رام الله- معا- اختتمت وزارة التربية والتعليم، اليوم، بالتعاون مع جمعية الحياة البرية في فلسطين، وبالشراكة مع وزارة الثقافة، والمجلس الأعلى للإبداع والتميز، المسابقات البيئية وتكريم الطلبة الفائزين فيها، إذ شملت محاور مميزة تنوعت ما بين الموسيقى، والمسرح البيئي، والحكواتي، وتصوير ورسم البيئة.
جاء ذلك؛ خلال فعالية مركزية نُظمت في مدرسة بنات البيرة الثانوية، بمشاركة وزير التربية والتعليم أ.د. مروان عورتاني، ووزير الثقافة د. عاطف أبو سيف، والرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للإبداع والتميز زياد طعمة، ومدير البرامج في جمعية الحياة البرية إبراهيم عودة، بحضور مدير عام النشاطات الطلابية عبد الحكيم أبو جاموس، ومدير عام تربية رام الله والبيرة باسم عريقات، وممثلين عن المؤسسات الشريكة والأسرة التربوية.
وفي هذا السياق، أكد عورتاني أهمية تعزيز الانتماء لدى الطلبة والتصاقهم بالقضايا البيئية والأرض والطبيعة، ورفع الوعي لديهم من خلال تعريفهم بأرضهم وذواتهم وتنشئتهم على المضامين والقيم التي ترسخ النمو السوي نفسياً ووجدانياً وروحياً وتربوياً، معبراً عن شكره وتقديره لكافة الشركاء على إنجاح هذه المسابقات الوطنية النوعية.
وشدد على ضرورة توفير كافة الفرص أمام الطلبة؛ لممارسة هواياتهم وتطويرها ورعايتها تحت كل الظروف، وتشجيع الطلبة على تنفيذ مبادرات كغرس نباتات يقومون برعايتها ويرتبطون بها تماماً مثل ارتباطهم بالأرض، داعياً إلى توسيع دائرة الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني وكافة الشركاء؛ لتعزيز المفاهيم والمضامين والنشاطات البيئية والثقافة المتحفية، وتسليط الضوء على إنجازات الطلبة؛ عبر المنصات الإعلامية والإلكترونية التابعة للوزارة وغيرها.
بدوره، قال أبو سيف: "إن العلاقة بين التعليم والثقافة ليست تكاملية بل يبزغان من جيلٍ واحدٍ وهي المكون للطالب في المستقبل، فالعلاقة بين الإبداع والتميز والإنتاج الفني والأدبي هي علاقة وجودية مع المدارس التي نحرص على أن تكون منارات إبداع، فنحن محظوظون بأن طلبتنا يتعلمون عن أدبائنا وشعرائنا في المنهاج الفلسطيني".
وأضاف الوزير أن هذه المبادرة تشير إلى ارتباط الفلسطيني القادر على صقل هويته الوطنية، بأرضه ووطنه، فالحكاية الشعبية ترتبط بالبيئة والموروث الثقافي، مشيراً إلى أهمية تثقيف الطالب حول الطبيعية وكيفية تصويرها ورسمها والحديث عنها، مشدداً أن الجيل الجديد يجب أن يفكر بكيفية الحفاظ على الهوية الفلسطينية؛ فهذه المسابقة تسهم في دفع الفلسطيني ليتشبث بالأرض والبيئة الفلسطينية، فالمدارس هي قلاع للتمسك بالهوية الفلسطينية.
من جانبه، دعا عودة إلى تعزيز روح الانتماء بين الطلبة والبيئة وتكريس مثل هذه النشاطات في المنظومة التعليمية؛ عبر الاهتمام الدائم بالموروث الثقافي، وتعميق أواصر الشراكة بين المؤسسات الرسمية والأهلية والمجتمع المدني في هذا السياق.
وتطرق عودة إلى واقع التحديات التي تواجهها البيئة الفلسطينية؛ بفعل ممارسات الاحتلال، مثمناً معنى التعاون الأصيل بين الجمعية والوزارة والمؤسسات الشريكة.
من جهته، شدد طعمة على استعداد المجلس الأعلى للإبداع ؛ لتوفير الدعم في كافة المجالات خاصة المشاريع والمبادرات المرتبطة بالبيئة التي تشكل حاضنة للإبداع وتبني الأفكار الريادية والمساهمة في دعم المبادرين في هذا المجال.
وشكر وزارة التربية على الاهتمام بمثل هذه المبادرات وكافة الشركاء، مشيداً بما حققه الطلبة من تميز من خلال مشاركاتهم الإبداعية.
وفي ختام الفعالية، التي تضمنت فقرات تراثية وغنائية، تم تكريم الطلبة الفائزين بالمسابقات من كافة مديريات التربية.