رام الله- معا- أطلقت وزارة التربية والتعليم، افتراضياً، فعاليات المنتدى التربوي الفلسطيني بعنوان: "توجهات لاستدامة التعلّم الإلكتروني في فلسطين"، الهادف إلى تسليط الضوء على التجربة الفلسطينية في مجال التعلم الإلكتروني ومناقشة التحديات والآفاق في ظل المشهد الكوروني.
جاء ذلك بمشاركة وزير التربية والتعليم أ.د. مروان عورتاني، ووكيل الوزارة د. بصري صالح والمتحدثين الضيوف والوكلاء المساعدين وأسرة الوزارة ومديريات التربية والتعليم والمعلمين، وممثل اليونسكو لينا بينيت والمنسق العام للمؤتمر د. سالم أبو مصلح، وحشد من ممثلي المؤسسات الشريكة والخبراء والأكاديميين والمختصين على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي تتواصل فعالياته على مدار يومين؛ أكد الوزير عورتاني أن هذا المنتدى يمثل مرتكزاً في إطار الحوار والتفاعل الدائم الذي تقوده الوزارة مع الشركاء والمختصين لاستلهام التجارب الراهنة في ظل المشهد الكوروني، مشيراً إلى بعض الإنجازات والتدخلات والمسارات التي تعمل عليها الوزارة لمأسسة التعلم الإلكتروني واستدامته وفق مرتكزات واضحة.
وعبر الوزير عن شكره لكافة الشركاء من اليونسكو والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والمؤسسات الرسمية على الاستجابة والعمل المشترك الذي شكل استجابة وازنة للتحديات التي فرضتها الجائحة، داعياً إلى الاستفادة من مخرجات المنتدى والبناء عليها لتحقيق غايات تخدم التوجهات والرؤى التربوية، مثمناً في الوقت ذاته مبادرة المنسق العام للمنتدى ومساهمته في هذا الحدث النوعي، منوهاً بما حوته فعاليات الحواريات مع العلماء التي أطلقتها الوزارة مؤخراً من تفاعل كبير، ومقدمّا شكره للجان المؤتمر والمتحدثين والحضور.
بدورها، تحدثت بينيت عن جهود منظمة اليونسكو وتعاونها مع عديد المؤسسات وعلى رأسها وزارة التربية ودعمها للتدخلات في بداية الجائحة والتركيز على تعزيز بنية التعلم الإلكتروني، مؤكدةً أهمية تحقيق انسجام وتكاملية بين كافة الأطراف والجهات المعنية المختصة في مجال التعلم الإلكتروني.
من جانبه، أعرب أبو مصلح عن أهمية هذا المنتدى الذي يأتي في ظل ظروف صعبة تتطلب تعزيز الفرص والتشارك في الأفكار على صعيد التعليم، مؤكداً أن تجربة فلسطين تستحق الاهتمام والدعم وديمومة الجهود واستثمارها لاستدامة التعليم الإلكتروني.
تلا ذلك بدء جلسات اليوم الأول من المنتدى الذي خصص لعرض وقائع، ومقترحات، ومبادرات تربوية، وإخضاعها لحوار معمّق، حيث ترأس الجلسة الأولى وكيل التربية، وقررها أ.د. عطا درويش من جامعة الأزهر، وتمحورت حول آليات ومتطلبات التعلم الإلكتروني، وتحدث فيها؛ أ.د. ميرفت الديب من مصر حول محاور استدامة التعلم الإلكتروني، ومدير شعبة السياسات وأنظمة التعلم المستمر في اليونسكو بورهين شاكرون، وأ. د. السيد أبو خطوة من مصر حول نموذج مقترح تطبيق نظم التعلم الإلكتروني.
فيما قدمّت د. سائد عفونة من جامعة النجاح ورقة عن بروتوكول التعلم الإلكتروني، فيما تحدّث الحاصل على جائزة المعلم العالمي العام الماضي د. حازم سكيك من جامعة الأزهر عن التعلم الإلكتروني عبر ورقة حملت اسم "ضرورة ملحة قبل وبعد كورونا"، في حين قدّم المعلم إياد إلياس من "التربية" ورقة عن أثر التعلم الإلكتروني على قدرات المعلمين ومهاراتهم.
كما حوت الجلسة عرضاً لمدير عام الإشراف في الوزارة أ. أيوب عليان حول الإشراف والمتابعة للتعلم الإلكتروني، فيما قدّم د. حسن ربحي مهدي من جامعة الأقصى ورقة عن تقديرات المعلمين التقويمية للاحتياجات التكنولوجية لتحقيق التعلم الإلكتروني بناء على نظام STNA وعلاقتها بالقابلية نحوه في مدارس الأونروا، تلاه أ. حلمي حمدان من الوزارة بورقة حملت عنوان "بعد عام على الجائحة/ التقويم كأداة تسهم في زيادة التفاعل والانخراط في التعلم الإلكتروني، وتم اختتام الجلسة بعرض للأستاذ لازر الشرافي من الوزارة حول "آليات ومتطلبات نجاح التعلم الإلكتروني" .
بعد ذلك؛ تم طرح عدة أسئلة حول الأوراق المقدمّة عبر حوار لعديد الجوانب، ومن المقرر أن يستكمل المؤتمر مداولاته مساء اليوم الخميس، إذ يتضمن جلسات تتمحور حول العوامل المؤثرة على منظومة التعليم الإلكتروني واستعراض بعض التجارب وأدوار المعلمين، وجودة التعليم الإلكتروني والتركيز على أسس التقويم وغيرها، سيقدمها مجموعة من الخبراء والباحثين والتربويين؛ تمهيداً لمتابعة التوصيات من جهات تربوية وفنية مختصة.