الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هتف أنصارها "الموت للعرب".. من هي جماعة لهافا الإسرائيلية المتطرفة؟

نشر بتاريخ: 01/05/2021 ( آخر تحديث: 01/05/2021 الساعة: 09:37 )
هتف أنصارها "الموت للعرب".. من هي جماعة لهافا الإسرائيلية المتطرفة؟

بيت لحم - معا - طردُ الفلسطينيين إلى الدول العربية وضمّ الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل والدعوة إلى حظر عيد الميلاد المسيحي وحث عارضة أزياء يهودية إسرائيلية على عدم الزواج من الممثل الكاثوليكي ليوناردو دي كابريو؛ هي أبرز مطالب منظمة لهافا الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.

ويقول المحرر بموقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) مصطفى أبو سنيينه، إن هذا ليس سوى غيض من فيض، وهو أهم المطالب الملفتة للانتباه لمنظمة لهافا اليمينية المتطرفة المناهضة للفلسطينيين التي احتشد أتباعها مؤخرا في القدس الشرقية المحتلة وهم يهتفون "الموت للعرب".

وذكر الكاتب أن هذه المسيرات في القدس لفتت الانتباه مرة أخرى إلى المجموعة التي تأسست عام 2005 من قِبل أتباع عضو الكنيست السابق ومؤسس حزب "كاخ" المتطرف الحاخام مئير كاهانا.

و"لهافا" -التي تعني بالعبرية "اللهب"- هي اختصار لـ"الوقاية من الانصهار في الأراضي المقدسة". وكما يوضح الاسم الكامل للمجموعة فإن الهدف الأساسي لها هو منع الانصهار اليهودي واختلاط الجينات، أي الزيجات أو العلاقات بين اليهود وغير اليهود، سواء كانوا فلسطينيين أو مسلمين أو مسيحيين أو غيرهم.

والمجموعة -ومؤسسها بنتزي جوبشتاين البالغ من العمر 51 عاما -جزء من حركة دينية متطرفة متنامية تشكل الكتلة السياسية للصهيونية الدينية، التي دخلت الكنيست منتصرة بعد الانتخابات البرلمانية في مارس/آذار الماضي. ومع فوز الصهيونية الدينية بـ6 مقاعد خضعت "لهافا" لمزيد من التدقيق بسبب نفوذها المتزايد في إسرائيل.

وتأتي أفكار ومعتقدات هذه الجماعة مباشرة من أيديولوجية كاهانا الذي ولد لعائلة يهودية أرثوذكسية في نيويورك عام 1932، وكان يؤمن بدولة يهودية متجانسة تُدار وفقا للتوراة. ويعتقد أتباعه أن الضفة الغربية -التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 في انتهاك للقانون الدولي- والمنحدرات الشرقية للأردن هي جزء من مملكتي يهودا والسامرة التوراتيتين.

وأكثر من ذلك -كما أضاف أبو سنينه- هو أن كاهانا كان يؤمن أيضا بالفكرة الصهيونية لإسرائيل الكبرى، معتبرا شبه جزيرة سيناء ولبنان وسوريا والأراضي الممتدة حتى نهر الفرات في العراق "وطنا للشعب اليهودي".

على الرغم من تشكيل جماعة لهافا بعد وفاة كاهانا بـ 15 عاما، لا تزال تسير على خطاه ببرنامجها الصريح المناهض للزواج المختلط سواء من خلال المنشورات أو الاحتجاجات أو أعمال العنف ضد الفلسطينيين في العلاقات مع الإسرائيليين اليهود

وحتى يومنا هذا يعارض الكاهانيون الزواج بين اليهود وغير اليهود، وكذلك حقوق الشواذ، ويرون أنها تتعارض مع النصوص الدينية اليهودية. وقد دعا أتباع الحاخام إلى هدم المسجد الأقصى الذي يزعمون أنه بني حيث كان الهيكل اليهودي الثاني قائما، وذلك من أجل بناء الهيكل الثالث المزعوم في مكانه.

ومضى الكاتب في استعراض إرث كاهانا -الذي أغتيل عام 1990 في نيويورك- بأنه ألهم العديد من أتباعه منذ ذلك الحين، وعلى رأسهم براوخ غولدشتاين الأميركي المولد الذي اقتحم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل عام 1994 وقتل 29 من الفلسطينيين في صلاة الفجر خلال شهر رمضان قبل أن يُقتل على الفور.

وأضاف أن كاهانا وغولدشتاين أصبحا من الشخصيات المثالية بين المستوطنين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين.

وقال إن وزارة الخارجية الأميركية وضعت كاخ وكاهانا تشاي -وهما فصيلان انبثقا عن حزب كاهانا الأصلي- على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية بعد مذبحة الحرم الإبراهيمي. وحذت الحكومة الإسرائيلية حذوها وحظرت المنظمتين وأعلنتهما جماعتين "إرهابيتين".

وتابع الكاتب بأنه على الرغم من تشكيل جماعة لهافا بعد وفاة كاهانا بـ 15 عاما؛ لا تزال تسير على خطاه ببرنامجها الصريح المناهض للزواج المختلط سواء من خلال المنشورات أو الاحتجاجات أو أعمال العنف ضد الفلسطينيين في العلاقات مع الإسرائيليين اليهود.

وذكر الكاتب واحدة من أكثر الإجراءات الملفتة للانتباه عندما احتجت الجماعة على زواج محمود منصور -المواطن الفلسطيني من داخل الخط الأخضر من يافا- وموريل مالكا التي أسلمت؛ في قضية أصبحت حديث إسرائيل عام 2014.

وألمح أبو سنينة إلى أن شبكة تمويل جماعة لهافا بعد 16 عاما من وجودها لا تزال لغزا؛ فقد كشفت صحيفة "هآرتس" (Haaretz) الإسرائيلية في عام 2011 أن الجماعة لم تسجل رسميا كمنظمة غير ربحية، على الرغم من أن أعضاءها ونشطاءها مرتبطون بـمنظمة "هملا"؛ وهي إسرائيلية غير ربحية تساعد الفتيات من البيوت المفككة و"المعرضات لخطر الإكراه على تغيير دينهن" من اليهودية للأديان الأخرى.

واختتم الكاتب مقاله بأنه نظرا لأن القادة المرتبطين بلهافا ترسخوا في السياسية، فإن أفكارهم العنصرية اليهودية اليمينية المتطرفة لديها القدرة على التأثير بشكل أكبر على البلد وأولئك الذين يحكمونه.

.