بمناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار: 116 اسيرة فلسطينية ما زلن يقبعن في سجون الاحتلال الاسرائيلي
نشر بتاريخ: 07/03/2006 ( آخر تحديث: 07/03/2006 الساعة: 14:50 )
بيت لحم - معا - تكتسب تجربة الحركة النسوية الاسيرة صفة مميزة وان تشابكت في تجربتها مع مجمل التجربة الاجتماعية للاسرى، فهي اكثر الماً ومعاناة وتحمل في خصوصيتها مدى النضج الوطني في المجتمع الفلسطيني حيث تشارك المرأة بدورها النضالي الى جانب الرجل في مقاومة الاحتلال.
افاد نادي الاسير الفلسطيني في بيان له وصل وكالة معا نسخة منه انه وبرغم قلة المصادر التي وثقت اعداد واسماء الاسيرات فان المعلومات المتوفرة تشير الى انه دخل المعتقلات الاسرائيلية منذ بداية الاحتلال حتى الان ما يقارب 5500 امرأة فلسطينية. وشملت عمليات الاعتقال الفتيات الصغار وكبار السن منهن، وكثيراً ما كان بين المعتقلات امهات قضين فترات طويلة في السجون مثل ماجدة السلايمة وزهرة قرعوش وربيحة ذياب وسميحة حمدان وغيرهن.
وشهدت اكبر حملة اعتقال للنساء الفلسطينيات الفترتان ما بين 1968-1976 وفي فترة الانتفاضة الاولى، وتعرضت الاسيرات للكثير من حملات التنكيل والتعذيب اثناء الاعتقال، وتفيد شهادات عديدة للاسيرات انهن تعرضن للضرب والضغط النفسي والتهديد بالاغتصاب.
وشكلت اعوام 68-69 سنوات قاسية جداً في تاريخ الحركة النسائية الاسيرة وخاصة في بداية التجربة الاعتقالية وبدء النضال والكفاح للدفاع عن ذواتهن داخل السجون من مخططات تدمير وتحطيم النفسية والارادة الوطنية لدى الاسيرات.
وقد خاضت الاسيرات منذ بداية تجربة الاعتقال العديد من النضالات والخطوات الاحتجاجية والاضراب المفتوح عن الطعام في سبيل تحسين شروط حياتهن المعيشية وللتصدي لسياسات القمع والبطش التي تعرضن لها.
إن معاناة المرأة الأسيرة تتعدى الوصف، فهي الام التي أنجبت أطفالها داخل السجن ليتربى الطفل مدة عامين بين القضبان وفي ظلام الغرف الموصدة كحالة الأسيرات اميمة الاغا وسميحة حمدان وماجدة السلايمة، وآخرهن الأسيرة ميرفت طـه، من القدس، والتي أنجبت طفلها "وائل" يوم 8/2/2003 داخل سجن الرملة للنساء.
وهي المرأة التي تعاني المرض في ظل الإهمال الصحي الذي تتميز به سياسة إدارة السجون، وهي المرأة التي صبرت سنوات طويلة حيث قضت بعض الأسيرات مدداً تزيد عن العشر سنوات كعطاف عليان وزهرة قرعوش ونادية الخياط وفاطمة البرناوي _ وهي أول أسيرة فلسطينية _ وغيرهن.
وسجل تاريخ الحركة النسوية الأسيرة مواقفاً أسطورية عجز الرجال عنها كما حصل عام 1996 عندما رفضت الأسيرات الإفراج المجزوء عنهن على اثر اتفاق طابا وطالبن بالإفراج الجماعي ودون ذلك فضلن البقاء في السجن واستطعن أن يفرضن موقفهن في النهاية ليتم الإفراج عن جميع الأسيرات في بداية عام 1997.
وقد خاضت الأسيرات معركة الحرية بعد اتفاق أوسلو تحت شعار (لا سلام دون إطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات)، وشاركن في الخطوات النضالية الى جانب بقية الأسرى في كافة السجون في سبيل تحقيق أهدافهن بالحرية والإفراج.
وخلال انتفاضة الاقصى، تصاعدت عمليات اعتقال النساء الفلسطينيات بشكل لم يسبق له مثيل، فقد بلغت حالات اعتقال النساء ما يزيد عن 450 فتاة وامرأة فلسطينية، بقي محتجزاً منهن حالياً 116 اسيرة يقبعن في سجن تلموند للنساء.
وتعرضت الأسيرات خلال الانتفاضة للتعذيب والتنكيل خلال استجوابهن في أقبية التحقيق ولعمليات قمع واعتداءات أكثر من مرّة داخل السجن، حيث فرضت عليهن إجراءات قمعية وتعسفية تمسّ بحقوقهن الإنسانية والمعيشية.
واستخدمت حكومة الاحتلال اسلوب اعتقال الزوجات للضغط على الأسرى في التحقيق، مما يشكّل انتهاكاً خطيراً لمبادئ حقوق الإنسان ويتعارض مع كافة المواثيق الدولية.
وقد كان لمشاركة المرأة الواسعة في المقاومة الفلسطينية خلال انتفاضة الأقصى موضع تساءل لدى الأوساط الإسرائيلية ومؤشراً على ارتقاء نوعي في انخراط المرأة في أعمال المقاومة والانتفاضة، ودليل على حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وانخراط النساء في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني أمام تواصل المذابح والعدوان.
لقد اعتقلت حكومة الاحتلال العديد من الفتيات الفلسطينيات القاصرات خلال انتفاضة الأقصى بقي محتجزاً منهن 8 قاصرات هن:1) نعمة البخايري، 14 سنة، من الخليل 2) اسراء خليل، 14 سنة من الخليل 3) آية عويص، 17 سنة، من مخيم جنين 4) ياسمين الرجبي، 17 سنة، من الخليل 5) فريال جعارة، 17 سنة، من بيت لحم 6) سماح عبد الله، 18 سنة، من نابلس 7) هبة يغمور، 15 سنة، من الخليل، 8) نعمة النقايرة، 15 سنة، من الخليل.
كما ويقبع في السجون الاسرائيلية 16 اسيرة من الامهات من بينهن فاتن ضراغمة، ايرينا سراحنة، فداء عبد الله، منال غانم وطفلها نور البالغ من العمر سنتين والذي انجبته داخل السجن.
وفرضت حكومة الاحتلال الاعتقال الاداري بحق عدد من الاسيرات من بينهن الاسيرة عبير عودة.
وفي يوم المرأة العالمي لا بد أن نمرّ على هذه التجربة التي لا تعطيها حقها مجرد سطور في تقرير، إنها تجربة المرأة الفلسطينية المناضلة، الأم والأخت والزوجة والطفلة، القائدة في الميدان وفي البيت، المربية والطالبة، فالأم التي لم تودّع بنيها إلى الزنازين لم تحبل ولم تلد.