الكاتب: السفير منجد صالح
تُزقّزق العصافيرُ للونِ عينيها
وخضرة التفّاحِ،
ويصدحُ الكنارُ والكروانُ لها بالشدوِ
سيمفونيّة الصباحِ،
فجرُ يومي الجديدِ يبزغٌ
من سحرِ جدايلها الملاحِ،
يمامةٌ ترنو تدنو تقتربُ منّي
ومن سرّي المُباح،
تتوهّج شمسي في سمائي
بساتين ورياحين وازهار المَرَاح،
من ألمي من أملي من حنيني
ومن نسيمِ حلميّ المُتاح،
من شِعري من نثري
من سلّة قرنفلي الفوّاح،
هي قصيدتي ولحني ونسمتي
وبلسم قافية الجراحِ،
نسمة الجنوب تهبّ بنكهة الكرزِ
تُطفِئ عطشَ الرياحِ،
روحها تقطف عسلَ الظمأ
من شفاهِ الحسّونِ الصدّاحِ،
*****
تَبان لي من خلفِ المدى الذهبيّ
بلحنِ شديّ،
يُناجي غنوة العندليبِ
على أغصانِ الحفيفِ الورقيّ،
نهدُها "المدبوز" بنشوةِ اللقاءِ
ينبهرُ من شغفي ولمسةِ يديّ،
بسمة ثغرها تحرسُ تناغم التلاقي
وشدو صهيلِ الحصانِ الفتيّ،
برتقالاتُ الجيدِ المُكتنزِ المكنونِ
تتوالد من منابت فرعها القمحيّ،
غرامي يترقرق بهِ ماؤها
فوق حُبيبات خريرهِ السرمديّ،
من سُويعات الولهِ ينبتُ الوجلُ
يتناهى بشعرها الكستنا على الجمرِ النديّ،
تفوحُ هزهزات النبعِ برائحةِ الزعرورِ
تُدغدغ آهات وجهها القمريّ،
وينبُتُ الياسمينُ على قوسِ قزحٍ
وعلى خطوطِ عنبرِ جيدها الطريّ،
*****
رذاذاتُ عِطرها الأنثوي بطعمِ امرأةٍ مُحلّلاةٍ
تعومُ في عسلِ بحريّ المجنونِ،
زنبقة ساهمة سابحة في ذوبان ماء المطر
ولسعةِ خمرِ عشقِ أهدابِ العيونِ،
تتوسّمني عطر الفحولة يتفتّقُ
في مزاراتِ الليلِ بطعمِ شهيقِ زهرةِ الليمونِ،
جميلتي وسريان هيامي الليليّ
في صبابةِ الظلالِ وعتمةِ الظنونِ،
تُناجيها حوافُّ الأنهارِ تتعطّرُ بانوثتها
وتصرخُ عناقيدُ العنب مُنتشيةً
وتبتسم التفاحات خضراء لون العيونِ.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني