بيت لحم- معا- طلبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من إسرائيل التوقف عن قصف المواقع الإيرانية في سورية مؤقتاً، لوقوع هذا الأمر في صلب المباحثات الأميركية- الإيرانية بشأن التوسيع المحتمل للاتفاق النووي، الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وتسعى الإدارة الديمقراطية الجديدة للعودة إليه، وإضافة ملحقات له تعالج أنشطة طهران الإقليمية، ودعمها لقوى مسلحة في دول عدة كالعراق ولبنان واليمن وسورية، فضلاً عن برنامجها البالستي المثير للجدل.
وذكرت صحيفة "الجريدة" الكويتية نقلا عن مصدر رفيع قوله، إن إسرائيل فوجئت بالطلب الأميركي وعبّرت عن رفضها له، بداعي أن الوجود العسكري الإيراني في سورية يهدد أمنها وأمن مواطنيها. وبالفعل قامت إسرائيل بعدة غارات في سورية خلال الأيام الأخيرة بعد تلقي الطلب.
ولفت المصدر إلى أن واشنطن بررت طلبها بتلقيها تأكيدات وضمانات من إيران عن نيتها الانسحاب من سورية، وتخفيف ملموس لأنشطتها العسكرية في اليمن وسورية ولبنان والعراق، وأنها تعمل على صيغة تسمح لها بالقيام بذلك دون التفريط في نفوذها بتلك الدول.
وفيما بدا أنه مؤشر على محاولة إسرائيلية للتقرب من موسكو، جدد وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، قبل أيام، تأكيده أن بلاده لن تسمح لإيران بالتموضع عسكرياً في سورية بأي شكل من الأشكال، مشيراً إلى أن هناك مفاوضات مع الروس، الطرف الأقوى في سورية، حول هذا الأمر.
وكانت وسائل إعلام عبرية وعربية نشرت تقارير عن محادثات سورية- إسرائيلية، بوساطة روسية، ومساعٍ من دول أخرى بينها دول عربية.
وتوصلت تل أبيب ودمشق أخيراً إلى اتفاق تبادل أسرى، بوساطة روسية تضمن، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، شراء تل أبيب لقاحات روسية ضد كورونا لحساب سورية.
ونفت مصادر أمنية أن تكون إسرائيل قبلت عرضاً أميركياً يقضي بوقف أنشطتها السرية ضد إيران خلال فترة المفاوضات الأميركية- الإيرانية، مؤكدة أن تل أبيب تعمل على إنهاء كل التجهيزات لمواجهة المشروع النووي الإيراني بكل الوسائل المتاحة مع واشنطن أو من دونها، وبمشاركة أطراف إقليمية وخليجية.