غزة- معا- لم يكن يعلم محمد الحديدي، والد الأطفال الشهداء الذين ارتقوا جراء استهداف منزل خالهم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بطائرات الاحتلال، أن هذه آخر مرة يرى فيها أطفاله وزوجته.
ويروي لـ معا تفاصيل ما جرى قائلا: "الأولاد ما طلعوا من الدار بسبب القصف الشديد، وراحوا زيارة لبيت خالهم وضلوا عندهم".
ويتابع: "زوجتي لبّست الأطفال ملابس العيد وطلعوا قبل أذان المغرب بساعة، بدهم يعيّدوا على خالهم ويلعبوا مع أولاد خالهم، بس الطائرات قصفتهم".
ويضيف: "الساعة الواحدة والنصف فجرا تفاجأت باهتزاز وقصف شديد في المنطقة وكنت أجري (أركض) لأشوف (لأرى) وين القصف، مش عارف وين، وانصدمت لما شفت بيت خال الأطفال كله مدمر".
ويصف الحديدي، "هذه جريمة كبرى بحق الإنسانية، أطفال آمنين في بيوتهم، عائلة مدنية تقتل، شو ذنبهم ليتم قصفهم؟".
وتتكون عائلة الحديدي، من زوجته مها محمد عبد العال الحديدي "أبو حطب"، وأطفاله صهيب محمد الحديدي (14 عاما)، ويحيى محمد الحديدي (11 عاما) وعبد الرحمن محمد الحديدي (8 أعوام) وأسامة محمد الحديدي (6 أعوام)، والناجي الوحيد عمر محمد الحديدي، مصاب، وعمره خمسة أشهر.
ويتحدث محمد اليعقوبي شاهد عيان عن القصف الشديد لمنزل جاره، الموجود به أطفال ونساء، "أطفال يا الله، وين الرحمة والإنسانية، منزل كامل يدمر بالشكل الهمجي فوق الناس!"، متسائلا ما الذنب الذي ارتكبوه لقصفهم واستهدافهم بهذا العنف وتدمير المنزل فوقهم؟.
ويضيف، "كنا نائمين وفجأة سمعنا صوت الصواريخ بشكل عنيف وأنا ساكن على الطابق الخامس وبعيد عن منزلهم بس متر فقط، ما بعرف كيف نزلت وانصدمت بتدمير منزل جارنا".
ويقول، "كل شئ بتعوض، والمال بتعوض والحمد لله ما عنا إصابات وكلنا فداء القدس وفلسطين ومستعدين نقدم من أجل الأرض، موضحا الصدمة كانت كبيرة، عجز اللسان عن القول والتعبير ستة منازل ملاصقة لمنزل أبو حطب دمرت وتضررت بشكل كبير".
وحسب وزارة الصحة في غزة فإن 39 طفلا استشهدوا منذ بداية العدوان على القطاع و22 سيدة، وإصابة أكثر من ألف مواطن.