رام الله- معا- دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. احمد أبو هولي المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لجرائم حرب من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال د. أبو هولي ان ما يجري في قطاع غزة من حرب مسعورة تستهدف المدنيين والتي اسفرت عن سقوط ما يزيد عن 145 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال وآلاف الجرحى وتدمير الأبراج السكنية والبنى التحتية وما تمارسه بحق الفلسطينيين في القدس وأحيائها في الشيخ جراح وبابا العمود ووادي الجوز وسلوان من تمييز عنصري وتطهير عرقي ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية وطرد اصحابها هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني ترقى الى جرائم الحرب.
وقال ان مذبحة مخيم الشاطئ التي ارتكبتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعائلة أبو حطب والتي راح ضحيتها عشرة افراد من العائلة الأم واطفالها والتي لم تكن الأخيرة في ظل صمت المجتمع الدولي تعكس وحشية وحجم الاجرام الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني الذي يستوجب تدخلاً عاجلاً من المجمع الدولي لوقف هذا العدوان الوحشي على قطاع غزة ومحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم بحق شعبنا في المحاكم الدولية.
وطالب د. أبو هولي في بيانه المحكمة الجنائية الدولية على سرعة فتح تحقيق جنائي في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ومحاكمتهم بعد قرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية، القاضي بأن الاختصاص الإقليمي للمحكمة الجنائية الدولية في فلسطين يشمل الأرض الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967.
وأضاف د. أبو هولي في بيان صحفي صادر عنه بمناسبة الذكرى (73) للنكبة الفلسطينية التي تصادف اليوم السبت الموافق 15 أيار/مايو ان حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت كل الخطوط في جرائمها التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني وان المجتمع الدولي يجيب ان يتحمل مسؤولياته في حماية الفلسطينيين من جرائم التطهير العرقي والتهجير القسري.
وتابع: ان ما يجري على الأرض من جرائم وعدوان إسرائيل يستهدف الوجود الفلسطيني على ارضه هو امتداد للنكبة الفلسطينية لافتا الى ان حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تزال مسكونة بهاجس نفي الشعب الفلسطيني والاستيلاء على أراضيه ودفعه للهجرة والتشريد من خلال قوانينها العنصرية وتعقيد ظروف حياته اليومية واستمرار القمع والعدوان والحصار والقتل اليومي والتمييز العنصري.
وأكد بأن جرائم حكومة الاحتلال الإسرائيلي وممارساتها العنصرية لن تنال من عضد الشعب الفلسطيني الذي سيواصل نضاله المشروع الى حين عودته الى دياره التي هجر منها في العام 1948 طبقا لما ورد في القرار 194 واسترداد حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس.
ولفت الى ان النكبة الفلسطينية ليس مجرد ذكرى يحييها شعبنا الفلسطيني أو حدثاً عابراً بل تشكل حدثاً تاريخاً لقضية وطن مسلوب وشعب مشرد يخوض نضاله المشروع من أجل استرداد حقوقه التي اغتصبت منه عام 48.
وأضاف ان النكبة الفلسطينية بمدلولاتها السياسية والإنسانية تحمل في طياتها ودلالاتها قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تشكل قلب وجوهر القضية الفلسطينية والسبب الرئيسي لاستمرار الصراع القائم في الشرق الأوسط هذا الصراع الذي أخذ الطابع الشرعي لدى الفلسطينيين لكونه صراع من اجل استرداد الحقوق التي اغتصبتها العصابات الصهيونية في عام 48 عندما ارتكبت تلك العصابات وتحت غطاء دولي عشرات المجازر التي راح ضحيتها المئات من الشهداء وآلاف الجرحى ، حيث تم ارتكاب 52 مجزرة وتدمير 532 قرية فلسطينية وطمس معالمها وتشريد ما يقارب 850.000 من الفلسطينيين قسراً تحت تهديد السلاح الى مخيمات اللجوء بات عددهم اليوم بعد مرور 73 عاماً على نكبتهم الى ما يقارب 6.2 مليون لاجئ فلسطيني ينتظرون من المجتمع الدولي برفع الظلم التاريخي عنهم .
وأكد على ضرورة إحياء دور لجنة التوفيق الثلاثية الدولية التي شكلت بموجب القرار 194 للقيام بمهمتها في ترتيب إعادة اللاجئين إلى ديارهم.
وشدد على الموقف الثابت والمبدئي لمنظمة التحرير الفلسطينية المتمسك بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 48 طبقاً للقرار 194 ورفضها لكل محاولات التوطين والوطن البديل أو الدمج للاجئين الفلسطينيين أينما وجدوا والتأكيد على استمرارية عمل الأونروا الى حين عودتهم الى ديارهم .
وحيا د. أبو هولي أبناء شعبنا الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الأراضي المحتلة في العام 1948 في اللد وحيفا ويافا وطبريا والجليل وبئر السبع الذين انتفضوا جميعاً موحدين نصرة للقدس وللمسجد الأقصى تأكيداً على وحدة الهدف والمصير، مؤكداً بان القدس ستبقى العاصمة الأبدية والتاريخية لدولة فلسطين، وواهم من يظن انه يستطيع ان ينتزع القدس من قلوبنا وعقولنا او اسقاط هويتها العربية والاسلامية ، وعلى العالم ان يدرك بأن السلام والاستقرار والامن لن يتحقق في المنطقة ما دامت القدس ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي وحق العودة للاجئين الفلسطينيين معطلاً .
وطالب د. أبو هولي الأمة العربية بتحمل مسؤولياتها التاريخية والقومية تجاه شعبنا وقضيته الوطنية العادلة والعمل على تعزيز الدور العربي والإسلامي في هذه المرحلة التاريخية لدعم واسناد نضال شعبنا الفلسطينية ولوقف الجرائم الإسرائيلية وكسر الحصار المفروض على شعبنا ومجابهات التحديات الماثلة أمام شعبنا الفلسطيني .
وحمل د. أبو هولي المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها مسؤولية استمرار مأساة الشعب الفلسطيني ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين بعدم إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية منذ سبعة عقود من عمر النكبة الفلسطينية، مطالباً بتحمل مسؤولياته الدولية بإنصاف الشعب الفلسطيني ورفع الظلم التاريخي الذي لحق به عبر العودة إلى دياره وتمكينه من ممارسة حقوقه المشروعة حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .