الخليل-معا- طالب رئيس قائمة تجمع الكل الفلسطيني الأكاديمي والخبير القانوني الدكتور بسام القواسمة، مساء اليوم الأحد، بإجراء الانتخابات في مدينة القدس رغم أنف المحتل، مستهجناً وبشدة استجداء هذا الحق.
وقال القواسمة :" القدس خط أحمر، ويجب إجراء الانتخابات في المدينة شاء من شاء، وأبى من أبى".
وأضاف "علينا أن نُجري الانتخابات داخل المسجد الأقصى المبارك، في الكنائس، وفي كل المواقع والمؤسسات الفلسطينية في المدينة، كمؤسسة بيت الشرق مثلاً، حتى نُعبِّر عن عروبتها وفلسطينيتها".
وشدد القواسمة على كون القدس عنوان المقاومة، وتاجاً فوق الرؤوس، مبيناً أن أهلنا المقدسيين هم صمام الأمان لقضيتنا الوطنية.
وأعرب عن رفضه لإجراء الانتخابات في القدس عبر محطات تتبع للبريد الإسرائيلي، معتبراً ذلك تعبيراً عن سيادة الاحتلال على المدينة.
وتابع القواسمة :"يجب انتزاع هذا الحق بالقوة، فالحق لا يُؤخذ بالاستجداء"، مستهجناً في السياق بشدة المطالبات الفلسطينية الرسمية للاحتلال الإسرائيلي بالسماح بإجراء الانتخابات في القدس.
ورأى أن الانتخابات شكل من أشكال المقاومة الشعبية السلمية، التي يجب التصميم على إجرائها داخل مدينة القدس.
وزاد القواسمة "الانتخابات مظهر حضاري يُقدمنا للعالم بأننا نقدر الديمقراطية، ونحترم إرادة الجماهير، التي باتت متعطشةً لإجرائها، كونها استحقاقٌ مضى عليه أكثر من عقد".
ومضى يقول "نريد تجديد الشرعية الفلسطينية من خلال إرادة المواطن، ونحن ضد الاستمرار في الشرعيات المنتهية أو المتآكلة".
وأشار رئيس قائمة تجمع الكل الفلسطيني إلى أن لجنة الانتخابات المركزية صرَّحت في أكثر من مناسبة، بأن لديها عدة طرق لإجراء الانتخابات في القدس.
ودعا القواسمة إلى أن تتحول شوارع وأزقة القدس لساحات مواجهة شعبية سلمية؛ وصولاً لإجراء الانتخابات، فالأمر لا يحتمل على الإطلاق تأجيلها، حسب قوله.
ونوه إلى أنه مع، دخول المقدسيين ال150 ألفاً المتاح تصويتهم في ضواحي المدينة، للتصويت داخل أسوار القدس القديمة.
وبحسب القواسمة "يجب فرض هذا واقعاً لتجسيد انتصار جديد كانتصار البوابات الإلكترونية، فشباب القدس وثوارها قادرون على ذلك"، لافتاً إلى أن دعوة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى التهدئة في مدينة القدس، دليلاً على خشيتهم وقلقهم من تحول الهبة الحالية إلى انتفاضة شعبية كتلك التي اندلعت نهاية عام 1987.
كما دعا القواسمة إلى أن نُعبِّر كفلسطينيين عن انتمائنا، وعن وطنيتنا، وديمقراطيتنا، وشرعيتنا، من خلال تجسيد حق المواطن المقدسي بالمشاركة في الحياة السياسية، وفي العملية الانتخابية ترشيحاً، دعايةً، وانتخاباً داخل أسوار القدس القديمة، موضحاً أن العالم كله سيحترمنا على هذا الأمر، كوننا نعبر عن حقنا في أرضنا، ورفضنا لمخططات الاحتلال التهويدية، والمشاريع التصفوية لحقنا في القدس، والتي لن يكون آخرها (صفقة القرن).
ونوه إلى أن أمامنا فرصةً حقيقية لأن نوجه ركلةً لكل المخططات التي تحاول من ورائها إسرائيل، ومن خلفها أمريكا، تغيير الوقائع على الأرض في مدينة القدس المحتلة.
وعن ملامح البرنامج الانتخابي لقائمة تجمع الكل الفلسطيني، بيّن القواسمة أن من أساسياته القدس أولاً، وإنهاء الانقسام الداخلي ثانياً، إلى جانب حلول واقعية لمشكلات البطالة، الفقر، والكهرباء.. إلخ.
كما بيَّن أن غالبية مرشحي قائمتهم الانتخابية، قسمٌ كبير من عائلاتهم تقطن في مدينة القدس المحتلة.
وعدَّ القواسمة إجراء الانتخابات مدخلاً لإنهاء الانقسام، محذراً من كون الاحتلال يسعى لإدامة هذا الواقع الذي نعيشه حالياً، مشيراً بهذا الصدد إلى ما صرح به الصحفي الإسرائيلي غال برجر بأن "أهم سبب لعدم إجراء الانتخابات في القدس، هو عرقلة توحيد الصف الفلسطيني، وإنهاء الانقسام الذي بين غزة والضفة، والذي تستفيد منه اسرائيل بشكل كبير".
وعقب القواسمة على ما سبق قائلاً :"إذا توحدت الضفة الغربية وقطاع غزة، سيكون الملتقى القدس بمشيئة الله. ما يجمع أهل الضفة وغزة، هي القدس، وكلنا رأى التفاعل مع هبة شبابها مؤخراً".
وعن دلالات شعار قائمة تجمع الكل الفلسطيني، قال: "أبرز ما يميز الشعار وجود شجرة الزيتونة فيه، وفي ذلك دلالة واضحة وهي أننا سنظل منزرعين في أرضنا متجذرين فيها، كشجرة الزيتون المباركة".