غزة- معا- أطلق نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نداءه الثاني لشعبنا ومقاومته الباسلة، مؤكداً أن وحدة الشعب والمقاومة هو البديل لكل المشاريع المطروحة لتصفية القضية الوطنية لشعبنا، وأن الاحتلال الإسرائيلي سوف يدفع ثمن كل نقطة دم فلسطينية سالت على أرض فلسطين، وأن شعبنا لن يساوم وسوف يسترد كل شبر من أرضه المحتلة.
وقال حواتمة: إن «ما بعد الصمود البطولي لشعبنا ومقاومته في قطاع غزة، وفي هبته وانتفاضته في القدس والشيخ جراح، وفي الضفة الفلسطينية، وفي أنحاء الكيان الإسرائيلي في فلسطين (48)، لن يكون كما قبله: فقد حسم شعبنا ومقاومته خياراتهم، وهي وحدها التي ستشق طريقها كحل للقضية الفلسطينية في دحر الاحتلال والاستيطان، وحق تقرير المصير والاستقلال بدولة كاملة السيادة على حدود 4 حزيران (يونيو) 67، وحق اللاجئين في العودة إلى أرضهم التي منها هجروا منها منذ العام 1948، وفوز أهلنا في الـ48 بحقوقهم القومية كاملة، وصون كرامتهم الوطنية وحقهم في العيش الكريم على أرض وطنهم، وتمتعهم بالحقوق كاملة، وإسقاط سياسة التهميش والإقصاء والتمييز العنصري، بما في ذلك قانون القومية اليهودية الذي أسقط حق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره، وخص به اليهود فقط».
وأضاف حواتمة «لقد صنعنا معادلة جديدة في العلاقات الوطنية الداخلية، بانت فيها المقاومة وشعبنا هم الطرف الوازن، ومعادلة جديدة في الوضع الإقليمي والدولي، أعدنا فيها القضية الفلسطينية إلى مكانتها التي تستحقها على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي، وأسقطنا بشكل عملي ونهائي وتام صفقة القرن إلى غير رجعة، وأثبتنا أن التطبيع المجاني بين بعض الأنظمة العربية ودولة الاحتلال، لم ينجح في فرض الحصار على قضيتنا الوطنية أو تهميشها، فقد عادت قضية فلسطين لتجتاح العواصم العربية، والإعلام العربي، وتدخل بقوة إلى كل بيت عربي، وصارت قضية فلسطين هي العنوان الأول بل العنوان الوحيد على صف عريض من الفضائيات العربية والدولية».
وقال حواتمة: إن «هذا ما كان ليتحقق بهذا العنفوان وهذا الإقدام وهذا النصر المبين لولا تضحياتنا، شعباً، ومقاومة، وحركة وطنية، على كامل الأراضي الفلسطينية، مستلهمين تجاربنا الكبرى، منذ أن أعدنا بناء م.ت.ف، إطاراً إئتلافياً لعموم حركتنا الوطنية وممثلاً شرعياً لشعبنا في كل مكان».
وأكد حواتمة، أننا لن نسمح، وسوف نتصدى لأية محاولة للالتفاف على ما حققه شعبنا من بطولات وصمود، وما قدمه من تضحيات غالية، ارتفعت فيها أرقام الشهداء، والجرحى والمشردين كثيراً كثيراً، في ظل الهجمة الإجرامية لدولة الاحتلال. لن نسمح بالعودة مرة أخرى إلى مسار أوسلو البائس، ولن نسمح أن يبقى شعبنا مقيداً بالتنسيق الأمني.
وأضاف الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: «لقد حطم شعبنا قيود أوسلو، وأسقط قيم التنسيق الأمني، وما على السلطة الفلسطينية إلا أن تستجيب لإرادة شعبنا، وأن تتقيد بقرارات مجلسنا الوطني ومجالسنا المركزية، وقرارات اللجنة التنفيذية، في إعادة بناء علاقة كفاحية واشتباك سياسي وميداني، مع دولة الاحتلال، وسحب الاعتراف بها».
وختم حواتمة قائلاً: «أوجه تحية الإكبار والنضال والكفاح، لرفاق السلاح في خندق المقاومة الفلسطينية، الذين يقفون الآن بالمرصاد لجيش الاحتلال، وراء مدافعهم وراجماتهم، وفي الخنادق الأمامية على طول خط التماس مع قطاع غزة.
أوجه التحية إلى أبطال الضفة الفلسطينية الذين خرجوا في مسيرات التحدي بصدورهم العارية، في الاشتباك مع قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين، وأدعوهم إلى مواصلة التحرك وتصعيده نحو مقاومة شاملة فوق كل شبر من أرض الضفة المحتلة.
أوجه التحية إلى أهلنا في القدس والشيخ جراح، وهم يذودون عن الكرامة الوطنية لعاصمة دولة فلسطين، ولمقدساتنا الإسلامية والمسيحية ولحضارتنا الوطنية.
أوجه التحية إلى أهلنا في الـ48 وأقول لهم أنتم دوماً جزء لا يتجزأ من همنا الوطني، نتطلع دوماً إلى بناء الصيغة النضالية المثلى معكم، لتوحيد نضالنا في الخندق الواحد، للشعب الواحد، أبناء الوطن الواحد، وأصحاب القضية الواحدة.
أما أهلنا في مناطق اللجوء والشتات والمهاجر والاغتراب، فإني أحيي وقوفهم إلى جانب أهلهم في أنحاء الوطن، وتمسكهم بحقهم في العودة، وحرصهم على أن يحتلوا دوماً موقعهم النضالي مهما تعقدت الظروف وساءت أحوالهم المعيشية.
أما شهداؤنا الذين تألقوا نجوماً وكواكب مضيئة في سماء النضال، بأطفالهم ونسائهم، ورجالهم، ومقاوميهم قادة ومقاتلين، فأقول لهم إن الدم الفلسطيني لم يكن ولن يكون يوماً رخيصاً، ولسوف يدفع العدو غالياً ثمن هذه الدماء، في إدامة النضال ضد مؤسساته العسكرية والأمنية والاستيطانية، وفي مقاطعة مؤسساته الاقتصادية والثقافية والإعلامية، وفي النضال من أجل إحالة مجرميه إلى المحكمة الجنائية الدولية، لينالوا عقابهم العادل، كما ناله من قبلهم مجرمو الحزب النازي في ألمانيا».
وبعث حواتمة بتحياته إلى الجرحى، متمنياً لهم الشفاء العاجل، مؤكداً على المؤسسات المعنية في السلطة الفلسطينية، وعلى أصدقاء شعب فلسطين في كل مكان، لمد القطاع بكل ما يحتاجه جهازه الطبي وضرورات صموده.