سلفيت-معا- لم تعلم ماهرة والدة الشهيد عطا الله ريان من بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت أن أحلام إبنها التي كان يخطط لها قتلتها رصاصة جندي اثناء مروره عند الاشارة الضوئية غرب سلفيت.
والشاب عطالله محمد حرب ريان ولد في الرابع عشر من اكتوبر عام 2003 ، طالب في الثانوية العامة، يعيش وسط عائلة همها توفير قوتها اليومي، بأجواء من المتعة والفرح مع والديه ، وإخوته واخواته وبيت جده، فهو كبيرهم محبوب ومدلل العائلة.
وبكلمات متقطعة وهي تذرف الدموع على وجنيتها تتحدث والدته لمعا قائلة": راح عطا الله طالب التوجيهي الى دار الآخرة، كان همه الاول والأخير تحقيق حلمه في إكمال تعليمه وإتمام الثانوية العامة، ولكن رصاصة جندي حاقد قتلتها، وتضيف بحسرة : " ذهب عطالله ولم يعد، أستيقظ صباحا وذهب الى مدرسته لأداء آخر امتحان في الفصل الأول، وعاد فرحا الى المنزل، وطلب مني أن أحضر له وجبة الفطور قبل ذهابه الى عمل والده في نابلس لمساعدته، فيذهب له وقت فراغه، وأحيانا يذهب معه، وأحيانا مع اخيه ومرات يذهب لوحده، كما حدث اليوم."
تابعت قولها ": تناول فطوره وذهب لمنزل جده، ومن ثم تابع مسيره، ليكون المسير الاخير في الحياة،
واضافت": عطالله يحب الجميع، وخصوصا أخته أفنان وعمرها سنة، فكل يوم يجلس ويقوم بتصويرها واللعب معها، ولا يحب أن يراها تبكي،
وقالت ": لأول مرة طلب مني أن أعمل له عيد ميلاد بحضور اصحابه، وقمت بتلبية ذلك له، يوم الخميس ينهي اخر امتحان له بالمدرسة، وكان يخطط للقاء اصحابه، ولكن القدر كان أسرع لخروج روحه الى باريها...ضحكته ما زالت أمامي، وسؤاله لي دائما " يما بتحبيني" إبني يحب الحياة، وليس كما يدعي الاحتلال، وربنا يرحمه برحمته، ونلتقي بالاخرة"
جدته عالية والتي تبكي شهيد إبنها بحرقة تقول لمعا": فرحتنا ببكر أبنائي الذكور إنطفت اليوم، محبوب وصديق قريب على جميع العائلة، وصديق لعماته يحلم كالشباب الذين بعمره، يحلم بنجاحه بالثانوية، ويخطط لعمل حفلة، في مخزن المنزل، ويحلم بالسفر واكمال تعليمه الجامعي"
وتضيف ": ليتني إلتقيت فيه اليوم قبل ذهابه الى مكان عمل والده، جاء الى المنزل ولم أكن موجودة، يوم أمس جلسنا معا وتناولنا وجبة الفطور معا في جو مليء بالفرح،
وتواصل ": لقمة العيش صعبة جدا، دفعنا الاحتلال ثمنها اليوم، بقتله ليكون عطالله الطالب الشهيد طالب لقمة العيش".