عمان- معا- بحثت مدير عام "التعاون" يارا السالم مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، سبل تعزيز التعاون المشترك لخدمة اللاجئين الفلسطينيين، وذلك خلال اجتماع عقد، اليوم الخميس، في العاصمة الأردنية عمان.
وناقش الجانبان سبل حماية اللاجئين الفلسطينيين من تداعيات وآثار جائحة كورونا، وآليات الاستجابة السريعة للظروف الاقتصادية والصحية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها اللاجئون، والتي تفاقمت بفعل الجائحة.
وأشادت السالم بالجهود التي تبذلها "الأونروا" في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين وخاصة مع تطورات جائحة كورونا، مؤكدةً على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق والشراكة مع الوكالة في العديد من المشاريع التي تسهم في تمكين الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في مختلف أماكن تواجده.
وأطلعت السالم المفوض العام للأونروا على المشاريع التي تنفذها "التعاون" في فلسطين ومخيمات اللاجئين في لبنان، والحملات التي نفذتها استجابةً للأوضاع الطارئة التي نتجت عن انتشار فيروس كورونا، ومساهمتها في تعزيز جهوزية القطاع الصحي لمواجهة الجائحة عبر تزويده بالأجهزة والمعدات الطبية اللازمة، مؤكدةً على أهمية دعم اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات للتخفيف من معاناتهم، خاصةً في الجانب الصحي.
من جانبه، أشاد لازاريني بجهود مؤسسة "التعاون" في دعم قطاعات الصحة والتعليم والتنمية المجتمعية ومساعدة الفئات المهمشة، مؤكدًا حرص الوكالة على تعزيز الاتصالات والتعاون مع المؤسسة.
وفي لبنان، تعمل "التعاون" بتنسيق دائم وقريب مع "الأونروا" في إطار مذكرة تفاهم بين الجانبين تسمح بتبادل المعلومات والبيانات وتؤطر العلاقة بينهما بما يضمن إرساء تعاون أوثق وأوسع. وتكمّل "التعاون" دور "الأونروا" على أكثر من صعيد، حيث تعمل على سد الفجوات التي تقع خارج نطاق تغطية الوكالة مما ينعكس ايجابًا في نهاية المطاف على اللاجئ الفلسطيني في لبنان. ففي الرعاية الصحية والاستشفاء، تقوم "التعاون" بتغطية نسبة من كلفة الاستشفاء بعد مساهمة "الأونروا". وفي العام 2017، وبالتعاون مع "الأونروا" و"اليونيسف"، افتتحت "التعاون" مركزًا لغسيل الكلى في مخيم البداوي شمال لبنان. علمًا أن "الأونروا" لا تقوم بتغطية نفقات غسيل الكلى، فبادرت "التعاون" منذ سنوات الى تجهيز مركزين لسد هذه الفجوة. كما ينسق الجانبان بصورة دائمة في مشاريع دعم ذوي الإعاقة، لجهة توفير الخدمات المساندة والأجهزة التعويضية بما يسمح بأن يكون التدخل متكاملاً.
وحاليًا، تعمل "التعاون" مع "الأونروا" على مشروع "نتبنى مدرسة" بالشراكة مع مشروع "تمام" في الجامعة الأميركية في بيروت، بهدف تأهيل وتجهيز إحدى المدارس لتكون مدرسة نموذجية. وفي مجال التعليم في الطفولة المبكّرة الذي يقع خارج نطاق عمل "الأونروا" ويعتمد على المؤسسات المحلية، طوّرت "التعاون" برنامج دعم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بدعم من "اليونيسف" لتأمين جودة هذا التعليم ومخرجاته وضمان انتقال سلس للأطفال من الروضات الى المدرسة لاحقاً. ويعقد الجانبان اجتماعات تنسيقية عدة في هذا الخصوص. وفي العام 2007، موّلت "التعاون" إعادة إعمار إحدى مدارس "الأونروا" في مخيم نهر البارد بعد الأحداث التي دمرت المخيم بالكامل.
وفي فلسطين، نفذت "التعاون" بتمويل مشترك من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ومؤسسة المجتمع المفتوح (OSF) بقيمة 1.5 مليون دولار، مشروعًا لدعم أنشطة التفكير الناقد والإرشاد النفسي للطلبة في مدارس "الأونروا" في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تم تطوير أنشطة البرنامج في ظل جائحة "كورونا" ليخدم المدارس والطلبة في الظروف المستجدة.
عام 2018، وضمن مشروع "حدائق البيارة"، الذي يهدف إلى إنشاء حدائق ترفيهية في مناطق مختلفة في محافظات الوطن، افتتحت "التعاون" وبنك فلسطين و"الأونروا" ومؤسسة الجمعية الخيرية المتحدة للأراضي المقدسة ومؤسسة منى وباسم حشمة، والمساهمين جواد إبراهيم حسن علي وزاهرة دحدول، حديقة البيارة داخل مخيم "عقبة جبر" للاجئين في أريحا، التي وفرت مساحة للأطفال لقضاء وقتهم في أجواء آمنة.
يُذكر أن "التعاون" هي مؤسسة مستقلة مسجّلة كفرع في فلسطين، تأسست عام 1983 بمبادرة مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية الفلسطينية والعربية، لتغدو أحد أكبر المؤسسات العاملة في فلسطين ومخيمات اللاجئين في لبنان، حيث تلامس حياة أكثر من مليون فلسطيني سنويًا نصفهم من النساء، باستثمارها ما يقارب 800 مليون دولار منذ تأسيسها في تنفيذ البرامج التنموية والإغاثية في مناطق عملها.