المتوكل طه
يتدفّقونَ من المَدارسِ والحواري والنوافذِ والشوارعِ
يخرجون، يُحاصرونكَ أيّها المحتلُّ
في كلِّ الجهاتِ..
وسوفَ تلقاهُم أمامكَ
خلفَ ظهرِكَ
يطلعونَ كَمارِدِ النيرانِ من كفّيكَ
من عينيكَ،
من شفتيكَ،
من أذنيكَ،
من أثوابِ قلبِكَ،
من يديكَ،
ومن فِراشكَ،
من منامِكَ،
من سِلاحكَ،
من سمائكَ
من ورائكَ
من حزامك
من شرابك
من جِرابكَ
من سواركَ
يَطلعونَ .. يُحاصرونَكَ..
يَرفعونَ
ويهتفُون
ويحرقونَ
ويكسرونَ
ويُلهبونَ الأرضَ تحتكَ
لا مجال أمام رُعبِكَ
غيرَ أنْ تمضي بعيداً
في الغياب.
..ومارتِ الطرقاتُ بالطوفانِ
زُلزلتِ الشوارعُ تحتَ أقدامِ الغُزاةِ
تفرقعَ الكبريتُ
واستعرت جهنَّمُ في الإطاراتِ الرهيبةِ
يَخرجونَ - الشيخُ في أولادهِ
والمرأةُ الثكلى
وَجاراتُ الشهامةِ
والملثّمُ والمُقمّطُ
والمطاردُ -
بالحجارةِ والعصّيِ وبالفؤوسِ
يُطوّقونَ الجيشَ
يرشقُهمْ بآلافِ القنابلِ والرصاصاتِ المميتةِ
يهجمونَ ويَقتُلونَ ويُقتَلونَ
وبالسكاكينِ المضيئة يَطعنونَ
ويعتلونَ جراحَهُمْ
أجسادُهْم متراسُهمْ
ويُحاصرونَ الجيشَ في كلِّ المفارقِ
والزوايا
والأزّقةِ
والهضاب
إنّه يومُ الحساب ..
إنّه يومُ الحساب .