وارسو- معا- وضعت سفارة دولة فلسطين لدى بولندا، كل من الرئاسة والحكومة والبرلمان البولندي، في صورة القرار الذي اتخذته القيادة الفلسطينية بتأجيل اجراء الانتخابات الفلسطينية.
وأكدت سفارة فلسطين أن القدس جزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ووضعها القانوني لن يُغيره قرارات الضم الاسرائيلية ولا وعود الرئيس الأمريكي السابق ترامب، واجراء الانتخابات فيها جزء من سلامة العملية الديمقراطية اكثر من اي وقت مضى.
وأوضحت السفارة أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس اعطت التعليمات الواضحة لمواصلة الاستعدادات والتحضيرات لإجراء هذه الانتخابات الهامة والضرورية حتى الثواني الأخيرة، وأمام تلكؤ سلطة الاحتلال "اسرائيل" ورغم تدخل وسطاء اوروبيين ودوليين وأطراف عربية، كان الرد الاسرائيلي في الثواني الأخيرة قبيل اطلاق العملية الانتخابية، بعدم وجود حكومة في اسرائيل قادرة ولديها الصلاحيات لتقديم الضمانات وتوفير الظروف المطلوبة والمتفق عليها ثنائياً ودولياً لإجراء الانتخابات في محافظة العاصمة القدس باعتبارها جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، واضافت السفارة أنه بدون اجراء هذا الحق الدستوري في القدس ستبقى الانتخابات مثلومة ومنقوصة، وسابقة خطيرة لا يمكن القبول بها.
وقال سفير دولة فلسطين لدى بولندا محمود خليفة في رسائل متطابقة بعث بها اليوم الجمعة 7 مايو/ ايار للرئاسة والحكومة والبرلمان والاحزاب السياسية، والسلك الدبلوماسيي المعتمد لدى بولندا، انه ونظراً لرفض اسرائيل اجراء الانتخابات في القدس ، فقد قررت القيادة الفلسطينية في اجتماعها مساء 29 ابريل/نيسان تأجيل الانتخابات الى حين توفير الضمانات اللازمة لاجراءها في كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعلى رأسها القدس.
وأشار السفير خليفة الى أن لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية كانت أجرت كافة الاستعدادات والترتيبات المطلوبة منذ يناير الماضي، استعداداً لهذا الحدث الديمقراطي الدستوري، سواء فيما يتعلق بتحديث سجل الناخبين، وتسجيل القوائم الانتخابية، وتوفير الظروف القانونية والاعلامية ، غير ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية لم تسمح بأي مظهر من مظاهر الاستعداد لإجراء هذه الانتخابات في محافظة القدس، ومنعت الاجتماعات واعتقلت المرشحين واستدعت بعضهم للتحقيق.
واضاف خليفة أن مساعي القيادة الفلسطينية وعلى راسها الرئيس محمود عباس لتحقيق المصالحة، ومواصلة العملية الديمقراطية ، وانجاز الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية لم تتوقف ، وهذا ما حصل ايضاً في انتخابات اعوام 1996& 2005& 2006، ايماناً بأهمية ذلك في بناء المؤسسات الفلسطينية وانهاء الاحتلال.
واستطرد سفير فلسطين ان اعاقة "اسرائيل" اجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس (وقد فعلت ذلك عام 2006، ثم عادت ووافقت على اجراءها بعد تدخل المجتمع الدولي )، يجعل الانتخابات الفلسطينية مرهونة بالافكار الاستعمارية المتطرفة لدولة الاحتلال التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن عدم اجراء الانتخابات الفلسطينية الحالية؛ ولن يقبل الجانب الفلسطيني بأي شكل من الاشكال عقد انتخابات مثلومة ومنقوصة، فالقدس جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ينطبق عليها القوانين والمواثيق الدولية وتحميها القرارات الصادرة عن مجلس الامن والجمعية العمومية.
ودعا السفير خليفة المجتمع الدولي وبولندا جزء فاعل في هذه المنظومة، لممارسة دوره والضغط على دولة الاحتلال الاسرائيلي لرفع قيودها عن الحقوق الفلسطينية، ومنها حرية عقد الانتخابات في كامل الاراضي الفلسطينيةالمحتلة وعلى رأسها القدس، والمناطق المصنفة (جيم) والزام دولة الاحتلال بضمان تنفيذ هذا الحق.
في جانب آخر وضعت سفارة دولة فلسطين لدى بولندا كافة الجهات البولندية ومنظمات حقوق الانسان في صورة التصعيد الاسرائيلي الممنهج والهجمة الاستعمارية الاخيرة التي يتعرض لها حي الشيخ جراح في القدس، وجريمة اغتيال الرياضي الفلسطيني الفتى سعيد عودة برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس الأول.