بيت لحم- خاص معا- عادت قضية القدس، لتشكل محور الصراع، العربي الإسلامي من جانب والإسرائيلي من جانب آخر، في ظل آخر المحاولات التي سعى الاحتلال من خلالها للسيطرة على المدينة، بما يحويه من مقدسات إسلامية ومسيحية.
وبدأ التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد القدس، مع بداية شهر رمضان منتصف نيسان/ إبريل الماضي، ومما أجج المواجهات وزاد من حدتها محاولات الاحتلال لتهجير سكان الشيخ جراح، وإحلال المستوطنين مكانهم، هذا ترافق مع إجراءات صارمة لتقييد المصلين ومنعهم من الصلاة بحرية في المسجد الأقصى.
المواجهات بدأت محدودة واستمرت عدة أيام في المدينة المقدسة، وسرعان ما أخذ صدى تلك المواجهات يتردد في الداخل (أراضي ال48) والضفة الغربية، وأدى اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى في ليلة رمضانية مشهودة، واعتدائه بوحشة على المصلين والمعتكفين في المسجد، إلى تدحرج كرة اللهب لتصل ساحة قطاع غزة، الذي نطقت صواريخه برفض ما يحاول الاحتلال تكريسه في القدس من واقع يحرم الفلسطيني من حقهم في المدينة التي يعتبرونها عاصمتهم الأبدية.
وفي فجر يوم الجمعة 21 الجاري، أعلنت مصر كوسيط عن التوصل وقف متزامن لإطلاق النار بين فصائل المقاومة وإسرائيل، اعتبارا من الساعة 2 فجرا، وهو ما تحقق، بعد 11 يوما من القصف والدمار ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية بالقطاع، الذي دافع عن قدسه وأهله بالصواريخ التي دكت مدنا إسرائيلية من الشمال إلى الجنوب.
وخرج على إثر ذلك الشعب الفلسطيني باحتفال نصر المقاومة الذي وحد الشعب في داخله وخارجه ومُحتَله وشتاته، في مشهد وحدوي لم يتجسد بمثل هكذا صورة من سنوات طويلة.
وتكبدت غزة 248 شهيدا بينهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنا إضافة الى 1948 إصابة بجراح مختلفة، وفي الضفة استشهد 27 مواطنا، بينهم 4 أطفال، وسيدة، و5164 جريحا، فيما استشهد شاب في القدس المحتلة وأصيب 1011 آخرين، واستشهد شابان في اللد وأم الفحم.
ويتمسك الجانب الفلسطينيي بأن تكون القدس ووقف ما يجري فيها من اعتداءات احتلالية ضمن أي اتفاق للهدنة، لكن إسرائيل تدعي بان وقف اطلاق النار لا يشمل ضمانات تخص شؤونا تتعلق بالمسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح.
وفي ظل هذه التطورات، وأمام فخر الفلسطينيين بمقاومتهم وبسالة شبابهم في الدفاع عن مقدساتهم ووطنهم، جرى حدث صدم الجميع، عندما هاجم عشرات من الأشخاص الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، داخل المسجد الأقصى وعلى منبر صلاح، بعد أن أنهى خطبة الجمعة، هاتفين بشعارات التخوين ومسيئين للمكان وحرمته.
ومهما يكن انتماء من افتعل هذه الضجة، فإن نتائج همله قد صبت في مصلحة الاحتلال، واسهمت في حرف الأنظار على القضية الأهم وهي ما سيكون عليه وضع القدس بعد ما غيرته المقاومة من معادلات بعد هذه الجولة التي هزت كيان إسرائيل واعادت لها حساباتها من جديد.
الشيخ محمد حسين، وصف ما حصل من اعتداء عليه داخل المسجد الأقصى المبارك من قبل البعض، بأنه يهدف إلى فرض الفوضى داخل المسجد، وبينما قال المفتي أنه لا يعرف سبب اعتراضهم، إلا أنه يُراد من وراء افعالهم أهداف كثيرة.
وأثار الاعتداء على المفتي غضبا عارما في أوساط الفلسطينيين بفصائلهم ومؤسساتهم وهيئاتهم، وعلى رأسهم عائلات وشخصيات القدس، وعبر الجميع عن استنكاره لما حصل، وأجمعوا على أن من قام بهذا العمل قد حاول إشعار نار الفتنة، وخدمة مصالح الاحتلال.
وينما اتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمفتي مطمئنا على صحته، قال رئيس الوزراء محمد اشتية إن الاعتداء على المفتي وقع "بينما كان يستعد لأداء صلاة الغائب على أرواح شهداء العدوان الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية، وأهلنا في أراضي 48"، واصفا ما حدث بأنه "اعتداء على المقدسات ومسا بالمحرمات، وإضعافا للوحدة الوطنية التي جسدتها التضحيات التي قدمها شعبنا في جميع أماكن تواجده دفاعا الأرض والمقدسات وذودا عن الحرمات".
ومما وقع فيه كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أنهم اعتقدوا بأن مهاجمة الشيخ حسين جاءت لتجاهله ذكر المقاومة وشهداء غزة، ولكن كثيرين بعد أن سمعوا للخطبة، عادوا وصححوا موقفهم، معتبرين أن ما جرى كان مفتعلا وعدوانا مقصودا ومدبرا مسبقا للمساس بالشيخ ولإثارة الفتنة.
من هو خطيب المسجد الاقصى*
أحد علماء فلسطين.
لا ينتمي إلى أي فصيل سياسي.
عينه الرئيس محمود عباس مفتيا للقدس والديار الفلسطينية برتبة وزير سنة 2006.
المولد والنشأة
ولد الشيخ محمد أحمد محمد حسين يوم 22 مارس/آذار 1950 في حي جبل المكبر في مدينة القدس.
التوجه الفكري
مفتي فلسطين يرفض تصنيفه سياسيا، ويقول إنه لا ينتمي إلى أي فصيل.
نضاله للقدس والمسجد الأقصى
▪️اعتقل اكثر من 650 مرة تقريبا
▪️منع من دخول الاقصى مئات المرات.
▪️اعتقل وضرب من قبل قوات الاحتلال.
▪️قائد منع البوابات الالكترونية.
▪️في مقدمة الانتفاضات المقدسية المدافع الاول رغم كبر سنه.