تل ابيب - معا-صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، مساء اليوم، الإثنين، على خطة لتوجيه ضربة جوية شديدة ضد ما يزعم أنها أهداف تابعة لحركة المقاومة الإسلامية ("حماس")، في حال تواصل إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة.
وادعى مسؤلون إسرائيليون، بعد اجتماع الكابينيت الإسرائيلي، مساء اليوم، أنه "لا رغبة إسرائيلية في التصعيد، لكننا مستعدون لإمكانية استمرار إطلاق القذائف" معتبرين أن "الكرة في ملعب حماس"، مشيرين إلى "جهود دبلوماسية وضغوطات دولية على حماس" لوقف إطلاق النيران من القطاع المحاصر.
وأضاف المسؤولون، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن هناك جهودا دبلوماسية من وراء الكواليس وضغوطا على حماس لوقف إطلاق النار من غزة. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن "كل شيء حساس للغاية والأمور على الحافة، ومن الصعب معرفة كيف سيتصرفون (المسؤولون في غزة) في نهاية المطاف. نحن مستعدون لجميع السيناريوهات".
وخلال اجتماع الكابينيت، استعرض الجيش الإسرائيلي "خطة عملياتية على عدة مستويات تهدف إلى الإضرار بحركة حماس"، بحسب الصحيفة، مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية تعتبر أن حركة حماس مسؤولة عن إطلاق النار من قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في أجهزة الأمن الإسرائيلية، قولهم إن "حركة الجهاد الإسلامي هي المسؤولة عن إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع عزة خلال الأيام الأخيرة، وليست حركة حماس"، وادعت المصادر أن "حماس بعثت برسالة إلى إسرائيل عبر مصر ومبعوث الأمم المتحدة، تور وينسلاند، بأنها غير مسؤولية عن إطلاق القذائف وأنها تحاول كبح إطلاق النار".
ووفقا للصحيفة فإن الجهات الاستخباراتية الإسرائيلية أكدت أن "حركة حماس تبذل جهودا واضحة للجم التصعيد". معتبرة أن جولة التصعيد الحالية تأتي بسبب عوامل أخرى مثل "المواجهات في القدس والتوترات السياسية الداخلية التي في ظل انتخابات السلطة الفلسطينية".
وفوّض الكابينيت الإسرائيلي، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، بيني غانتس، بالبت في توقيت إطلاق الخطة العملياتية التي قدمها الجيش ووافقت عليها الحكومة.
وفي وقت سابق اليوم، ذكر تقرير إسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية أنذرت حماس من أنها سترد بضربة عسكرية واسعة، إذا استمر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. ونقل موقع "واللا" عن مصادر إسرائيلية، لم يسمها، قولها إن إسرائيل نقلت الرسالة إلى حركة حماس عبر مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط، تور وينسلاند.
وأشار التقرير إلى أن "رسالة إسرائيل إلى حماس هي أنه في الوقت الحالي لا تزال إسرائيل تحتفظ بالتفاهمات مع حماس حول غزة، ومستعدة لمواصلة الحفاظ عليها، لكن إذا استمر إطلاق الصواريخ فإن إسرائيل لن تكبح جماحها".
وأضاف "قال مسؤولون إسرائيليون لمبعوث الأمم المتحدة إن إغلاق منطقة الصيد في غزة صباح اليوم، كان آخر محاولة إسرائيلية للرد بطرق غير عسكرية على إطلاق الصواريخ من غزة، لكن الرد التالي سيكون ذا طبيعة عسكرية وسيكون له عواقب وخيمة".
وقررت إسرائيل صباح الإثنين، إغلاق شاطئ البحر، بشكل كامل أمام صيادي الأسماك في قطاع غزة.
وذكر المصدر أن وينسلاند اجتمع مع مسؤولين إسرائيليين صباح اليوم، قبل أن يغادر إلى مصر ومنها إلى الأردن لبحث جهود التهدئة.
ومنذ الجمعة، تشهد غزة جولة تصعيدية وأوضاع أمنية متوترة، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مرة رصد إطلاق صواريخ من القطاع، فيما يرد جيش الاحتلال بقصف أهداف يدعي أنها تابعة لحركة حماس.
وكانت فصائل المقاومة في غزة، قد حذرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من استمرار اعتداءاتها على سكان مدينة القدس، التي شهدت منذ عدة أيام، اشتباكات أسفرت عن إصابات العشرات من الفلسطينيين على يد شرطة الاحتلال وعناصر اليمين الإسرائيلي المتطرف.