بيت لحم- معا- شكك مسؤولون كبار في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في مدى فعالية العملية العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة، خاصة حجم الضرر الذي تم إلحاقه بشبكة الصواريخ التابعة لحركة (حماس).
وأكد المسؤولون العسكريون الإسرائيليون -وفق ما نقلت صحيفة هآرتس (Haaretz)- أن العملية الأخيرة كانت بالفعل بمثابة "ردع ناجح" لكن الضرر الذي لحق بالبنية التحتية الصاروخية لحماس كان محدودا أكثر مما خطط له، بينما تلقت إسرائيل أعنف موجات قصف صاروخي على الإطلاق.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه هاجم طوال فترة التصعيد الأخير حوالي 40% من منصات إطلاق الصواريخ التابعة للحركة، لكنه واجه صعوبة في قصف مواقع أخرى خاصة بسبب نقص المعلومات الاستخبارية الدقيقة.
وبحسب تقييم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية فقد حافظت حماس -بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار- على قدرتها لإطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ على إسرائيل، كما أن وتيرة إطلاق الصواريخ وكثافة القذائف التي سجلت خلال التصعيد كانت الأعلى على الإطلاق حيث أطلقت عناصر المقاومة 4360 صاروخا وقذيفة هاون من القطاع، عبَر نحو 3400 منها إلى اسرائيل.
وكانت المهمة الأكثر جرأة التي كان يعتزم الجيش الإسرائيلي إتمامها هي تدمير شبكة أنفاق حماس تحت الأرض، وهي عملية معروفة باسم "جنوب أزرق" تمت الموافقة على تفاصيلها العملياتية خلال فترة تولي أفيغدور ليبرمان وزارة الجيش بين عامي 2016 و2018 وتم تحيينها مرتين.
فقد كان من المفترض أن يمهد قصف الجيش الإسرائيلي لشبكة أنفاق حماس الطريق لهجوم بري كخطوة مفاجئة خلال الأيام الأولى من العملية التي أريد لها أن تطول، وقد ناقش كبار المسؤولين العسكريين قبل إطلاق الخطة ما إذا كان ينبغي تفعيلها في غياب اجتياح بري للقطاع، ووافق عليها في النهاية رئيس الأركان أفيف كوخافي.
أسباب التصعيد
من ناحية أخرى، يرى المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أن عدد الشهداء في صفوف فصائل المقاومة -من عشرات إلى مئات- أقل بكثير مما كان مخططا له، رغم أن القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي اعتبرت العملية "ناجحة" لأنها أضعفت شعور نشطاء حماس بالأمن كما تعتقد أن أعدادا كبيرة منهم ما زالوا مدفونين تحت أنقاض الأنفاق وأن عدد الشهداء سيرتفع.
أما فيما يتعلق بمساعي تدمير منصات حماس لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات، وهو الأمر الذي أثار قلق إسرائيل قبل بدء العملية، فيرى الجيش الإسرائيلي أنها تكللت بالنجاح حيث تمكنت القوات الجوية والبرية من إعطاب حوالي 20 قاذفة صواريخ مضادة للدبابات.
وفي الأيام الأخيرة للحملة، تم إطلاق 4 صواريخ مضادة للدبابات على أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية تسبب أحدها في مقتل جندي وآخر في إلحاق أضرار بسيارة مدنية وإصابة شخص بجروح طفيفة.
كما ذكرت هآرتس أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية اعتقدت قبل بدء العملية أن حماس ستبقى ملتزمة بالتفاهمات مع إسرائيل وستمتنع عن أي شكل من أشكال التصعيد، ويقوم الجيش الإسرائيلي حاليا بدراسة الأسباب التي شجعت الحركة على الخروج عن مسار الأحداث المتوقع، بما في ذلك قرار تأجيل الانتخابات البرلمانية الفلسطينية والاشتباكات عند باب العامود ومحاولة طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.