بيت لحم-معا - بدأ الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، اليوم الإثنين، مشاوارات مع الأحزاب من أجل الحصول على توصيتها بمرشح يكلفه بتشكيل حكومة جديدة. واصطدم ريفلين بمعارضة ممثلي حزب الليكود للاعتبارات التي ستوجهه في اتخاذ قرار التكليف.
وافتتح ريفلين المشاورات، التي سيستقبل خلالها ممثلي كل حزب على انفراد، بالقول إن "الاعتبار المركزي الذي سيوجهني هو إلقاء مهمة تشكيل الحكومة على عضو الكنيست الذي لديه أعلى الاحتمالات لتشكيل حكومة تحظى بثقة الكنيست. ومؤكد أن المشاورات مع الكتل ستسمح بأن أحصل على معطيات حول من لديه الاحتمالات الأفضل. هكذا عمل رؤساء إسرائيل دون خوف".
وكان ممثلو الليكود، الوزراء تساحي هنغبي وأوفير أكونيس وأمير أوحانا، أول القادمين إلى ديوان الرئيس الإسرائيلي، كونهم يمثلون أكبر حزب، وذلك فيما زعيم الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تواجد في المحكمة المركزية، على بعد 1.5 كيلومتر من ديوان الرئيس، في افتتاح مرحلة الإثباتات في محاكمته بتهم فساد خطيرة.
وعبر أوحانا عن رفض الليكود لاعتبارات ريفلين باختيار المرشح لتشكيل الحكومة، وقال إنه "على الرغم من كافة الضغوط والتغطية الإعلامية المنحازة، حصل الليكود على أكثر من مليون صوت لمواطني إسرائيل. وإلى جانب ذلك، فإن العدد الأعلى للتوصيات هنا سيحصل عليه نتنياهو اليوم، وهو يصبح المرشح الذي احتمالاته بتشكيل حكومة تعكس رغبة الجمهور هي الافضل".
وأجاب ريفلين أن يعلم بهذه الفكرة وأن يكون رئيس الحكومة من الحزب الأكبر، لكنه أشار إلى أنه في انتخابات العام 2009 لم يكن نتنياهو رئيس أكبر حزب ورغم ذلك حصل على التكليف بتشكيل الحكومة.
وقال أكونيس لريفلين "لسنا بحاجة إلى مواعظ أخلاقية في الشؤون الديمقراطية مثلما نتلقى. وفكرة أن شخصا يرأس حزبا حصل على عدد مقاعد في الكنيست لا يتجاوز التسعة (يشير إلى نفتالي بينيت، رئيس حزب "يمينا")، هي بنظري ونظر رفاقي في الليكود غير ديمقراطية أبدا. وهذا الأمر سيشوش رغبة الناخب. وحزبنا فاز بفارق هائل".
وأجاب ريفلين أنه "ماذا بإمكاني القول برأيك لكتلة أخرى ستأتي بعدكم، وأن أشخاصا أكثر صوتوا ضد إمكانية أن يكون نتنياهو رئيسا للحكومة. وبحسبهم، صوت مليون و780 ألفا ضد نتنياهو". وقال أوحانا "لا أعترف بأن مواطني إسرائيل صوتوا ضد. كل واحد ينتخب الذي يصوت له. والافتراض أنهم صوتوا ضد نتنياهو ليس مقبولا عليّ، وعندما تجري انتخابات مباشرة، ربما تتغير الإجابة".
وأضاف ريفلين أنه "يوجد سؤال أخلاقي ولا أعرف إذا بإمكان الرئيس أن يقرر بها أم أنها متعلقة بالمحكمة العليا"، في تلميح لمحاكمة نتنياهو، "عل لديكم مرشحا بديلا، في حال مُنع (نتنياهو) من تشكيل الحكومة". ورفض ممثلو الليكود طرح اسما بديلا لنتنياهو.
ويذكر أن 52 عضو كنيست، من أحزاب الليكود والحريديين والصهيونية الدينية والفاشية، سيوصون بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة. وفي المقابل، يتوقع أن يوصي المعسكر المناوئ لنتنياهو بأن يشكل رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، الحكومة 45 عضو كنيست، من أحزاب "ييش عتيد" و"كاحول لافان" و"يسرائيل بيتينو" والعمل وميرتس.
لكن في ظل الأزمة السياسية، قد يصبح بينيت صاحب الاحتمال الأعلى لتشكيل حكومة، رغم أنه لن يحصل على توصية أكثر من 13 عضو كنيست، 7 من حزبه و6 من حزب "تيكفا حداشا" برئاسة غدعون ساعر. فقد قال لبيد خلال لقائه مع بينيت إنه مستعد للتنازل له عن القيادة من أجل تشكيل حكومة تستبدل نتنياهو. والحديث عن حكومة يتناوبان على رئاستها وبحيث يتولى بينيت المنصب أولا.
رغم ذلك، ليس بحوزة أي مرشح لتشكيل حكومة أغلبية 61 عضو كنيست حتى الآن، ولا يتوقع أن توصي القائمة المشتركة على أي مرشح.