رام الله- معا- أصدر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” مرصده الشهري عن شهر آذار2021 حول عمليات الهدم والمصادرة والإخلاء والاستيلاء ضد منشآت الفلسطينيين سواء الدينية أو السياحية أو الصناعية أو التجارية أو التعليمية أو الرسمية أو الزراعية وبالتركيز على السكنية منها. من قبل “إسرائيل” السلطة القائمة بالاحتلال ، يذكر أن مركز “شمس” يصدر دورياً مراصد متخصصة شهرية ونصف سنوية وسنوية حول هذا النوع من الانتهاكات وانتهاكات أخرى.
استند التقرير الرصدي على منهجية تقوم على الرصد الميداني من قبل طاقم وباحثي مركز “شمس”، والذين قاموا برصد وحصر الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنشآت الفلسطينية خلال الفترة 1/3/2021- 31/3/2021 في كافة محافظات الضفة الغربية لغايات إصدار هذا المرصد الشهري، ومن ثم العمل على تحليل البيانات وتفكيكها وإخراجها على شكل جداول، وفقاً لخارطة مؤشرات تحليلية كمية ونوعية شاملة. خلال شهر آذار2021 ، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي (100) منشأة يملكها فلسطينيين/ات، سواء بالهدم أو المصادرة أو الإخلاء أو بالإخطارات بنيّة استهداف هذه المنشآت مستقبلاً.
أبرز الانتهاكات في عمليات الهدم التي طالت (64) منشأة، (12) منها تم إجبار مالكيها على هدمها ذاتياً تحت طائلة التهديد بالغرامات والسجن. فيما صادرت قوات الاحتلال واستولت على (3) منشآت، فقد صادرت قوات الاحتلال قرب المدخل الشرقي لمدينة قلقيلية، (كنتينر) لبيع الخضار تعود ملكيته للمواطن كمال ياسين، بحجة عدم الترخيص ولوقوعه في المنطقة المصنفة (C) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، واستولت قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الزعيم، شرق مدينة القدس الشرقية المحتلة على كونتينر للمواطن محمد خليل أبو غالية يحتوي على معدات تصوير وأجهزة مراقبة، وكونتينر آخر للمواطن محمد عودة سعدي، يستخدم كمحطة كاز، بحجة عدم الترخيص.
أما من حيث الإخطارات، فقد أخطرت قوات الاحتلال (33) منشأة بالهدم أو المصادرة أو الإخلاء، معظمها سكنية، بالإضافة إلى أخرى تجارية وزراعية وحظائر للماشية.
وقد ركز المؤشر الأول على توزيع المنشآت التي تم استهدافها بالهدم أو المصادرة أو الإخلاء أو الإخطارات وفقاً لنوعها، والتي شملت هذا الشهر: بيوت وغرف سكنية (47) منشأة، حظائر وبركسات ماشية (11) منشأة، مساكن خيام (6) منشأة، مساكن بركسات (9) منشأة، مساكن كرافانات (1) منشأة، منشآت تجارية (9) منشأة، مخازن (5) منشآت، غرف زراعية (7) منشآت، كرافانات متنقلة (2) منشأة، جدار استنادي، صالة أفراح، ودفيئة زراعية.
فيما ركز المؤشر الثاني على التوزيع الجغرافي للانتهاكات رصداً لمناطقية الاستهداف، فقد كانت ذروة الاستهدافات في محافظة القدس بواقع (24) منشأة تم هدمها، تليها محافظة أريحا والأغوار بواقع (14) منشأة. ومن ثم محافظتي الخليل ونابلس (9) منشآت في كل منهما.
بالنظر إلى الإخطارات سواء بالهدم أو المصادرة أو الإخلاء أو وقف أعمال البناء وغيرها من الانتهاكات التي تمنع الفلسطينيين من إعمال حقهم في بناء وإعمار واستثمار منشآتهم، فقد بلغ عدد الإخطارات (33) إخطار في مناطق مختلفة. تشير الإخطارات إلى اتجاهات تمركز الاستهدافات الإسرائيلية القادمة لمنشئات الفلسطينيين، وقد جاءت محافظتي القدس والخليل في أعلى نسبة، تليهما محافظتي بيت لحم ونابلس كأعلى محافظات تم إخطار السكان فيها بالهدم أو الإخلاء أو المصادرة.
