الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اول رد فعل فلسطيني على تسمية رئيس جديد لجهاز الشاباك

نشر بتاريخ: 17/05/2005 ( آخر تحديث: 17/05/2005 الساعة: 10:33 )
( لا استطيع القول ان هناك مسؤول امني اسرائيلي افضل من الاخر ، وانما هناك مسؤول امني اسرائيلي اسوأ من الاخر ، فنحن نبدأ عند تعريف الجنرالات الاسرائيليين بكلمة سئ ثم تمتد الى الاسوأ ) بهذه الكلمات عقّب بسام ابو شريف ، احد القادة الفلسطينيين على تعيين شارون ليوفال ديسكين في رئاسة جهاز التجسس - الشاباك .

ويوفال ديسكين 49 عاما بدأ حياته في جهاز التجسس الاسرائيلي قبل 30 عاما في مدينة نابلس ، حيث عمل على جمع المعلومات والتجسس على افعال ونشاطات السكان الفلسطينيين الخاضعين تحت سيطرة الاحتلال .
ثم اختاره الجهاز - مثل غيره - للعديد من المهام والتي غالبا ما تكون تسببت بالاذى الكبير للسكان الفلسطينيين ، ولكن الصحافة العبرية تتعامل مع تعيينه في رئاسة الجهاز على انه جزء من الانقلاب الابيض الذي قاده شارون ضد رؤساء الاجهزة الامنية ، فقد سعى شارون بصمت الافاعي الى تعيين صديقه مئير داغان في رئاسة جهاز الموساد وتعيين موفاز - قبل انتهاء فترة التبريد اللازمة - وزيرا للامن ، وتعيين دان حلوتس رئيسا للاركان ، وتعيين يوفال ديسكين رئيسا للشاباك ، وتيعيين اهرون زئيفي فركش لرئاسة الاستخبارات العسكرية ، وعن طريق ذلك تخلص من كل الجنرالات الذين يمكن ان يقولوا اي رأي يعاكس رأيه في لحظة ما .
تتوخى منه الصحافة العبرية ان يولي الاهتمام الاكبر لمكافحة الارهاب اليهودي الخطير ، علما ان افي ديختر كان ذات يوم وصف المنظمات اليهودية المتطرفة بالارهاب في جلسة من جلسات الخارجية والامن في الكنيست فتدخل شارون وزجره بشدة قائلا ( ان الارهاب صفة غير يهودية وعليك ان تقول الارهاب العربي اما اليهود فهم ليسوا ارهابيين ) ولكن شارون وبعد ان هدده الارهابيون اليهود بالقتل سارع اكثر من مرة واستخدم كلمة الارهابيين اليهود؟؟
بسام ابو شريف والذي كان تعرض لمحاولة اغتيال نصبها له جهاز الموساد الاستخباري منتصف السبعينات بواسطة ظرف رسائل مفخخ عندما كان قائدا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يقول ( ان اختيار مسؤول جديد لامن الاحتلال يستهدف قضية واحدة وهي البطش بالفلسطينيين وليس الحفاظ على الامن الاسرائيلي ، فتحت امرة هذا الجنرال سيتحوّل الشاباك لجهاز قمع للفلسطينيين فقط وهذا يدل دلالة قاطعة على ان مخطط شارون في الضفة الغربية الذي بدأ بالجدار ووصل مستوطنة معاليه ادوميم بالقدس رغما عن القرارات الدولية والاميريكية هو ايضا المخطط الذي يؤدي الى ضم الضفة الغربية للدولة العبرية وتجويل اهلها ، اهل البلاد ، الى عبيد لدى المؤسسات الاستعمارية الاسرائيلية ) .
ويوفال ديسكين الذي سيخلف الرئيس الحالي للشاباك، ديختر، صاحب تاريخ طويل في جهاز الشاباك الاسرائيلي.. كان مسؤولا عن الاتصالات السرية مع الفلسطينيين بعد اوسلو، وعن الاغتيالات الدامية التي نفذها الاحتلال ضد قادة المجتمع الفلسطيني ، وهو كغيره من جنرالات الاحتلال صاحب نظرية الشك بدل الحقيقية وعلى هذا الشك المريض بنوايا الفلسطينيين وضرورة اغتيال قادتهم يمكن ان نتصور كيف سيدير الجهاز لاحقا؟ .
عضو المجلس الوطني الفلسطيني والمستشار السياسي السابق للرئيس الراحل عرفات بسام ابو شريف يعقب على خروج افي ديختر من منصبه وتعيين ديسكين بدلا عنه بالقول ( ليس امام الشعب الفلسطيني لمواجهة هؤلاء الجنرالات ، ومواجهة المخطط لاستعباده وتحويله الى عمال واجراء في ارضه تحكمهم بساطير الجنود الغزاة سوى الانتفاضة الشعبية الشاملة غير المسلحة والمستمرة الى ان يخرج هذا المستعمر من ارضه ).