بيت لحم- معا- حذرت دراسة صغيرة من أن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ليست درعا مضمونة للوقاية ضد الإصابة مرة أخرى.
وجاء الاكتشاف بعد تعقب ما يقرب من 3250 شاباً مجنداً في البحرية الأميركية بين مايو، وأكتوبر من العام الماضي، ومن بين هؤلاء كان 189 شخصاً قد ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، وأصيب منهم نحو 10% بالعدوى مجددا، وذلك خلال الدراسة التي نشرت مؤخرا في موقع "medRXiv"، ونقلتها صحيفة "الشرق الأوسط".
وبحسب الدراسة، تم اختبار المجندين المتعافين من كوفيد-19 كل أسبوعين على مدار 6 أسابيع، وكانت النتيجة أن 19 من المجندين الـ189 الذين أصيبوا بالفعل بالمرض، ثبتت إصابتهم بعدوى ثانية أثناء الدراسة.
وقال الباحثون إن "العدوى الأولى والثانية تضمنتا السلالة نفسها من فيروس كورونا المستجد، ولم يشملا أيا من السلالات الجديدة الأكثر قابلية للانتقال في المملكة المتحدة أو جنوب إفريقيا أو البرازيل والتي أثارت القلق في الأسابيع الأخيرة".
وأودى فيروس كورونا بحياة مليونين و299 ألفا و637 شخصا على الأقل في العالم منذ ظهر في الصين في ديسمبر 2019، بحسب حصيلة أعدّتها "فرانس برس" السبت استنادا إلى مصادر رسمية. وتم تسجيل أكثر من 105 ملايين و350 ألفا و590 إصابة بالفيروس.
وما زالت الولايات المتحدة البلد الأكثر تضررا في العالم، تليها البرازيل والمكسيك والهند والمملكة المتحدة.
ويقول الباحث الرئيسي بالدراسة الدكتور ستيوارت سيلفون، وهو أستاذ في علم الأعصاب في مستشفى جبل سيناء بنيويورك في تقرير نشرته أول من أمس شبكة "هيلث داي"، إن "جميع الذين ثبتت إصابتهم أثناء الدراسة ظهرت عليهم أعراض خفيفة، ولم يتم إدخال أي منهم إلى المستشفى، ولكن مخاطر الأعراض ومدة الإصابة كانت متماثلة مع الإصابة السابقة".
ويضيف: "كان الاختلاف الوحيد هو أن كمية الفيروس في اختبارات المسحات التي أجريناها كانت أقل قليلاً من الإصابة السابقة، وكانت لدى مشاة البحرية المعاد إصابتهم أيضاً مستويات أقل من الأجسام المضادة من نوبتهم الأولية، مقارنة بمشاة البحرية الذين لم يصابوا مرة أخرى".
ويوضح سيلفون أن "ثلثي جنود المارينز التسعة عشر الذين أصيبوا مرة أخرى لم يكن لديهم أجسام مضادة قابلة للقياس"، مما يشير إلى أن "بعض الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى لا ينتجون أجساماً مضادة.. رغم أن الإصابة الجديدة دون أعراض، لكن من المؤكد أن هذا يعني أن هناك خطراً من إمكانية نقل عدوى جديدة إلى أولئك الأكثر عرضة للخطر، وهذا يعني أن ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي والحصول على اللقاحات ستظل مهمة، بغض النظر عن تاريخ الإصابة السابق، كما أن عودة الإصابة يعني أنه يمكن توفير اللقاحات لتوفير حماية إضافية لأولئك الذين أصيبوا بالفيروس وتعافوا منه".
لكن الدكتورة ساندرو سينتي، أستاذ الأمراض المعدية في كلية الطب جامعة "ميتشيغان"، والتي لم تشارك بالدراسة، أشارت في التقرير الذي نشرته شبكة "هيلث داي"، إلى أن "هذه نتائج مبكرة، مع وجود عدد قليل جداً من المرضى، ويجب أن نكون حريصين جداً في تفسير جميع دراسات كوفيد-19 التي يتم إصدارها الآن، والتي لم تتم مراجعة العديد منها بواسطة الأقران". وتقول سينتي إن "العدوى الفيروسية عادة توفر الحماية من المزيد من العدوى، وربما تكون عودة الإصابة حالات فردية، وليست شائعة الحدوث".