رام الله- معا- دعا كل من المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية ومركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس، مراكز الابحاث العربية والدوائر الأكاديمية في جامعات الوطن العربي إلى إيلاء الاهتمام الكافي بالصراع العربي- الإسرائيلي عموماً، والصراع الفلسطيني- الإسرائيلي خصوصاً، وذلك على ضوء المستجدات المتسارعة في المنطقة من حيث زيادة التهديدات والمخاطر المحدقة بفلسطين ومعظم الدول العربية بسبب إستمرار الإحتلال الإسرائيلي وتدخلاته وأطماعه المختلفة في السيطرة على الثروات والتضييق على الدول ومحاصرة الشعوب.
وقد أشار رئيسا المركزين اللواء الدكتور محمد المصري والدكتور أحمد رفيق عوض في اجتماع بمقر المركز الفلسطيني بمدينة رام الله يوم أمس إلى أن الأطماع الإسرائيلية لم تتوقف على حدود فلسطين التاريخية، بل أخذت هذه الأطماع وما تزال تأخذ طابع الاعتداء العسكري والاغتيالات، وخلق احلاف معادية وإجهاض عمليات التنمية والنهوض العلمي والمجتمعي، وإقامة القواعد العسكرية حول تخوم الوطن العربي، بما يحول ذلك إلى أحد أهم أسباب التخلف والتبعية.
وقد وجه كلاً من المصري وعوض نداءاً عاجلاً الى مراكز البحث العلمي في العالم العربي والأوساط الاكاديمية في الجامعات العربية إلى ضرورة العمل الدؤوب إلى ما يلي: إعادة الاهتمام بموضوع الصراع العربي- الإسرائيلي من حيث تاريخه وحاضره، وسيناريوهات حركته المستقبلية، مما يشكل نتاجاً معرفياً يقدم للأجيال كما لصناع القرار. وكذلك تعزيز الشراكات والتعاون مع مراكز البحث الفلسطينية من أجل التطوير وفتح آفاق جديدة في المعرفة ومناهج البحث، وتخصيص مقعد خاص للدراسات الفلسطينية في الجامعات العربية، وتوفير منح للدارسين لتشجيعهم للحفر في هذا الموضوع الذي بدا وكأن هناك من يريد أن يتجاوزه أو يشطبه من الوعي الجمعي، وإصدار مطبوعات أو إطلاق مواقع إلكترونية متخصصة حول الصراع المستمر منذ أكثر من مئة عام ومآلاته.
واضاف كل من المصري وعوض أن تأثيرات وإرتدادات الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين أصاب العالم العربي كله بلا إستثناء بظواهر الفقر وقلة المنعة والمناعة وغياب الوحدة العربية وعدم التكامل الاقتصادي، إذ أن هذا الاحتلال المستمر منذ (74) سنة من أهم عوامل الفرقة والتوجس والهزيمة العسكرية والفكرية.
وانتهى رئيسا المركزين إلى القول أن الأحداث الأخيرة من هبة القدس وما نتج عنها من وقائع جديدة ومعادلة مختلفة تستدعي إعادة النظر في الواقع من جديد، وأنه لهذه الاسباب مجتمعه فإن دور مراكز البحث والاكاديميا العربية ستلعب الدور الأهم في تغذية الطلبة والباحثين وكذلك وسائل الاعلام بمادة معرفية تعيد تسمية الصراع من جديد.