رام الله- معا- قالت وزارة الخارجية والمغتربين إن قرار الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة المتطرف بينت تبني ودعم "مسيرة الاعلام" يطرح عديد الأسئلة بشأن موقف الإدارة الأمريكية من استمرار حالة الإستفزاز والعدوان الإسرائيلي على شعبنا وتسميم وتوتير الأجواء، خاصة وأن المسيرة المزعومة تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس، عاصمة دولة فلسطين، وفي قلبها أيضا، وتشكل تحديا بارزا لهذا الوجود عبر رفع أعلام دولة الإحتلال والرقص داخل احياء المدينة المحتلة، المدينة المقدسة، بحماية عشرات الآلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية الحاقدة.
وأضافت الوزارة:" فماذا تقول الإدارة الأمريكية أمام هذه الحالة؟ وماذا تقول بخصوص تدنيس المسجد الأقصى المبارك بشكل يومي واقتحاماته الإستفزازية المتعمدة والتحريضية لاستدراج ردود فعل فلسطينية وعربية واسلامية، بهدف فرض المزيد من الإجراءات الإسرائيلية العقابية وتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في المسجد بما يخدم رواية الإحتلال وادعاءاته الباطلة؟ ما هو رد إدارة الرئيس بايدن على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد الذي يدعي الحق اليهودي في الضفة الغربية وتحديدا المناطق المصنفة "ج"؟ وما هو ردها على تصريحاته الرافضة للدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حل الدولتين؟. هذه الأسئلة موجهة لأركان الإدارة الأمريكية التي تحركت بسرعة البرق للترحيب بالحكومة الإسرائيلية الجديدة رغم مخاطر مواقفها وسياستها المعلنة، وبالذات حول رؤية الإدارة من كيفية التعامل مع هذا التطرف الإسرائيلي الرسمي، وكيف أبدت استعدادها وحماسها للتنسيق مع دولة الإحتلال في كل ما يتعلق بأوضاع منطقتنا رغم معرفتها بتوجهاتها ومواقفها المتطرفة، الفاشية والعنصرية. هل اتصالات كل من الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته والهرولة وراء دعوة كل من بينت ولبيد لزيارة واشنطن هدفها الاحتواء والاستيعاب ضمن سياسة واستراتيجية الإدارة الأمريكية أم لتجنب ازعاج رئيس الوزراء بينت والتعاطي مع مواقفه على أمل تغييرها لاحقا؟".
وأوضحت الوزارة:" وهنا أيضا من حقنا أن نتساءل: ماذا بخصوص تهجير وطرد الأسر الفلسطينية من حي الشيخ جراح وأحياء بلدة سلوان؟ وماذا بشأن طرد العائلات البدوية من مساكنها في المنطقة الممتدة من رام الله إلى أريحا؟ أو مجزرة هدم المحلات التجارية في ديرشرف؟ أو اغلاق مداخل القرى والبلدات الفلسطينية بالسواتر الترابية والبوابات الحديدية؟ أو الاجتياحات الليلية للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية بحجة الأمن؟ هل هناك من توجه أمريكي واضح ومحدد وسريع تجاه ما يتعرض له شعبنا من ظلم تاريخي مستمر؟ أم أن أركان الإدارة الأميركية يفضلون إدارة الصراع ويتواصلون مع المسؤولين الإسرائيليين كما تواصلت الإدارات السابقة مع أسلافهم؟ وأخيرا ماذا بخصوص الاستيطان واستمرار عمليات توسيعه وبناء بؤر استيطانية جديدة والتي كان اخرها بؤرة "أبيتار"؟ وكذلك الإعلانات المتواصلة عن مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة؟ وهل ستتوقف يوما ما؟."
وأشارت وزارة الخارجية: نأمل أن نرى اجراءات عملية على الأرض تعكس مواقف الإدارة الأميركية، وتترجم أقوالها ومواقفها الى أفعال، وأن لا تبقى عبارة عن تصريحات للإستهلاك أخذت تتكرر مؤخرا بشكل ملفت للنظر دون أن نرى ترجمات عملية لها على الأرض. قد يقول قائل: لنعطيهم الوقت الكافي للتأثير على الموقف الإسرائيلي، لكن إسرائيل لا تتوقف أبدا عن اجراءاتها واعتداءاتها واستيطانها وجرائمها وانتهاكاتها التي تقوض فرص تحقيق السلام وتغلق الباب أمام اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، ذات سيادة، متصلة جغرافيا، بعاصمتها القدس الشرقية، على العكس من ذلك تسارع دولة الاحتلال في فرض المزيد من تلك الاجراءات على الأرض وكأنها في سباق مع الزمن لاستكمال عمليات تهويد القدس، وضم وأسرلة الضفة الغربية المحتلة. وعليه، لا يفيدنا الانتظار أبدا، وليس في صالحنا الابقاء على تلك التصريحات وتكرارها بدون ترجمات عملية، حيث بدأت تلك التصريحات والمواقف الامريكية تفقد بريقها أو معناها.