بيت لحم- معا- تفاعلت أسواق المال مع تنصيب جو بايدن الرئيس 46 للولايات المتحدة الأميركية أمس الأربعاء؛ حيث استجابت مؤشرات هذه الأسواق مع أهم حدث في الولايات المتحدة.
وتفاعلت الأسواق مع خطة بايدن للتحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار، استعدادا لبدء التعامل مع جائحة كوفيد-19، التي أودت بحياة ما يربو على 400 ألف أميركي، وقلبت أكبر اقتصاد عالمي رأسا على عقب.
الأسهم ترتفع
واصلت الأسهم الأوروبية مكاسبها اليوم الخميس بفضل آمال حيال خطة تحفيز أميركي كبيرة في ظل إدارة الرئيس الجديد بايدن، كما يتطلع المستثمرون إلى البنك المركزي الأوروبي لاستقاء مؤشرات بشأن المتانة الاقتصادية لمنطقة اليورو.
وصعد المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.7% بحلول الساعة 08:07 بتوقيت غرينتش، ليبلغ مستوى مرتفعا جديدا منذ فبراير/شباط الماضي، في حين حققت أسهم شركات صناعة السيارات والبنوك والشركات الصناعية أكبر قدر من المكاسب.
وبلغت الأسهم الآسيوية ونظيراتها في وول ستريت مستويات قياسية مرتفعة، بعد أن تولى بايدن منصبه أمس الأربعاء، ووقع على عدة أوامر تنفيذية شملت عودة أميركا إلى اتفاقية باريس العالمية لمكافحة التغير المناخي.
نيكاي عند أعلى مستوى في 30 عاما
صعدت الأسهم اليابانية إلى أعلى مستوى في 30 عاما عند الإغلاق، سائرة على درب أداء قوي لأسهم وول ستريت أمس، بفضل تفاؤل المستثمرين حيال أرباح إيجابية للشركات، فضلا عن توقعات بتعزز النمو بفعل حزمة تحفيز ضخمة من الإدارة الأميركية الجديدة.
وربح المؤشر نيكاي 0.82% إلى 28756.86 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ أغسطس/آب 1990. وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.6% إلى 1860.64 نقطة.
الذهب يبلغ أعلى مستوى منذ أسبوعين
وبلغ الذهب اليوم الخميس أعلى مستوى في نحو أسبوعين، مع تراجع الدولار؛ بفعل آمال بشأن المزيد من التحفيز بعد تولي الإدارة الأميركية الجديدة السلطة، وإن كانت بعض عمليات جني الأرباح حدت من مكاسب المعدن النفيس.
وبحلول الساعة 06:53 بتوقيت غرينتش، صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1873.36 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعدما سجل أعلى مستوياته منذ الثامن من يناير/كانون الثاني الجاري عند 1874.50 دولارا للأوقية في وقت سابق من الجلسة. وربح الذهب 1.7% أمس الأربعاء، وارتفعت العقود الآجلة للذهب 0.3% إلى 1871.70 دولارا للأوقية.
وأبقى بنك اليابان المركزي سياسته النقدية من دون تغيير اليوم الخميس، ويترقب المستثمرون الآن قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن السياسة النقدية في الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش اليوم الخميس.
ويُعتبر الذهب تحوطا ضد التضخم الذي قد ينتج عن إجراءات التحفيز. وتراجع مؤشر الدولار 0.2% مقابل عملات منافسة، كما تماسك العائد على سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 أعوام عند أقل من أعلى مستوى في 10 أشهر، الذي بلغه الأسبوع الماضي.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد زادت الفضة 0.3% إلى 25.87 دولارا للأوقية، ونزل البلاتين 0.1% إلى 1108.28 دولارات للأوقية، وارتفع البلاديوم 0.4% إلى 2381.15 دولارا للأوقية.
النفط يتراجع
وانخفض سعر النفط اليوم الخميس بعد أن أظهرت بيانات للقطاع زيادة مفاجئة في مخزون الخام الأميركية؛ مما أوقد مجددا جذوة مخاوف حيال الطلب، مدفوعة بجائحة فيروس كورونا، لكن آمال التحفيز في الولايات المتحدة كبحت تراجع الأسعار.
وبحلول الساعة 07:25 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 19 سنتا، أو ما يعادل 0.4% إلى 53.12 دولارا للبرميل، بعد يومين من المكاسب التي حققها الخام بفضل توقعات بإنفاق ضخم للتخفيف من تداعيات كوفيد-19 في ظل إدارة الرئيس الجديد بايدن.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 16 سنتا، أو ما يعادل 0.3% إلى 55.92 دولارا للبرميل. وحسب بيانات من معهد البترول الأميركي، فقد ارتفع مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة 2.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 يناير/كانون الثاني الجاري، مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز بانخفاضها 1.2 مليون برميل.
الدولار يتراجع
وتراجع الدولار مقابل العملات المناظرة الرئيسية اليوم الخميس؛ إذ تقوض الطلب على عملات الملاذ الآمن بفعل تفاؤل بأن حزمة تحفيز كبيرة تضخها الإدارة الأميركية الجديدة ستعزز النمو.
وقال شينشيرو كادوتا، كبير محللي العملات لدى باركليز كابيتال في طوكيو، "معنويات المخاطرة إيجابية للغاية الآن، ونتوقع أن تظل كذلك في العام الجاري، إذ من المتوقع أن ينتعش النمو بقوة كبيرة". وأضاف أن الدولار الكندي والكرونة النرويجية سيسجلان أداء أفضل من سائر السوق على الأرجح، في حين ستتخلف العملات الأوروبية.
وقال إن العملة الأميركية يجب أن ترتفع هذا العام مقابل اليورو؛ إذ إن الولايات المتحدة تتعافى على نحو أسرع من معظم الدول الأخرى. وانخفض الدولار الأميركي 0.2% إلى 1.2611 دولار كندي في آسيا، ليتراجع لليوم الثالث، ولامس أدنى مستوى في 3 سنوات عند 1.2607 دولار كندي أثناء الليل، بعد أن اختار بنك كندا المركزي عدم خفض أسعار الفائدة.
ونزل الدولار 0.4% إلى 8.456 كرونات نرويجية، وهو أيضا ثالث يوم من الانخفاض. وارتفع الدولار الأسترالي 0.4% إلى 77.74 سنتا أميركيا، مضيفا إلى صعود 0.7% حققه في الجلسة السابقة. وأظهرت بيانات نُشرت اليوم الخميس أن أستراليا سجلت زيادة أخرى قوية في التوظيف في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وخسر الدولار 0.2% إلى 103.59 ينات، وهي عملة ملاذ آمن أخرى اليوم، بعد أن تراجع لأدنى مستوى في أسبوعين عند 103.33. وربح اليورو 0.2%؛ ليعكس تراجعا مماثلا سجله في الجلسة السابقة، ليجري تداوله عند 1.2135 دولار.
وتراجع مؤشر الدولار 0.2% إلى 90.268، منخفضا لليوم الثالث منذ لامس أعلى مستوى في شهر تقريبا عند 90.956 يوم الاثنين.
واستهلت العملة الأميركية العام بارتفاع أقوى، مدعومة من زيادة عوائد سندات الخزانة الأميركية، في رد فعل على خطة بايدن لتحفيز هائل، لكن كثيرا من المحللين يتوقعون عودة الدولار للمسار النزولي الذي شهده خلال 2020 بخسارة نحو 7%، في ظل توقعات بأن السياسة النقدية في الولايات المتحدة ستظل فائقة التيسير، وآمال بتعاف عالمي بعد الجائحة.
المصدر : رويترز