غزة- معا- شارك الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مساء اليوم، بالمسيرة الجماهيرية الحاشدة التي نظمتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجناحها العسكري احتفاءً بانتصار الشعب الفلسطيني في معركة "سيف القدس"، وتأكيداً على مواصلة المقاومة والكفاح حتى التحرير الكامل.
وتقدم المسيرة التي انطلقت من ميدان فلسطين في مدينة غزة وصولاً لركام مجزرة شارع الوحدة، حشدُ كثيف من مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى - قوات راجلة ومؤللة - من مختلف الوحدات القتالية من بينها وحدات الصواريخ التي استعرضت راجمات صواريخ وديع البرق بعيد المدى وبطاريات "مدفعية الميدان" ذي العيارات المختلفة إضافة لوحدات الدروع والمغاوير والقناصة والخدمات الطبية العسكرية وسلاح الإشارة ووحدات أخرى.
والاف الجماهير حول الحشد العسكري وزينوا بنادقهم وعتادهم العسكري وعرباتهم بالورود والحلوى، مرددين هتافات تؤكد على أن المقاومة خيار وقرار شعبنا.
وحمل المشاركون صوراً لشهداء العدوان الأخير على القطاع إضافةً لصور شهداء فلسطين في القدس والضفة المحتلة وصوراً أخرى لأبرز شهداء الحركة الوطنية، رافعين شعارات تطالب المقاومة بديمومة العمل الكفاحي واستمراريته حتى تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال.
ووجه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسئول فرعها في قطاع غزة جميل مزهر كلمة الجبهة التحية لشهداء القدس واللد وأم الفحم والضفة ولبنان الذين تَوحدّت دمائهم في ميدان المعركة ولأهالي الشهداء في غزة الذين جعلوا من أجساد أبنائهم وركام بيوتهم جسراً للعبور إلى القدس.
وأبرق مزهر بتحية الأمين العام أحمد سعدات للجماهير العربية والفلسطينية وأحرار العالم المنتصرين للقدس ولجماهير شعبنا في كل مكان، ولأهلنا في الشيخ جراح وبطن الهوى، الذين يخوضون مقاومةً شعبية وكفاحية عابرة لحدود الجغرافيا ولأحرار العالم الذين تحركوا في مسيرات غير مسبوقة لمحاصرة الاحتلال على جرائمه، ونزع الشرعية عنه.
وأشار مزهر إلى أن معركة سيف القدس وانتفاضة شعبنا أسهمت في ترميم الهوية الوطنية الفلسطينية، وتوحيد ميادين الكفاح انطلاقاً من مهمة التحرير الأساسية على امتداد الوطن المحتل وتواجدنا في الشتات، واستعادت للأمة روحها القومية والكفاحية في مواجهة دعاة الاستسلام والتطبيع وأسست لمحطة تضحوية متقدمة على طريق التحرير والعودة.
كما لفت إلى أن شعبنا نجح في معركته الأخيرة بتحديد طبيعة العلاقة مع العدو على امتداد الوطن وفي كافة الميادين، وأكد على أن لغة الاشتباك هي اللغة الدائمة والمستمرة مع العدو طريقاً للتحرير.
وأشار مزهر إلى أن حروب التطهير العرقي والسياسات العنصرية التي يشنها عدونا على أهلنا في فلسطين المحتلة لن تنال من عزيمة الشباب الثائر ولن تثني شعبنا عن التمسك بهويته الوطنية وأرضه، متمماً القول " لن نترك أبناء شعبنا وحدهم بل سنكون معهم في ميادين الاشتباك والمواجهة".
وفي سياق حديثه أكد مزهر "على أن الوحدة الوطنية ومرجعيتها السياسية ومهامها الوطنية حددتها انتفاضة شعبنا على امتداد الوطن عندما اختارت صناديق الذخيرة والمولوتوف والمقاومة الشعبية، والهتاف لفلسطين في الساحات والميادين لتعُبّر في مجموعها عن استفتاء شعبي علني وصريح؛ لا يقبل اشتراطات الرباعية ولا اتفاقات ظالمة، ولا يخضع للعدو؛ بل يتمسك بإرادة وثوابت شعبنا وثواره، داعياً لضرورة اتخاذ خطوات عملية نحو تشكيل القيادة الوطنية الموحدة، ولجان الحماية الشعبية في الضفة لمواجهة المستوطنين وتصعيد حالة الاشتباك."
وحول محاولة الاحتلال استخدام قضية الإعمار كوسيلة لابتزاز ثواره وقواه أكد مزهر على أن شعبنا لن يقبل بالإعمار مكاناً للصراع على السلطة ومكتسباتها، ولن يقبل بالعودة لآليات أدامت آثار العدوان، مطالباً بتشكيل لجنة وطنية عليا من كافة القطاعات تتولى مهمة إعادة الإعمار بدون تمييز وعلى قاعدة الشراكة.
وطالب مزهر المجتمع الدولي "بالتحقيق بالجرائم الممنهجة التي ينتهكها العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا وتقديم مجرمي الحرب الصهاينة لمحكمة الجنايات الدولية".
وأشاد مزهر بجهود كل من دعم ودرب ومَلكّ مقاومتنا المعرفة والأدوات الضرورية التي أحدثت نقلة في مسار مقاومة شعبنا وفي المقدمة منهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي كلمة لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى وجه "أبو منصور" التحية الثورية للشهداء في ضفة الإباء، وفي مقدمهم الشهداء شريف سليمان، حسام عصايرة، مالك حمدان، يوسف مهدي نواصرة، والشهيد المقاتل في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى من فرسان المدفعية الشهيد عبد العزيز أبو طعيمة، وللشهيد الرفيق رائد حمد، ولشهداء معركة سيف القدس القادة باسم عيسى وحسام أبو هربيد والدكتور جمال زبدة ولشهيد أم الفحم محمد كيوان، والشهيد اللبناني محمد الطحان، ولكافة شهدائنا الذين قضوا على درب الحرية والاستقلال والذين كان آخرهم الشهيد الملثم المشتبك فادي وشحة الذي استشهد صباح اليوم متأثراً بإصابته.
وتوعد أبو منصور الاحتلال قائلاً "سنجعل من كل حجر من حجارة القدس يحاول العدو الاستيلاء عليها، حجراً كعين بوبين والعدو يخبره جيداً بأشلاء مستوطنيه لغماً يتفجر تحت أقدام الغزاة، ومن كل بيت يحاول العدو الاستيلاء عليه مدرسة ثورية يرتادها ويتخرج منها بهاء عليان وعلاء أبو جمل، ومن كل حجر تجهز عليه آلة العدو مقلاعاً ثورياً يقتلع إرهاب قطعان المستوطنين"..
وأكد أبو منصور خلال كلمته على أن فلسطين من بحرها لنهرها وحدة جغرافية وكفاحية، محذراً العدو من أن أي مساس بأهلنا في بطن الهوى والشيخ جراح سيكون ثمنه جحيماً في قلب كيانهم المزعوم.
على صعيد آخر وجه أبو منصور تحيةً للجمهورية الإسلامية في إيران ولمحور المقاومة، الذي كان له دور كبير في الإعداد والتجهيز والتدريب وتعزيز وتطوير الخبرات العسكرية.
وفي ختام كلمته أشاد أبو منصور بصمود شعبنا الفلسطيني الذي يراكم الخطوات على طريق التحرير والعودة، متعهداً بمواصلة تشريع البنادق والمدافع حتى تحرير كل شبر من ثرى الوطن المحتل.