ركز المؤشر الثالث على السكان المستهدفين، بما أن هذه العمليات التي تستهدف المنشآت الفلسطينية لا تجري في نطاق معزول عن السكان. فقد بلغ عدد السكان المتضررين منها خلال شهر آذار (114) شخص على الأقل من بينهم (57) طفل و (13) نساء، وهي الفئات التي تكون معاناتها أكبر في هذه الحالات..
أما بالنظر إلى الحجج التي تستخدمها "إسرائيل" السلطة القائمة بالاحتلال في محاولتها شرعنة الجريمةـ في شهر آذار، فقد بلغ عدد المنشآت التي تم هدمها بحجة البناء بدون ترخيص في مناطق (C) (62) منشأة من أصل (64) منشأة تم هدمها، و(2) منشأة تم استهدافها بحجة إقامة مشروع استيطاني، فقد هدمت قوات الإحتلال في بلدة كفر عقب في محافظة القدس، محل (جرانيت) ومخزن تعود ملكيتهما للمواطن صادق الحيتاوي، بهدف إقامة مجمع رياضي ومتنزه استيطاني على حساب أراضي الموطنين.
أما فيما يتعلق بالإخطارات والمصادرة فكانت جميعها بدعوى عدم الترخيص والبناء في مناطق (c).
واستعرض المؤشر الأخير عمليات “الهدم الذاتي” والإمعان في القهر بإجبار الفلسطينيين بأنفسهم على هدم منشآتهم وفي مقدمتها منازلهم تحت طائلة التهديد بالغرامات الباهظة، خلال شهر آذار بلغ عدد المنشآت التي أجبرت سلطات الاحتلال مالكيها على هدمها ذاتياً (10) منشآت من أصل (64) منشأة، جميعها في محافظة القدس، منها (7) منازل، و (3) منشآت تجارية، وجميعها بحجة عدم الترخيص.
فقد أجبرت سلطات الإحتلال في حي سلوان بمدينة القدس، المواطن نضال محمد السلايمة، على القيام بنفسه بهدم منزله وهو يعاني من مرض السرطان ويعيش في المنزل مع عائلته المكونة من خمس أفراد ثلاثة منهم أطفال دون السابعة، بحجة عدم الترخيص، وأجبرت في قرية العيساوية، المواطن محمد عيسى ناصر أبوريالة على القيام بنفسه بهدم منزله، وكان يعيش فيه مع زوجته و5 أولاد، أكبرهم 20 عامًا، وأصغرهم 16 عامًا، كما أجبرت في حي سلوان بمدينة القدس المواطن أحمد عيسى حجازي، على القيام بنفسه بهدم منزله، وعائلته تضم 14 فرداً، من بينهم 3 أطفال.
كما أجبرت سلطات الإحتلال في قرية العيساوية المواطن سامي محمد سعيد عبيد، على القيام بنفسه بهدم منزله البالغ مساحته 100 متر مربع. وأجبرت في مخيم شعفاط المواطن محمد بسام الصباح، على القيام بنفسه بهدم منزله (المكون من طابقين - قيد الإنشاء). وأجبرت في قرية العيساوية، المواطن رجائي طلال عطية، على القيام بنفسه بهدم منزله، بعد أن أخطرتهم في وقت سابق، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الإحتلال بعملية الهدم، بحجة عدم الترخيص.
كما أجبرت سلطات الإحتلال في المنطقة الصناعية "عطاروت" شمال مدينة القدس، بهدم منشآت تجارية تعود ملكيتها للمواطن أدهم طبش أبو اسنينة، ولمواطن آخر من عائلة الرجبي، وأجبرت في حي جبل المكبر بمدينة القدس المواطن محمد حسين جعافرة، على القيام بنفسه بهدم محله التجاري (مطعم)، بعد أن أخطرته في وقت سابق، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الإحتلال بعملية الهدم، بحجة عدم الترخيص.