهر كانون.
لم ينم ليلة البارحة وقميص نومها الأحمر المسائي الليلي يؤرّقه "يُجنّنه" يُدغدغ كل "مغزّ إبرة" في جسدة "المُتقلّي" على جمر الرغبة واللوعة والوله.
صغيرا كان يضمّها ويقبّلها فيطفئ نار شوقه البريئة خفيفة الإتقاد، لكن نيران رجولته الملتهبة المتورّدة المضطردة المُضرمة في ثنايا جسده يزداد أوارها لهبا وشُهبا ونيازك وبراكين.
مُحال لا مجال أن تُغمض عينية وهو يسبح في سيل من الحمم البركانية الحمراء كحمرة ثوبها الأحمر، خطر، تلبسه وتطل به عليه، قصدا واستفزازا، من شرفتها، ترميه بسهامها النافذة إلى أعماق أعماقه.
استل سيفه "المُنتصب" شوقا من غمده وصمّم أن يُرجع الأيام الخوالي، أيام "حديقة بيته الخلفية" في الصغر، وأن لا يهدأ ولا يتراجع حتى "يغرس" سيفه في عمق أعماق لحمها الأبيض الطري المُغري، المُتشوّق المُرحّب ب "غزوته السريّة الليلية المُستترة".
جارة لهما، فضوليّة سمينة كبيرة المؤخّرة والأرداف والثديين، رأته أول ليل اليوم وهو يتسلّق شرفة بلكونة غرفة نوم هند، يقفز بهمّة وسرعة فائقة كالنمر.
راقبت الشرفة طوال الليل بعينين ساهرتين ك"عيني الصقر" والفضول يقتلها. تمتمت في سرّها بأنها على استعداد أن تدفع "نصف مالها"، وحتى "نصف عمرها" لتعرف ما يدور بين الجدران الأربعة الداخلية لغرفة نوم هند، ينبعث منها نور شمعة خافت.
بعد تسعة أشهر بالتمام والكمال، و"يوم بينطح يوم"، سمعت الجارة الفضوليّة ذات المؤخّرة البارزة والأرداف الكبيرة، صراخ طفل حديث الولادة، يخترق الأثير، ينبعث من شرفة غرفة نوم الصبية هند.
لكن لم تعرف الجارة الفضوليّة ذات ال ... إن كان الوليد ذكرا أم أنثى؟؟!!
كاتب ودبلوماسي فلسطيني