عمان -معا- قال نائب رئيس الوزراء الاردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد ألغى الزيارة التي كان سيقوم بها إلى المسجد الأقصى المبارك أمس لإحياء ليلة الإسراء والمعراج بسبب خرق إسرائيل ترتيبات الوصول إلى الحرم المبارك ومحاولة فرض تعقيدات كانت ستضيق على المقدسيين في هذه الليلة المباركة. بحسب ما نقلت وكالة الانباء الاردنية "بترا".
وأضاف الصفدي "كان سموه أراد أن يقوم بزيارة دينية إلى المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف لأداء الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج، وهي المناسبة ذات المغزى الديني الكبير لكل المسلمين، وكنا اتفقنا مع إسرائيل على ترتيبات لهذه الزيارة، وتفاجأنا في اللحظة الأخيرة أن إسرائيل أرادت أن تفرض ترتيبات جديدة وأن تغير من برنامج الزيارة، مما كان سيضيق على المقدسيين في ليلة هي للصلاة وللعبادة."
"ومن هنا" قال الصفدي، "قرر سموه أن لا يسمح بالتضييق على المسلمين في هذه الليلة المباركة وأن لا يعكر صفو هذه الليلة المباركة، وقرر إلغاء الزيارة حفاظا على حق المقدسيين في إحياء هذه المناسبة العطرة بحرية ودون تضييق جديد، ولتراجع إسرائيل عن الترتيبات "التي كنا اتفقنا عليها ولمحاولة فرض ترتيبات جديدة لا يمكن أن نقبلها."
وأكد الصفدي في تصريحاته خلال مؤتمر صحافي مع نظرائه وزراء خارجية مصر وفرنسا وألمانيا في إطار مجموعة ميونخ في باريس، أن "الحرم القدسي الشريف/ المسجد الأقصى المبارك في مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين لا سيادة لإسرائيل عليه، هو في القدس المحتلة، وبالتالي لا نقبل بأي تدخل إسرائيلي في شؤونه."
وأضاف، أن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة في إدارة شؤون هذه الأوقاف."
وقال الصفدي خلال المؤتمر الصحافي، إن الجهود المستهدفة تحقيق السلام العادل الشامل تواجه تحدي الخطوات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض كل فرص تحقيق السلام وتتنكر للقاعدة الأساس التي انطلقت منها العملية السلمية وهي قاعدة الأرض مقابل السلام".
وقال الصفدي في على سؤال حول أثر الانتخابات الاسرائيلية على جهود المجموعة إيجاد أفق سياسي للتقدم نحو السلام إن "الانتخابات هي بطبيعتها مرحلة انتقالية لا يتم خلالها اتخاذ قرارات حاسمة، وبالتالي هي تؤثر على قدرتنا على المضي باتجاه استعادة المفاوضات والعمل على تحقيق السلام الشامل.
لكنه، أكد أن "ما يجعل الأمور أسوأ هو أن هناك من يقامر بحق المنطقة وكل شعوبها في العيش بسلام من أجل اعتبارات انتخابية شعبوية، وعبر إجراءات لاشرعية تقوض فرص تحقيق السلام، وعبر استعراضات تكتيكية شعبوية لا تقوض فقط فرص العودة للمفاوضات وتحقيق السلام، ولكن تقوض أيضاً البيئة الإقليمية التي عملنا كلنا على أن نضمن أنها مواتية لتحقيق السلام وتدمر الثقة التي هي ضرورة وأساس لأي خطوة باتجاه حل الصراع وتحقيق السلام".
وقال الصفدي "إننا نجتمع مرة أخرى لنؤكد رسالتنا أننا مستمرون في جهودنا لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم".
وزاد الصفدي "ستظل القضية الفلسطينية هي القضية الأساس، والسلام العادل لن يتحقق إلا إذا ما حُلت القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي." وأكد أن "هذا الجهد الذي نقوم به يعكس اهتمام المجتمع الدولي بإيجاد أفق حقيقي للتقدم نحو السلام واستعادة المفاوضات الفاعلة، إضافةً إلى البوادر الإيجابية التي صدرت عن الإدارة الأمريكية الجديدة والتي نؤكد أننا سنتفاعل معها بشكل إيجابي وبشكل منتج".
وقال الصفدي إن "السلام لن يتحقق ما دام هنالك إجراءات لا شرعية إسرائيلية تكرس الاحتلال، وتقوض حل الدولتين."