نابلس-معا- اختتم كرسي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" لحقوق الإنسان والديمقراطية والسلام، بالتعاون مع مركز الدراسات الدستورية في جامعة النجاح الوطنية وبمشاركة ومتابعة مكتب اليونسكو الوطني لدى فلسطين، اللقاءات الخاصة بسلسلة (الشباب يتساءل)، وهي 3 محاضرات إلكترونية نظمها الكرسي لطلبة الجامعات الفلسطينية ضمن خطته الإستراتيجية للعام 2021.
وتم افتتاح هذه السلسة من قبل أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم د. دوّاس دوّاس الذي أشاد بالأنشطة المتميزة التي يقوم بها هذا الكرسي الهام من كراسي المنظمة الدولية، داعيا لمزيد من الاهتمام بتفعيل كراسي "اليونسكو" في فلسطين.
وأشار د. دوّاس إلى أن هذه اللقاءات تأتي في إطار برامج كرسي "اليونسكو" الذي تحتضنه جامعة النجاح الوطنية وحاملته د. سناء السرغلي، وفي إطار حرص المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية ضمن مسؤوليتها المجتمعية، للمساهمة في الحراك السياسي والاجتماعي الفلسطيني في مرحلة الانتخابات، بما يعزز دور الشباب بالمرحلة القادمة بما يمثلونه من قوة اجتماعية فاعلة، كما وأكد على أهمية الحراك المجتمعي الديموقراطي الذي يأتي في إطار العملية الانتخابية، والتي بدأت سياسياً وقانونياً وإدارياً في هذه المرحلة، وصولاً للاستحقاق الانتخابي في ضوء إعلان المرسوم الرئاسي لإجرائها في شهر آيار من العام الجاري، داعياً إلى ضرورة وجود دور فاعل للشباب في هذه العملية الانتخابية.
وقد لاقت هذه السلسلة من اللقاءات حضوراً وتفاعلاً كبيراً بين الطلبة والمتطوعين والأساتذة، فيما أدار هذه اللقاءات د. السرغلي حاملة الكرسي، التي أكدت على أهمية عقد سلسلة (الشباب يتساءل) مع عدد كبير من الشباب والشابات الفلسطينيين والفلسطينيات ممن يعولون على ما يمكن أن تحمله المرحلة الفلسطينية المقبلة، حيث أنهم يمثلون جيلا كاملا لم يقم بممارسة حقه الانتخابي.
وحمل اللقاء الأول عنوان: "الانتخابات: ما بين الحاجة الفلسطينية والضغط الخارج" واستضاف اللقاء د. دلال عريقات التي تحدثت عن عدة مسائل متعلقة بالانتخابات ومن ضمنها كيفية اختيار عضو مجلس تشريعي، وأهمية تركيز الشباب على اختيار الكفاءات وليس على الجانب الحزبي، وناقشت أهمية الحاجة الفلسطينية للانتخابات، منوهةً إلى أن الإرادة الفلسطينية كانت دائماً موجودة، لكن هناك عدة معيقات حول هذه المسألة، كما تحدثت بإسهاب عن مدى الإرهاق الذي سوف يواجه المجلس التشريعي القادم فيما يتعلق بالقرارات والقوانين المقبلة، وأوضحت دور المجلس التشريعي برسم السياسات، وكيف يمكن للشباب الفلسطيني أن يؤدي دوره بشكل فاعل.
وقد استضافت الجلسة الثانية من السلسلة د. فرانشيسكو بياجي، أستاذ مشارك في القانون الدستوري المقارن في جامعة بولونيا ومستشار قانوني في مؤسسة ماكس بلانك، ألمانيا، لإلقاء محاضرة بعنوان: "الانتخابات: مراحل كتابة الدساتير والشرعيات المرافقة"، حيث ركزت المحاضرة على مدى شرعية الانتخابات وأهمية دور الدساتير والعمليات التي تسبق الانتخابات في الوطن العربي وكذلك البناء الدستوري.
في حين استضاف اللقاء الأخير أ.د ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، لإلقاء محاضرة بعنوان: "هل يعود القانون الأساسي للحياة مرة أخرى؟"، وقد تحدث أ.د براون عن التسلسل التاريخي لعملية كتابة الدستور فلسطينيّاً، كما تحدّث عن طبيعة القانون الأساسي الفلسطيني، وكيفية نشأته، والظروف الخارجية التي أدت إلى نشأته، والتأثيرات حول وجود منصب رئيس وزراء في 2003، كما تحدث عن الانقسام الفلسطيني في عام 2007، وعن الانتخابات الفلسطينية والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث وكيف يمكن أن يتم تفعيل القانون الأساسي الفلسطيني.
وتميّز اللقاء الأخير من السلسلة بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين من الجامعات الفلسطينية وحضور عدد من الأساتذة من كلية القانون في الجامعة، وشهد تفاعلاً كبيراً من الطلبة وخاصةً أن أ.د براون يعد من الخبراء الذين تم الاستعانة بهم في مسودة 2003 المتعلقة بالدستور الفلسطيني، كما أن كتاباته متعددة في هذا المجال، وتحليلاته السياسية كان لها الدور البارز في تسليط الضوء على كثير من الأحداث الفلسطينية دستورياً وسياسياً.