على طريقة فتح في الحكم.. حماس لجأت للاغلبية بينما انسحبت فتح على طريقة الجبهة الشعبية في السبعينيات
نشر بتاريخ: 07/03/2006 ( آخر تحديث: 07/03/2006 الساعة: 13:52 )
معا- جلسة برلمانية من دون فتح، هذا ما كان يبحث عنه الصحافيون واصحاب البرامج التلفزيونية، ولكنه يثير قلق المواطن الذي بدأ سقف آماله بالانخفاض واتسعت ظنونه باتساع الشرخ السياسي القائم بين فتح وحماس.
وكما في الجلسة الاولى للبرلمان الفلسطيني الجديد امس كانت الجلسة الثانية اليوم، وفيما كان الفتحاويون الذين يسلمون مفاتيح المجلس, منشغلين في خلق الانطباع الذي يتناسب وانتقالهم للمعارضة, كانوا- وبعكس ما عرف عنهم في المجلس السابق- على قلب رجل واحد, وبالتزام التلميذ الذي قرر ان يحصل على معدل عال، اما نواب حماس فكانوا كعريس أتم استعداداته ولم يتوقع مفاجأة اللحظة الاخيرة, تحفز واستعراضية, همة عالية وتوقعات عالية.
وبعد ان كافح عمال المخازن للحصول على عدد كاف من المقاعد بنفس اللون حيث ارتفع عدد النواب من 84 في المجلس السابق الى 132 في المجلس الحالي التأمت الجلسة الثانية, وعلى البث المباشر فارتفع الادرينالين في صدور الاعضاء وسرت الحرارة في هذا المجلس الذي طالما عانى من البرودة السياسية, سرت الحرارة في المجلس كما تسري الكهرباء في سلك قديم.
وعلى طريقة الجبهة الشعبية في السبعينيات انسحب نواب فتح من الجلسة ما حدا بالمحللين للقول: إن فتح وبحسب الانطباع الاول بعثت ومن خلال انسحابها برسالة مفادها انها لن تكون معارضة سهلة وان الغاء حماس لقرارات المجلس السابق ستعني البدء مبكراً بأول محاولة من فتح لافشال حماس واظهارها عاجزة لاستعادة الحكم الضائع.
النائب المستقل راوية الشوا كانت ابلغت المتحدثين فقالت:" ان اجواء الامس سادت اليوم، وموضوع الجلسة وقانونية القرارات وهل نبحث مواضيع في ظل غياب كتلة فتح؟".
واضافت: نحن نتحدث سياسة اذن يجب ان نتحدث ونحن مجتمعون حتى نفهم ويفهم المواطن.
وطلبت من رئيس البرلمان ان يطرح امام النواب والجمهور ما وصلت اليه الامور بين حماس وفتح على الصعيد السياسي لان هذا ما يقلق النواب ويقلق الجمهور، ووصفت ما يحدث في المجلس منذ يومين بانه استقطاب سياسي حاد وان الاجواء غير مناسبة بهذا الشكل لمواصلة نقاش المواضيع.
ورفعت الجلسة لمدة ساعتين- عل وعسى- حيث كان النائب الحمساوي محمود الزهار قال قبلها ان حماس معنية برص الصفوف والوحدة الوطنية، لكن الجمهور الذي شاهد وقائع الجلسات امس واليوم ابتسم في سره ولسان حاله يقول: لو ارادت السماء ان تمطر لرأينا السحاب اولا.
نواب فتح قالوا لوكالة "معا" إنهم لن يعودوا الى مقاعد الجلسات الا بعد صدور قرار المحكمة العليا بشان الالتماس الذي قدموه، وهو ما يتطلب 24 ساعة على الاقل.
واستبعد حاتم عبد القادر القيادي في حركة فتح عضو اللجنة المركزية العليا, انضمام حركته الى حكومة تشكلها حماس.
وقال عبد القادر:" لقد وجهنا اسئلة لحماس حول برنامجها السياسي لكنها لم تجب عليها حتى الآن".
وابدى عبد القادر تحمس فتح لاقامة حكومة وحدة وطنية, لكنه قال:" ليس هناك ما يدعونا الى التفاؤل ازاء امكانية اي تقاطع سياسي بين برنامج حماس وبرنامج (م.ت.ف) فكل ما يصدر عن حماس يشير الى ان برنامجها ينأى بعيدا عن برنامج( م.ت.ف) وبالتالي لا نستطيع ان نشارك في حكومة من اجل ادارة الخدمات ونبقى بعيدين عن البرنامج السياسي, فاما ان تكون مشاركتنا كاملة او لا نشارك وموقفنا في فتح يقول لن نكون "حصان طروادة لحماس".