غزة-معا -تجلس "أم أنس" التلباني بقلب يعتصره الألم والوجع على فقدان زوجة ابنها وأحفادها ونجلها المصاب بحالة حرجة على كرسي قبالة ثلاجة الموتى بمجمع الشفاء بمدنية غزة، تودع ما تبقى من أجساد أحفادها الذين استشهدوا جراء قصف طائرات الاحتلال شقتهم السكنية في مدينة غزة.
وتقول :" فقدت ابني عام 2014 يوم 28 رمضان وحاليا ابني وضعه حرج وفي حالة خطر".
ويسكن محمد التلباني وزوجته وأطفالهما زيد أربع سنوات ونصف، ومريم عامان ونصف بمنزل إيجار في حي تل الهوا بمدينة غزة.
وتوضح أن حفيدتها مريم لم يتم العثور على جثتها حتى اللحظة، والدفاع المدني والطواقم الطبية تواصل البحث عنها.
وتضيف" فقدت ابني بحرب 2014 وزوجة ابني الحامل بشهرها الخامس وأحفادي فداء فلسطين، واحنا على هذا الدرب في سبيل المسجد الأقصى، لو لآخر نفس سنبقى ندافع عن المسجد الأقصى".
وقصفت طائرات الاحتلال الساعة الثانية من فجر يوم الأربعاء شقة سكنية في حي تل الهوى جنوبي غربي مدينة غزة.
وفي ساحة مجمع الشفا يهرع شابا مسرعا حابس دمعاته ومناديا على شقيقه الشهيد مصطفى الكردي الذي استشهد إثر قصف إسرائيلي على مدينة غزة.
ويبحث عن شقيقه بين المارة في ساحة الشفاء ويردد على لسانه أخوي شهيد، وجميعا دماؤنا فداء المسجد الأقصى.
ويروي تفاصيل معرفة خبر استشهاد شقيقه، قائلا :" كنت نايم، ما بعرف شئ ولا ميف استهدفته الطائرات بس سمعت أخوي استشهد وتوجهت إلى الشفاء مباشرة".
وكانت وزارة الصحة أعلنت ارتفاع حصيلة العدوان إلى 67 شهيدا من بينهم 17 طفلا و 6 سيدات ومسن و 388 إصابة بجراح مختلفة, منهم 115 طفلا و50 سيدة.