غزة-معا- نظم منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، وقفة تضامنية إلكترونية مع الصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، وذلك بمشاركة نخبة من الصحفيين وشخصيات حقوقية ونقابية.
واستهل عضو مجلس إدارة المنتدى نبيل سنونو الوقفة التضامنية بالترحيب بالمشاركين، موجهاً التحية لفرسان الإعلام الفلسطيني القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
و ذكر نائب رئيس مجلس إدارة المنتدى محمد أبو قمر أن هناك 25 صحفي لازالوا معتقلين في سجون الاحتلال، وأن غالبيتهم يتم تجديد اعتقالهم دون تهمة، مضيفاً أن 4 زملاء يقبعون في زنازين العزل الانفرادي، وتابع أن من أولويات المنتدى تذكير العالم بقضية الصحفيين الأسرى ومعاناة الأسرى الفلسطينيين.
وحث نقابة الصحفيين الفلسطينيين على تبني قضية الصحفيين الأسرى بسجون الاحتلال، مشيراً لإثارة المنتدى هذه القضية خلال لقاء سابق مع نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، داعياً مؤسسات حقوق الإنسان لإلقاء ملف الصحفيين الأسرى على سلم أولوياتها.
وطالب أبو قمر السلطة الفلسطينية بممارسة الضغط من خلال المجتمع الدولي والعربي لوضع حد لاعتقال الصحفيين، ومضى يقول: " نذكر كل النقابات العربية والدولية التي تعنى بالصحفيين بضرورة أن يبقى ملف الصحفيين الأسرى الذين يحاكموا ويمدد اعتقالهم بسبب نقلهم لانتهاكات الاحتلال أن يبقى ملفهم حاضر بقوة"، مؤكداً أن المنتدى سيواصل حمل ملف الصحفيين الأسرى "حتى يطوى بشكل كامل".
وضع الأسرى
بدوره، تحدث الصحفي مصعب سعيد الذي تحرر مؤخراً من سجون الاحتلال عن وضع الصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى معاناتهم الكبيرة في ظل جائحة كورونا، وقال: "يتم اعتقال الصحفيين وحرمانهم من كل شيء، ولا يتم توفير أبسط المتطلبات حتى على صعيد الملابس والطعام المقدم من بداية الاعتقال".
وتابع أن الصحفيين الفلسطينيين يعانوا في سجون الاحتلال لا لشيء سوى تغطيتهم الإعلامية ونقل معاناة شعبنا للعالم، والهدف من الاعتقال تغييبنا عن الأحداث وعن العالم الخارجي"، مؤكداً أن الصحفي الفلسطيني يعيش في دائرة الاستهداف كما شعبنا.
ظروف الاحتجاز
من جانبه، أكد جميل سرحان نائب رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان على ضرورة تسليط الضوء على معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، مطالباً قوى المقاومة والسلطة الفلسطينية باستمرار إثارة قضية الأسرى والعمل على تحريرهم، وقال: " ينبغي أن يسعى الجميع أن يبذل كل الجهد من أجل إظهار معاناة الأسرى في سجون الاحتلال ومن أجل مساندتهم ودعم صمودهم ومن أجل السعي للإفراج عنهم كمهمة مركزية لكل قوى الثورة والمقاومة الفلسطينية".
وبين أنه كان يفترض أن تكون جائحة كورونا مناسبة لتوفير أجواء صحية تتفق والمعايير الدولية في سجون الاحتلال، وتوفير مواد النظافة وتقليل الاكتظاظ في أماكن الاحتجاز لكن الاحتلال استغل هذا الموضوع ليضيف معاناة للأسرى فوق معاناتهم بخلاف ما قررته الجهات الدولية.
وتابع سرحان أن هناك مطالبة دولية تؤكد على ضرورة الاعتناء بظروف الاحتجاز وضرورة الافراج عن الأسرى لكن الاحتلال تجاهل ذلك، مبيناً أن "جزء من الصحفيين يتم احتجازهم إدارياً، والاعتقال الاداري مخالف لكل المعايير الدولية ومخالف لمعايير المحاكمة العادلة".
وختم حديثه بتوجه الشكر لمنتدى الإعلاميين على إثارة لقضية الصحفيين الاسرى، وقال:" المنتدى سباق دوماً، وله دور في الدفاع عن الصحفيين، ونأمل أن نكثف الجهد ونحن نعتبر أنفسنا جزء من هذا الجهد الكبير والالتزام تجاه أسرانا".
تفعيل دولي
بدوره، اتهم رئيس لجنة حماية الصحفيين الصحفي صالح المصري الاحتلال الإسرائيلي بتعمد استهداف الصحفيين، لاسيما المؤثرين منهم، مشيراً إلى حصيلة الانتهاكات الإسرائيلية خلال العام الماضي تجاوزت الــ 400 انتهاكات، بينما بلغت حالات الاعتقال أكثر من 30 حالة منذ بداية العام، وقال: " الاعتداءات على الصحفيين لا تتوقف عند حد الاعتقالات، فهناك جملة كبيرة من الانتهاكات الاسرائيلية".
وتابع المصري قوله: "سبب هذه الاعتقالات هو الدور الكبير الذي يقوم به الصحفيين والمؤسسات الاعلامية، وهذا يؤرق الاحتلال الإسرائيلي لذلك هو دائما يستهدف الصحفيين لاسيما المؤثرين منهم"، مبيناً أن 4 صحفيين محكومين مدى الحياة، وأن الزميلة بشرى الطويل اعتقلت أكثر من مرة.
وأضاف " نحن بحاجة لتفعيل هذا الملف كي يخرج من النطاق المحلي وتفعيله عربياً ودولياً لإشراك النقابات العربية والدولية في هذا الموضوع، والضغط على الاحتلال من أجل الافراج عن الصحفيين الفلسطينيين وفضح جرائم الاحتلال تجاه الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وقد وجهنا مذكرة لاتحاد الصحفيين العرب بهذا الخصوص"، داعياً الأطر والمؤسسات الصحفية لتوحيد الجسم النقابي لمواجهة التحديات التي يتعرض لها الوسط الصحفي، موجهاً الشكر لمنتدى الإعلاميين على جهده بهذا الخصوص.
من جانبه، استعرض والد الصحفي الأسير مجاهد مرداوي معاناة نجله القابع في سجون الاحتلال منذ سبعة أشهر، مبيناً أنه تم اعتقال نجله عقب عودته من الخارج إثر اتمام دراسته للماجستير، مضيفاً أنهم لم يتمكنوا من رؤيته منذ اعتقاله وإصدار حكم عليه بالسجن 10 أشهر.
وتابع "تم الحكم على ابني 10 شهور ونقله إلى سجن شطة كعقاب كون الأسرى في هذا السجن من المحكومين مؤبدات، ولم نتمكن من إدخال ملابس أو أي شيء له، وهذه معاناة كبيرة".