بيت لحم - معا- بعد نحو أسبوع تنتهي المهلة التي حددها الرئيس الإسرائيلي لرئيس حزب "يش عتيد" يائير لابيد لتشكيل حكومة جديدة، ما قد يرجح إمكانية الذهاب لانتخابات خامسة.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حزبي "يش عتيد" و"إسرائيل بيتنا" توصلا إلى اتفاق بينهما حول تشكيل ائتلاف حكومي، سيتولى بموجبه رئيس "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان منصب وزير المالية.
ويعتقد المراقبون أن فرص لابيد في تشكيل حكومة بديلة عن حكومة نتيناهو ضئيلة، في ظل تردد بينت وساعار والقوائم العربية في دعمه، مؤكدين أن الأسبوع المقبل سيكون حاسما في هذا الإطار.
تحالف جديد
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإنه ستسند إلى حزب ليبرمان حقيبتين أخريين لم يفصح عنهما، لكن يرجح أن تكونا وزارة الهجرة والاستيعاب ووزارة تطوير الجليل والنقب.
من جانبه، أبلغ جدعون ساعر، لابيد المكلف بتشكيل الحكومة، بأنه لن ينضم إلى أي ائتلاف لا يضم حزب "يامينا" بزعامة نفتالي بينيت.
وأفادت القناة الحادية عشرة الإسرائيلية بأن ساعر يعارض بشدة حكومة تستند إلى "القائمة العربية المشتركة" غير أنه مستعد للجلوس مع "القائمة العربية الموحدة" برئاسة منصور عباس.
وأكد ساعر أنه لن يخضع للضغوطات للانضمام إلى الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، فيما أعرب لابيد عن أمله في أن يغير بينيت موقفه بعدم الانضمام إلى كتلة التغيير، وتعهد "بقلب كل حجر من أجل إقامة حكومة"، مع اعترافه بأن احتمالات تحقيق هذا ليست عالية.
وتعمل الكتل المعارضة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على دفع مشروع قانون، الأسبوع المقبل، ينص على حل الكنيست إذا ما تبين أنه لا أمل في تأليف الحكومة.
أسبوع حاسم
اعتبر محمد كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن فرص لابيد في تشكيل حكومة إسرائيلية ضئيلة جدا، خاصة في ظل تردد بينت وساعار في إعطاء الكلمة النهائية لدعمه أو لدعم نتيناهو.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن ساعار لن يذهب مع نتنياهو، لكن يصعب عليه وحده دعم لابيد دون القوائم العربية، والتي حتى الآن لم تعط إجابة واضحة بدعم لابيد في تشكيل الحكومة المقبلة.
ويرى كنعان، أن الأسبوع المقبل ستتجلى الصورة واضحة، وهناك 8 أيام فقط متبقية من مدة لابيد، الذي ينتظر موقف بينت النهائي من دعم المعكسر الذي يريد الإطاحة بنتنياهو أو دعم معسكر اليمين.
وبحسب كنعان، تريد الأغلبية تغيير حكومة نتنياهو، لا سيما بعد الأحداث الأخيرة في قطاع غزة والقدس والشيخ جراح، لكن في الوقت نفسه صعبت الأحزاب المهمة على لابيد، والأحد المقبل سيظهر الشكل النهائي، إما حكومة بديلة عن حكومة نتنياهو أو الذهاب لانتخابات خامسة.
فرص ضعيفة
بدوره أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن استطلاعات الرأي حتى الآن تؤكد عدم حدوث أي تغيير في موقف الاحتلال الإسرائيلي على مستوى الناخبين، أو أعضاء الكنيست تجاه الانتخابات وتشكيل الحكومة بعد الحرب على قطاع غزة.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، ساعدت الحرب نتنياهو أكثر حيث أن حزب "يمينا" بقيادة بينت انقسم، وانشق عنه عضوان وانضما إلى حزب الليكود، وبالتالي فرص تشكيل حكومة إسرائيلية بقيادة لابيد تبتعد كثيرا.
وقال إن هناك أقل من أسبوع، على حسم معركة تشكيل الحكومة، وحتى الآن فرص لابيد صعبة، مضيفا: "حتى لو اعتبرنا أن الجميع سينضم إليه باستثناء حزب يمينا مع عدم دعم القائمة العربية، الأمور لن تكون سهلة".
ويرى أن تردد حزب أبيض أزرق وحزب جدعون ساعار في دعم لابيد يقلص فرص نجاحه بشكل كبير، ومن المتوقع تكليف الكنيست لاختيار رئيس وزراء في غضون مدة لا تزيد على 14 يوما.
وبحسب الرقب، ففي حال عجز نتنياهو أو أي شخص آخر في تشكيل حكومة، قد تكون هناك جولة انتخابات خامسة، يسعى خلالها نتنياهو إلى حصد أغلبية من المؤيدين.
وفي وقت سابق أعلن زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت، انسحابه من محادثات تشكيل حكومة بديلة لنتنياهو مع لابيد.
وقال بينيت: "أنا أزيل الحكومة البديلة من جدول الأعمال"، مضيفا أن "حكومة التغيير بالتركيبة المخطط لها لا يمكن أن تتعامل مع مشاكل المدن المختلطة، هذه أمور لا يمكن القيام بها بالاعتماد على منصور عباس"."سبوتنيك"